فضل صيام الإتنين والخميس.. بالأدلة والأحاديث النبوية

فضل صيام الإتنين والخميس

نتحدَّث اليوم عن فضل صيام الإتنين والخميس والأحاديث التي تحدَّثت في هذا الشأن، والحِكمة من هذا الصوم. فكما نعلم أن الصيام من أجَلّ العبادات وأجملها عند الله ﷻ وأفضلها في الموازين. فقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- «من صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة».

فضل صيام التطوع

عبادة عظيمة غفل عنها كثير من الناس، هي سر بين العبد وربه ﷻ. عبادةٌ من أتى بها وعملها في يوم باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا. أي عبادة هذه؟ إنها عباد الصوم. بعض الناس يظن أن الصوم يقتصر في رمضان، وما يدري أن الصوم مفتوح بابه طوال العام. ولم يُنهى عن الصوم إلا في أيام معدودة؛ كيومي العيدين “عيد الفطر وعيد الأضحى” وأيام التشريق. ونهى النبي فقط عن إفراد يوم الجمعة أو إفراد يوم السبت.

أما أن صام الإنسان تطوعا، وصام يوما وأفطر يوما. أو صام الإثنين والخميس؛ فإنه خير.

أحد الصحابة “رضي الله عنه” قبل الموت بكى. قال لما تبكي؟ قال: أبكي على ظمأ الهواجر. أي في أيام الصيف الحارة، لما كنت أصوم، وأعطش لله ﷻ؛ ابكي على مثل هذه الأيام.

حديث عن فضل صيام التطوع

واقرأ هنا حديث عن فضل صيام التطوع أو الفرض يقول النبي ﷺ «من صام يوما في سبيل الله، بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا»، والحديث في صحيح البخاري. وفي لفظٍ آخر «من صام يوما في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا».

الله أكبر؛ مسافة وهوَّة كبيرة بينه وبين النار تحجزه. وهذه المسافة كما بين السماء والأرض؛ بيوم يصومه في سبيل الله ﷻ.

جَرِّب أيها الأخ الحبيب؛ صُم التطوع لله ﷻ، والصوم في الشتاء غنيمة باردة. النهار قصير والجو بارد والأمر يسير.

الحكمة من صيام الإثنين والخميس

في حديث صيام يوم الإثنين والخميس الذي ورد إلينا عن مولى أسامة بن زيد أنه سُئِل: لِم تصوم يوم الإثنين ويوم الخميس؛ وأنت شيخ كبير؟ فقال: إن نبي الله ﷺ كان يصوم يوم الإثنين ويوم الخميس، وسئل عن ذلك. فقال: «إن أعمال العباد تعرض يوم الإثنين ويوم الخميس».

وعن أبو هريرة -رضي الله عنه- أن المصطفى ﷺ قال «تعرض الأعمال يوم الإثنين و الخميس، فأحب أن يعرض عملي و أنا صائم».

وعن صحة حديث صيام الإثنين والخميس هذا، فهو حديث صحيح، ورد في صحيح الجامع. وفي لفظٍ آخر «إن الأعمال ترفع يوم الإثنين و الخميس، فأحب أن يرفع عملي و أنا صائم».

وورد في صحيح مسلم «تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين، ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا. وقال قتيبة: إلا المهتجرين».

إذًا؛ فإن الحكمة من صيام الإثنين والخميس التي كان يرجوها النبي ﷺ هي رفع أعماله وهو صائِم. وهو ﷺ ﴿مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى﴾، فمن الواضح إن في هذا فضل عظيم.

هذا بالطَّبع إلى جانب فضل صيام التطوّع أصلا الذي أخبر عنه ﷺ في أكثر من حديث.

حكم صيام الإثنين والخميس

من المعلوم عند علماء المسلمين، بل وعند كثير من عوام المسلمين أن حكم صيام الإثنين والخميس: سنة مستحبة عن النبي، وهو ﷺ الذي حثَّنا على صيام هذين اليومين في الأحاديث النبويَّة.

إذًا فإن صيامهما ليس كصيام الفرض مثل شهر رمضان أو القضاء. بل هو صوم تطوع يتقرَّب به العبد إلى الله رب العالمين.

فضل صيام يوم الإثنين فقط

إن ما وَرَدَ من أهل العلم في فضل صيام يوم الإثنين فقط، هو أثْبَت مما ورد في كلاهما معًا. لكِن في كلاهما خير.

وفي حديث صيام الإثنين فقط، والذي ورد في صحيح مسلم؛ أن رسول الله ﷺ سُئِل عن صوم الإثنين؟ فقال: «فيه ولدت وفيه أنزل علي».

ومعنى «فيه أنزل علي»: أي كان بَدْءُ نُزولِ الوحيِ فيه.

أجر صيام الإثنين والخميس

لم ينص حديث من الأحاديث النبوية أو آية من الآيات القرآنية على فضل أو أجر صيام الإثنين والخميس تحديدًا. لكِن الفضل الذي ورد في الأحاديث النبوية عن فضل الصوم عمومًا كثيرة. ومنها ما أوردناه أعلاه.

ومنها قول ربنا -عز وجل- في الحديث القدسي ﴿كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك﴾.

وقال الشيخ محمد حسَّان أنّ: هذا الحديث يدل دلالة جميلة على أن الصوم لا يدخل فيه الرياء على الحقيقة. فالصائِم إما أن يكون صائِما على الحقيقة وإما أن يكون كاذبًا. فإما هذا أو ذاك.

أضف تعليق

error: