فضل ذكر الله تعالى وأثره في صلاح القلب

سينصَب حديثنا اليوم حول مدى فضل ذكر الله تعالى وأثره في صلاح القلب؛ وما يُمكن أن يصِل العبد من منزلةً من أثر ثواب وأجر الذكر. وسيكون الأمر كُلَّهُ بالأدلة من الكتاب والسُّنّة. فاغتنموا هذا الفضل العظيم.

فضل الذكر والذاكرين في القرآن الكريم

  • قال تعالى في كتابه الحكيم:
  • {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} ~(سورة البقرة، الآية ١٥٢)،
  • {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا} ~(سورة الأحزاب، الآية ٤١).
  • {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما} ~(سورة الأحزاب، الآية ٣٥).
  • {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين} ~(سورة الأعراف، الآية ٢٠٥).

فضل ذكر الله تعالى

أحاديث فضل ذكر الله

لدينا أحاديث في فضل الذكر كثيرة؛ وسنبدأها بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت)~ (البخاري مع الفتح، ومسلم، بلفظ: (مثل البيت الذي يذكر اللَّه فيه والبيت الذي لا يذكر اللَّه فيه مثل الحي والميت).

وقال -صلى الله عليه وسلم- في حديث ذكر الله أفضل من الجهاد (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم)؟قالوا بلى. (ذكر الله تعالى)~ (الترمذي، وابن ماجه).

وقال -صلى الله عليه وسلم- في حديث قدسي عن الذكر (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا، تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا، تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)~ (البخاري ومسلم).

ومن وصايا الرسول في الذكر؛ عن عبد الله بن بسر – رضي الله عنه – أن رجلا قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: (لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله)~ (الترمذي، وابن ماجه، وصححه الألباني).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثٍ آخر (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: {الــم}حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)~ (الترمذي).

وعن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في الصفة، فقال: (أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان، أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم)؟ فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك. قال: (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم، أو يقرأ آيتين من كتاب الله – عز وجل – خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل)~ (مسلم).

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه، كانت عليه من الله ترة، ومن اضطجع مضجعا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة)~ (أبو داود، وغيره).

وقال المصطفى -عليه الصلاة والسلام- (ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم)~ (الترمذي).

وقال سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- (ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان لهم حسرة)~ (أبو داود).

أثر الذكر في صلاح القلب

يقول الحق -تبارك وتعالى- في الآية ٢ من سورة الأنفال (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون).

وفي الآية ٢٨ من سورة الرعد يقول العزيز -سبحانه- (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

فما أبلغها من دلالة على أن صلاح القلب والطمأنينة والسكينة تأتي دومًا من المداومة على ذكر الله تعالى؛ فهو -جل شأنه- الذي أبلغنا بذلك في كتابة العزيز.

فلا تتغافل يا أخي المسلم عن أذكارك اليومية، مثل أذكار الصباح والمساء والدخول والخروج من البيت والمسجد.. الخ؛ فضلا عن كثرة الاستغفار بالطَّبْع.

أضف تعليق

error: