فحص ما قبل الزواج والهدف منه تفصيلاً

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , طبيب , فحص ما قبل الزواج , الفحص الطبي
استشارة طبية

ما هو فحص ما قبل الزواج؟

وعن فحص ما قبل الزواج قال “د. رائد الحميدي” استشاري أمراض الدم. المفهوم العام للزواج هو توافق كامل بين شخصين صحيًا وإجتماعيًا ونفسيًا وماديًا، ولتحقيق مفهوم التوافق الصحي بين الطرفين يتم إجراء فحص ما قبل الزواج، حيث أن هذا الفحص يُزيل المخاوف من وجود بعض أنواع الفيروسات عند أحد الطرفين وإمكانية إنتقالها إلى الطرف الآخر.

عناصر فحوصات الدم قبل الزواج

وتابع “د. الحميدي” ما يتم فحصه قبل الزواج هو:
• فحص أمراض الدم الوراثية.
الأنيميا المنجلية.
• أنيميا البحر المتوسط.
فيروس الكبد الوبائي (ب، ج).
• نقص المناعة المكتسبة.
• المخدرات.

هل تسهم هذه الفحوصات في الحد من أي تشوهات أو إعاقات قد تحدث للأبناء؟
هذه فكرة خاطئة إلى حد كبير، حيث أنه من الصعب إيجاد فحص للدم يشمل جميع الأمراض الوراثية التي تنتقل بالجينات، فالفحص يشمل أمراض الدم الوراثية فقط والتي أشهرها الأنيميا المنجلية وأنيميا البحر المتوسط، فهي أنواع من فقر الدم تنتقل بالوراثة بين العائلة الواحدة.

لماذا الأنيميا المنجلية وأنيميا البحر المتوسط بالذات وراثية دون أنواع الأنيميا الأخرى؟
لأنها عبارة عن أمراض تنتج عن خلل جيني، وهذا الخلل يتناقله أفراد العائلة الواحدة من الآباء إلى الأبناء، الأمر الذي يساعد على كثرة إنتشارها حال زواج الأقارب.

هل اختلاف منطقة معيشة المقبلين على الزواج لا يتطلب فحص ما قبل الزواج؟
عادةً ما تنتشر في كل منطقة أنواع معينة من الأمراض، الأمر الذي يجعل فحص ما قبل الزواج يهتم بأمراض معينة تختلف عن منطقة أخرى. ففي حالة تباعد منطقة نشأة الطرفين أو عدم وجود قرابة بينهما قد لا نحتاج إلى فحص ما قبل الزواج، وإن كانت نسبة الخطر مازالت موجودة، فالأفضل القيام به للإطمئنان.

ما هي النسب المئوية لتوافق الأزواج من عدمه بناءً على فحص الدم؟

في الغالب لا نستطيع إمتلاك نسب مئوية محددة بأرقام ثابتة لتوافق الأزواج بناءً على نتائج فحص ما قبل الزواج، لأن من يستطيعون تحديد هذه النسب هي الجهات الحكومية التي تمتلك كافة بيانات ونتائج تحاليل الأزواج.

هل تمتلك جهة ما منع الزواج في حال أشارت نتائج فحص ما قبل الزواج إلى عدم التوافق؟

لا تمتلك أي جهة حكومية أو خاصة أن تمنع الزواج بين الطرفين، حتى ولو أثبتت النتائج عدم التوافق بينهما، أو أن الأطفال الذين سيولدون كنِتاج لهذا الزواج سيصابون بأمراض وراثية، فكل الأمر أن يتم عمل جلسات تشاور مع الطرفين لشرح الحالة ونتائج الفحص وحال الأطفال مستقبلًا بالتفصيل، ويُترك الأمر لهما وعلى مسئوليتهما الشخصية.

ما الأسباب التي قد تجعل الطرفين يتخذون القرار بتكملة الزواج رغم التحذير؟

لأنه عادةً وفي الغالب الأعم ما يقوم الزوجين بفحص الزواج متأخرًا، أي بعد الإتفاق والخِطبة وتحديد ميعاد الزواج الرسمي، فعادة ما يقوم الزوجين بالفحص قبل ليلة الزفاف بأسبوع أو اثنين على الأكثر، الأمر الذي يصعب معه التراجع في الزواج وإتخاذ قرار مخالف.

والخطورة هنا تكمن في أن أمراض الدم الوراثية ليس لها أعراض ظاهرة، ولا تؤثر على القدرة على الحمل والوضع، ولكن يُكتشف الخطأ في قرار تكملة مراحل الزواج عند إنجاب أطفال مصابون بهذه الأمراض الوراثية الجينية، حيث أكدت الدراسات أن الأطفال معرضون للإصابة بالأمراض الوراثية من الآباء بنسبة 25%، وهي نسبة ليست بالقليلة، فيبدأ هنا ندم الزوجين، ولكن بعد نفاد الوقت.

ما مدى إستجابة الناس لحملات التوعية بفحص ما قبل الزواج؟

وأردف “د. الحميدي” تُركز هذه الحملات على فئة الشباب والفتيات المُقبلين على الزواج، لزيادة وعيهم ومعلوماتهم بأهمية وضرورة إجراء فحص الدم قبل الشروع في الزواج، وعادةً ما تواجه هذه الحملات الأفكار المغلوطة عن فحص ما قبل الزواج مثل إمكانية منع الزواج من قِبل المسئولين وغيرها من المفاهيم والأفكار الغير صحيحة.

وحتى تُؤتي هذه الحملات ثمارها لابد لها من الإستمرار والتوسع أفقيًا لتشمل كل عموم البلاد العربية. بل ويمكن أيضًا السير على نهج بعض الدول الغربية وهو إجراء فحوصات الدم الخاصة بأمراض الدم الوراثية خلال فترة الدراسة الثانوية للإناث وللذكور، وربط نتائج هذه التحاليل ببطاقة الهوية للفرد، الأمر الذي يُتيح معرفة أمراض الدم الوراثية عند الشخص مبكرًا، الأمر الذي يُمكن معه حماية أطفال المستقبل من مثل هذه الأمراض والتشوهات.

ما مدى معاناة الأطفال المصابون بأحد أمراض الدم الوراثية؟

مثل هؤلاء الأطفال يمكن إعتبارهم – مع فارق التشبيه – بذوي الإحتياجات الخاصة، حيث يتوجب عليهم المتابعة مع الأطباء والمستشفيات شهريًا ولمدة لا تقل عن أسبوع، ويحتاج إلى نقل دم شهريًا، إلى جانب زيادة فرص التعرض للجلطات وإلتهابات المفاصل، وحتى عند البلوغ والكبر يؤثر ذلك كله على مساره العملي في الحياة ومدى إلتزامه بمهام عمله.

فكل هذه الدوامة الصحية يدخل فيها الفرد المصاب نتيجة عدم إجراء فحص ما قبل الزواج أو عدم الإعتداد بنتائجه والمكابرة والعناد، فهم معرضون لفقد الحياة بسبب أمراض الدم الوراثية.

ما هي البدائل حال إتمام الزواج وعدم الأخذ بنتائج الفحص؟

البديل المتبع لحماية الأطفال من الإصابة بأمراض الدم الوراثية هو التشخيص الجيني الوراثي للأجنة خارج الرحم، فهو مشابهة لأطفال الأنابيب، حيث يتم التلقيح خارج الرحم، والتمييز بين النطفة السليمة والنطفة المصابة، ومن ثَم إعادة الأجنة السليمة للرحم وإبعاد المصابة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا البديل ذو تكلفة مادية عالية جدًا، كما أن الزوجين مطالبين بعمل هذه الإجراءات مع كل حمل.

العلاج حال وقوع الإصابة بأمراض الدم الوراثية قد يشمل مجموعة من المسكنات، وقد يتطرق إلى زراعة النخاع العظمي، وتتوقف زراعة النخاع تلك على طبيعة الحالة نفسها من حيث الإنتكاسات التي يتعرض لها وعمره ومدى تقبُل جسمه لعملية الزراعة نفسها والتكيف معها.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: