عناصر الإيمان

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , مساعدة الجيران , الإيمان

اللهم صلى وسلم على النبي الأمي المعلم، الذي دلنا عليك وأخذ بأيدينا إليك، والحمد لله أن بُلغنا الرسالة وأن أوتينا من مفاتيح العلم ما يمكننا من فتح أبوابه، ويقودنا إن أردنا البحث إلى أسراره وعجائبه وكنوزه.

أما الإيمان فهو بنيان متكامل يقوم على عدة قواعد وأعمدة ويتكون من عناصر متعددة جامعة لأوجه الكمال الإنساني، والسلوك المثالي، ويظل المرء يتدرج في سلمه كلما تدرج في تعاليمه والسير وفقا لمنهجة، ويكون أقوى ما يكون حين تكتمل قواعده وتُؤتى جميع أوامره.

وقد آثرت في هذا الموضوع أن نبحث معا عن عناصر الإيمان، ومكوناته، لنعرف الطريق إليها، علنا نجد في السير ونحقق –يوما ما- الوصول، ولأنها كثيرة ومتنوعة فإننا سوف نذكر منها ما تيسر، ونجتهد في توضيحها، علنا نوفق في العثور على فيض من النفحات النبوية المبينة لنا، ومن تلك العناصر ما ذكره النبي –صلى الله عليه وسلم- من إكرام الجار والحرص على التحدث بالخير، وإكرام الضيف وغيرها من سلوكيات وإيمانيات… بينها لنا الحبيب في عدة أحاديث وعدة مواقف، وبين لنا أهميتها وضرورة العمل بها لتكمل ملامح الإيمان، وتستقيم سريرته.

العنصر الأول (قل خيرا أو اصمت)

من العناصر التي يكتمل بها إيمان المؤمن، وينال بها درجة عالية من صلاح النفس والحال، ويرجو بها رحمة العلي المتعال، أن ينتق كلماته قبل أن يجريها على لسانه، ولا يقل إلا ما يقوي إيمانه ويزيد في إحسانه، وقد بين لنا الحبيب ذلك في إحدى القواعد النبوية التي تبين لنا عتاصر الإيمان، حين قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، وهذا يدل على خطورة الكلمات وما يتلفظ به المسلم من الألفاظ ومن ثم يجب أن يزنها بميزان حساس دقيق، قبل أن ينبث بها، فإن رأى أن كلمته تضيف خيرا أو تؤسس له أو تدفع ضرا، أو تجلب نصرا أو تُحق حقا أو تُبطل باطلا أو تدع إلى معروف أو تهاجم منكرا، أو تقود إلى أي وجه من أوجه الخير والسعادة في الدنيا والأخرة، فليتكلم بها وإن رأى أن لا جدوى منها فليمسك عليه لسانه ويدعها لله.

العنصر الثاني (أكرم ضيفك)

إكرام الضيف سمة من سمات الشرفاء والصالحين، وهي من سجايا العرب والمسلمين، تنال بها البركات والسيرة الطيبة، وتؤلف بها القلوب وتقوى بها الصلات، وولله مهما ذكرنا من فضائل إكرام الضيف ما وفينا هذا السلوك حقه ولا بينا مكانته كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه)، حيث أنزله منزلة تجعله من شروط الإيمان ومكملاته، ولا عجب فإن الكرم والعطاء والقدرة على البذل سواء للضيف أو غيره من دلالات اليقين بما عند الله والثقة بما في يده والتوكل عليه، وهي علامة طهارة القلب وعدم تعلقه بالملذات وتحصيل المتع، فالقادرون على العطاء لا يمسكون بتلابيب الدنيا ولا يلهثون وراء متعها الفانية، وغالبا هم أقوى إيمانا وأطيب قلبا من غيرهم.

العنصر الثالث (أحسن إلى جارك)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره)، فالإحسان إلى الجار من شيم الكرام والصالحين، فهو من علامات حسن الخلق، ومن الأخلاق التي يصلح بها حال المجتمع وفيه وفاء بحقوق الغير، وحرص على الصالح العام، وفيه دلالة على التعاون والمشاركة.

وقد أوصى الله بالجار وحث على إكرامه والإحسان إليه، وحذر جدا من التورط في إيذائه أو العمل على مضايقته أو ازعاجه بأي صورة من الصور، وعلاقة الجيرة من العلاقات طويلة المدى والتي لا يسهل على الفرد إنهائها أو تغييرها إذا ما كانت سببا في متاعب له، وهي من العلاقات التي غالبا لا يختارها الإنسان وإنما تكون قدرية، ومن العوامل الهامة التي تعزز قيم حسن اللتعامل مع الجار وإكرامه كون الجار أقرب للإنسان من الأخوة والأهل وهو الذي يفزع الإنسان إليه أوقات الخطر وحلول الضرر، وهو الذي يعرف حال جاره ويكون شاهد حق على حسن سلوكه أو سوئه، لذا وجب التعامل معه بدافع الحب والتراحم والإحسان.

ولا يصح أن ننهي هذا الموضوع بلا وصية صادقة من القلب أن نستعين بالله دائما على أن يهدينا ويصلح أحوالنا، وييسر لنا الالتزام بكل ما دعا إليه والانتهاء عن كل ما نهانا عنه.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: