يعتبر الأطفال أكثر الفئات عُرضة وبشكل دائم للإصابات سواء داخل أو خارج المنزل، وذلك لما يتمتعون به من قدرة حركية ونشاط دائم، ولعدم درايتهم وقلة حذرهم عند ممارستهم لنشاطاتهم اليومية والرياضية.
وكثيرٌ من مجمل هذه الإصابات يُصيب الأسنان، خاصةًً عندما يبدأ الأطفال بتعلم المشي في السنوات الأولى من أعمارهم، وذلك لعدم توازن أجسامهم، ولوجود الأجسام ذات الأطراف الحادة والمُسننة من حولهم، مما يزيد من إمكانية السقوط والإصابة.
أسباب سقوط الأسنان عند الأطفال
قال الدكتور “رامي مسكجي” أخصائي تقويم الأسنان. إن أكثر الإصابات التي تُصيب الأطفال في حالات السقوط هي فقدان أو كسر الأسنان الأمامية، وخصوصًا إذا كان الطفل يعاني من البروز في بعض تلك الأسنان، لذا غالبية إصابات السقوط المؤثرة على الأسنان عند الأطفال تكون على الأسنان الأربعة الأمامية المعروفة باسم القواطع، وذلك لأنها هي التي تتلقى الصدمة الأولى فور السقوط”.
لابد من التقيد بتعليمات السلامة داخل المنزل وخارجه لتجنب حوادث الأسنان، وكذلك لابد من توعية أولياء الأمور والأطفال بكيفية التصرف وطريقة المحافظة على السِن حتى الوصول إلى أقرب عيادة.
علاج سقوط الأسنان عند الأطفال؟
يُضيف “د. مسكجي”: “إن تقييم وعلاج كسور الأسنان يتوقف على نوع الكسر وخط الكسر، فإذا ما كان خط الكسر سطحي فقط، فهذا يُعالج بالحشوة التجميلية فقط بدون تخدير، بينما إذا وصل الكسر إلى مستوى الجذر؛ فههنا قد يحتاج علاج الكسر إلى معالجة العصب مع المراقبة الدورية كل ستة أشهر على الأقل لمنع حدوث أي تَوَزُم، أما عند انخلاع السِن بالكامل فهنا يتوجب على الأهل الاحتفاظ بالسِن، فإذا ما كان الطفل كبير وواعي فيتم حفظه تحت اللسان ليكون مغمور باللُعاب حتى الوصول إلى أقرب طبيب أسنان، وعندها يُقيِّم طبيب الأسنان الحالة، فإذا كان السِن لبني مؤقت فلا حاجة لزراعته مرة أخرى، أما إذا كان السِن دائم فهنا يتم تثبيت السِن بالطرق الطبية المعروفة مع عمل جبيرة للسِن للمحافظة على ثباته، ومن الضروري ههنا أيضاً تقييم الحالة كل ستة أشهر للتأكد من أن السِن أعاد ارتباطه الحيوي بكامل المنظومة الفكية”.
تفرح الأم كثيراً حين يصبح طفلها كثير الحركة، وتفرح أكثر حين تترافق حركته مع بروز أسنانه، وتعتبر ذلك دليلاً على صحته ونموه بطريقة سليمة، ولكن مرحلة بداية اعتماد الطفل على نفسه بالحركة والمشي كثيراً ما تُعرضه لحوادث عدة مؤسفة ومؤلمة له ولأمه.