عضو مجلس «تويتر»!

أحد أعضاء مجلس الشورى هو عضو أيضا في جمعية كابا تاو ألفا، وعضو أيضا في كثير من اللجان والجمعيات الحقوقية والصحفية والأجهزة الحكومية والخاصة، ومستشار في بعض الأوقات، ومع كل هذه المهام والعضويات التي يشارك فيها، إلا أنه يجد الكثير من الوقت لينزل علينا شخصيا ويشاركنا في الشبكات الاجتماعية مثل «الفيسبوك» و «التويتر»!

أعتقد أن يومه يبدأ قبل يومنا بساعات، وينتهي بعده بساعات، أو أن التوقيت الذي يملكه يختلف عن ذلك الذي لدينا! المهم أن لديه الكثير من الوقت – اللهم لا حسد -.

مشكلة هذا العضو أنه لم يستوعب حتى اللحظة وجود عالم افتراضي مختلف بالكامل عن الواقع الذي يعرفه واعتاد عليه. إذ لا يوجد «شماعة» لحمل المشالح على مدخل «تويتر»، وفي «الفيسبوك» لا تظهر رسالة «أهلا وسهلا» طال عمرك عند تسجيل الدخول.

كذلك لا يوجد موظفون ينافقون في محتوى الصور والتحديثات التي يشارك بها الجميع، ولا وجود لـ «البوست روعة طال عمرك»، ولا كذلك «نظرة معاليكم ثاقبة».

لا يوجد سوى شباب يعيشون حياة سريعة بلا تكلف، يقولون رأيهم بكل صراحة، وأي خطأ يصدر أمامهم يجعلون منه جحيما حقيقيا على صاحبه. كل هذه الأمور غابت عن ذهن صديقنا العضو، وكل هذه الاختلافات جعلته -في وقت سابق – يعاني من الاضطراب ويوجه شتيمة إلى أحد الأشخاص جعلته أول من أحضر كلمة «تبن» إلى «تويتر» في العالم.

ولا يزال هذا العضو يتعامل معنا بعقلية المسؤول القديمة، ويريد منا فقط أن نتبعه، ونبارك ما يقوله ونتعامل معه كحدث عظيم وخارق! تفاءلنا كثيرا بنزول أحد أعضاء المجلس مع الناس، لكن هذا التفاؤل ذهب أدراج الرياح حينما قدم هذا العضو صورة مصغرة عن الطريقة التي يفكر بها تجاه المواطنين، حيث قال في جملة شهيرة أخرى: «بعض الشعوب غبية! المفروض تحمد الله ليل نهار لأنها وجدت بينها بعض الأذكياء الذين يقبلون بحكمها». إنه ظهور لا يليق، وحديث رجل لا يخشى العقوبة.

بقلم: أيمن الجعفري

أضف تعليق

error: