عامك الجديد أحلى مع القرآن

تمت الكتابة بواسطة:

القرآن الكريم , The Holy Quran , صورة

العام الجديد أحلى مع ..

لم يبق إلا أيام معدودة ونودع هذا العام، بما حمله لنا من أحداث ومفاجئات وأقدار، نودعه بكل ما كان فيه، ولا سبيل لدينا إلى التمسك به أو استبقائه في ضيافتنا ولا ثانية واحدة زيادة عما قدر الله له، نودعه ونحن نعلم أنه سيأتي يوم القيامة شهيدا علينا، ونسأل الله أن يكون شهيدا لنا وليس علينا وأن يكن حجة لنا.

ولا تفصل بين لحظات الوداع ولحظات الاستقبال للعام الجديد شيء، فهي لحظات تعقب لحظات، وكلها تخصم من عمر الإنسان، وكما نودع العام الحالي بحرارة وحب، فلنستقبل عامنا القٌادم بالحب أيضاً والتفاؤل، والمشاعر الإيجابية المتجددة، والقلوب المنفتحة والأرواح المتحررة المنطلقة نحو غد أجمل وواقع أسعد بإذن الله.

لو حاولنا تقييم أداءنا، وحالنا وحياتنا المختلفة في العام الماضي، فلا شك أننا لن نكون راضين عنها إطلاقا -إلا قليل ممن رحم ربي- وهذا بصفة عامة، أما لو توقفنا قليلا وتأملنا حالنا مع القرآن الكريم، وسألنا أنفسنا عن مدى رضانا عن حالنا معه طوال عام مضى؟ كم مرة قرأناه وختمناه؟ كم من الساعات قضيناها في صحبته؟ كم من الليالي بتنا ونحن نرتله ونعمر به ساعات الليل؟ كم مرة أمسكنا ورقة وقلما ورحنا نضع الخطط والجداول ونحدد الأوراد والأجزاء التي نقرأها كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر؟ بل السؤال الأشد حرجا كم مرة أصلا فكرنا في قراءة القرآن وانتبهنا فيها إلى غفلتنا عنه، وتناسينا له؟ كم مرة نفضت عن مصحفك ذلك التراب المتراكم عليه، والذي يشهد على تقصيرك ولهوك وخسرانك الكبير بترك كتاب الله؟

أسئلة محرجة جداً والإجابة عنها تجعلنا نذوب خجلا وحياء من أنفسنا، فإذا كان هذا حالنا ونحن نسأل ونحاسب أنفسنا، فما بالنا بحالنا وما حجم خجلنا وحسرتنا إذا وقفنا بين يدي الله فسألنا هو عز وجل هذه الأسئلة؟ وعاتبنا ها العتاب القاسي الذي يندى له الجبين وتدمي قسوته القلوب؟

أما الآن فنحن في مقتبل عام جديد يهل علينا بعد أيام، أي أننا لا زلنا نمتلك فرصة لتدارك بعض ما كان من التقصير، والاستغفار والتوبة عن هذا الهجر المزموم للقرن الكريم، فأذكرك عزيزي القارئ الذي تساق إليه كلماتي وأذكر نفسي من قبل، أن نستغل تلك الفرصة ونواجه أنفسنا بالإجابات، وننوي بعزيمة لا تعرف الوهن على أن تكون إجاباتنا في العام القادم على نفس الأسئلة أفضل ودرجتنا في امتحان القرب من القرآن أكبر، وإلا سنفيق على تلك الأسئلة وهي توجه إلينا من الله عز وجل ولن نملك جوابا ولن نملك فرصة للاستئناف أو إعادة الكَرة!

الآن ومع بداية العام الجديد لنتخذ معا قرار جديدا بأن نحيي علاقتنا بالقرآن وأن نرحم قلوبنا من ويلات الغفلة عن تلاوته، ونتائج الحرمان من مصاحبته لنا في مشوار الحياة الشاق.

أحذر أن تعتذر بضيق الوقت

بعض الحمقى والكاذبين الذين يكذبون على أنفسهم، ويبالغون في خداعها ويصرون على إلحاق الأذى والضرر بها، يبررون بعدهم عن كتاب الله، وهجرهم لتلاوته بأن ضيق الوقت هو السبب، ولا شك أن هذا مبرر ضعيف عار عن الصحة تماماً.

فهل يضيق وقتك عن قراءة القرآن ويتسع لقضاء ساعات أمام شاشات التلفزيون لمشاهدة الألعاب والمسلسلات والأفلام؟ أم هل يضيق عن قراءة القرآن، ويتسع للساعات طوال في جوف الليل تقضيها مع هاتفك الجوال؟ أم هل يضيق عن قراءة القرآن، ويتسع لساعات من الأحاديث والتصفح والتعليقات والمهاترات عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ أم هل يضيق وقتك عن قراءة القرآن، ويتسع لساعات تقضيها على المقاهي، وفي أحاديث الغيبة والنميمة والقيل والقال وتتبع أحوال الناس؟

بالله عليك سل نفسك وكن صادقا في الجواب، هل يضيق وقتك عن ساعة واحدة أو حتى نصف ساعة تخصصها لتلاوة القرآن، ويتسع لكل هذه الأنشطة التي تفعلها كل يوم، وتقبل عليه بما يشبه الإدمان؟

من الآن ابدأ عامك الجديد بنية صادقة على العودة للقرآن ورحابه، وحدد لك وردا يوميا لا تتخلف عنه قدر الإمكان، خصص له ساعة أو بعض الساعة كل يوم، واحرص عليها كما تحرص على عملك وأكلك وشربك ونومك ومهاترات على الفيس بوك، حتى إذا وافاك الأجل في أي يوم، شفعت لك نيتك وحرصك على تلك الساعة، ونفعك ما وفيت منها! عامك الجديد سعيد … بالقرآن الكريم إن شاء الله!!


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: