ضمور العصب البصري .. السبب وراثي

ضمور العصب البصري .. السبب وراثي

«أم لينا» تسأل: أنا أرسل هذه الرسالة، وهي متعلقة بابن صديقتي، وهو طفل عمره حوالي 8 سنوات، ويعاني من مرض السكر، وهو مرض وراثي في عائلته، ولديه أخت صغيرة أخرى مصابة بالسكري هذا للتوضيح.

ونحن في هذه الدولة الأوروبية عندنا بين فترة وأخرى نقوم بعمل فحص دوري، وفي مرة من المرات اكتشفوا بأن ابن صديقتي لا يرى من لوحة الأرقام سوى السطر الثالث، فأعطوه نظارات، لكنها لم تساعده، وفي المرة الأخرى وجدوا أن النظر لا يتحسن، فبعثوه للقيام بفحص دقيق، فوجدوا بأن عصبه البصري ضعيف، وقالوا: إنه ضعف كلي وليس جزئيًّا، وأن عنده عمى ألوان لا يرى بعض الألوان، لكنهم لم يعطوه أي أمل، وإنما قالوا: اتركوه وحده، واشتروا له “كمبيوتر” يقرأ عليه لتقوية بصره.

أمه تبكي ليل نهار.. سؤالي أولاً: هل صحيح ليس له علاج؟! وما هي أعراض الضعف البصري الكلي؟ لقد سمعت بأن هناك عملية تُجرى فهل هذا ممكن؟ أرجوكم ساعدوها بالجواب الشافي؛ لأني حزينة عليه وعليها، وأرجو إعطائي أرقام أطباء أو دول يكون لديها العلاج، وهل يؤدي هذا المرض إلى العمى؟ وفي أي عمر؟

ملاحظة: قالوا إن السكر لم يؤثر على نظره، وإنما هذه الحالة إما وراثية أو أنه نظر لضوء قوي، اعذروني على الإطالة لحرقة قلب أمه، وشكرًا، والله يوفقكم.

⇐ د. مالك يوسف الأبكع «اختصاصي طب العيون وجراحتها» أجاب السائلة؛ فقال: أختنا الكريمة.. نقدِّر لك مشاعرك من خوف وقلق على الصغير، وتعاطف وود لأمه، ونأمل يا أختنا أن تستمري في مواساتها وتذكيرها دائمًا بقوله تعالى: ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ البقرة: 216. فالصبر على الابتلاء يبلغها الجزاء بإذن الله تعالى، فقد قال رسولنا الكريم ﷺ «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له».

وعن حالة الصغير فهو يعاني من أمرين مختلفين:

  • الداء السكري وهو من النمط المعتمد على الأنسولين.
  • ضمور العصب البصري.

وضمور العصب البصري له أسباب كثيرة، منها: الوراثي، ومنها الخلقي، ومنها التالي لالتهاب أو وذمة العصب البصري.. إلا أنه في حالة طفلنا العزيز، فالعامل الوراثي أو الخلقي هو السبب في حدوث ضمور العصب البصري، وأهم أسبابه الوراثية: مرض الزهري أو مرض التصلب المنتشر Dissiminated Sclerosis.

وفي حالة كون السبب وراثيًّا يكون ضمور العصب البصري غير كامل، ويتجلى المرض بضعف شديد في الرؤية وعدم القدرة على تمييز الألوان، وللأسف فإن حدوث ضمور في العصب البصري (أي تلف في ألياف العصب البصري) ليس له علاج ولا تفيد فيه الجراحة.

وهنا يكون السبيل أمامنا هو إعادة تأهيل الطفل نفسيًّا ومعيشيًّا للتأقلم مع الوضع الجديد.. بالتأكيد لن يكون هذا بسيطًا في البداية، إلا أن المثابرة والرضا بأمر الله ﷻ تجعل كل عسير يسير، “فالفرج والروح في اليقين والرضا، والهم والحزن في الشك والسخط” كما روى عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه).

⇐ هنا أيضًا نطالع بعض الاستشارات:

جزاك الله كل خير على مؤازرة هذه الأم الحزينة، وألهمها الله الرضا والصبر.

أضف تعليق

error: