سكر الفركتوز الطبيعي والمصنع

صورة , فواكه , سكر الفركتوز الطبيعي
فواكه

ما هو سكر الفركتوز؟

قالت أخصائية التغذية “ربى مشربش” توجد عدة أنواع من السكريات، فمنها سكر الجلوكوز والسكروز، ومنها أيضاً سكر الفركتوز والذي يُعرف بسكر الفاكهة، حيث أنه يتواجد طبيعياً في أنواع الفاكهة المختلفة مثل البرتقال والتفاح والتين والعنب…. إلخ، فالفركتوز هو المسئول عن طعم الحلاوة التي نشعر بها عند تناول الفاكهة.

وتختلف كمية سكر الفركتوز بإختلاف نوع الفاكهة، إلا أنها بشكل عام تتراوح بين 3 إلى 10 جم على أقصى تقدير في الثمرة الواحدة، وعند حصول الجسم على سكر الفركتوز من مصادره الطبيعية لن يتبعه أي ضرر صحي منه، لأن وجوده في الفاكهة بجانب الألياف يسهل من امتصاصه، بل ويجعل عملية امتصاصه بالجهاز الهضمي عملية تدريجية، فمن المعروف دور الألياف في تدريج امتصاص أي نوع سكر داخل الجسم البشري، ومن هنا نستطيع القول أنه لا خوف أبداً من سكر الفركتوز الطبيعي، وأنه لا خوف من تحصل الجسم على كميات هائلة منه، لأن الطبيعي منه لا يرفع السكر في الدم دفعة واحدة.

تابعت “أ. رُبى” الخلاصة أنه طالما تم التحصل على سكر الفركتوز من المصادر الطبيعية له فلا خوف ولا ضرر منه، لكن الأضرار الصحية الناتجة عنه وعن أنواع السكر الأخرى عادةً ما تقع إذا ما تناولنا أنواع السكر التي أُجريت عليها عمليات تصنيعية وتكرير.

وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أنه قديماً كان استهلاك السكر – أياً كان نوعه – مقتصر على الأغنياء، ولذلك انحصرت مشكلات الإصابة بالسمنة في هذه الشريحة الإجتماعية، ولكن مع شيوع استخدامه من مصادره التصنيعية توسعت أعراض السمنة أفقياً ورأسياً، أي على مستوى شرائح المجتمع كلها من ناحية، وعلى مستوى تطور المرض واشتداد أعراضه من ناحية أخرى.

ويرجع ذلك إلى أن تناول قصب السكر على حالته الطبيعية لا يؤثر سلباً على الصحة العامة للجسم، ولكن تناول مستخلص السكر المصنع منه يجعل الجسم يستقي كميات كبيرة من السكر المصنع دفعة واحدة، وهنا تكمن الخطورة والأمراض.

أي الأغذية أكثر احتواءً على سكر الفركتوز؟

أكدت “أ. ربى” على أن كل أنواع الفاكهة تحتوي على نسب من سكر الفركتوز، كما أنه متواجد في عسل النحل لأنه يتضمن سكريات الفركتوز والجلوكوز والسكروز (خليط من الفركتوز والجلوكوز).

ومنذ العام 1970م بدأ تصنيع سكر الفركتوز معملياً، حيث لجأت المصانع إلى سحب سكر الفركتوز من الأغذية الطبيعية، وبطريقة تصنيعية خاصة يخرج منه منتج للتحلية يُعرف باسم “هاي فركتوز كورن سيرب” يحتوي على كميات كبيرة من سكر الفركتوز، ثم ما لبث أن دخل منتج سكر الفركتوز في الصناعات الغذائية الأخرى على نحو متزايد.

ويرجع التزايد في إستخدام سكر الفركتوز في صناعة الأغذية إلى أن تكلفة إنتاجه رخيصة التكاليف المالية مقارنةً بالسكر الأبيض العادي من القصب والبنجر، والعامل الآخر وراء تزايد الإستخدام هو خاصية سكر الفركتوز في إكساب المنتج الغذائي درجة حلاوة أكبر وأعلى من أنواع السكر الأخرى.

ومن هنا يجدر بنا تحري الدقة عند تناول الأغذية المصنعة في جانب البحث عن كمية سكر الفركتوز الداخلة في عمليات التصنيع، لأنه هنا تحول إلى واحد من مسببات الأضرار الصحية، تبعاً لكونه مُصنع وليس طبيعياً.

ما هي الأغذية المصنعة التي يدخل سكر الفركتوز في تكوينها؟

أشارت “أ. ربى” إلى أنه قد نستغرب أن الفركتوز المصنع داخل في العديد من الأغذية التي لم يكن من المتصور وجوده فيها، وبشكل عام لابد وأن يحتوي ملصق المكونات الموجود ضمن غلاف الغذاء المصنع على محتوى المنتج من سكر الفركتوز، وعادةً ما تُدون هذه الكمية تحت اسم “هاي فركتوز كورن سيرب”، كما من الممكن أن يُدون باسم كورن سيرب فقط أو فركتوز سيرب.

ويتواجد سكر الفركتوز المُصنع في كل منتجات الحلويات والسكاكر، حبوب الإفطار، العصائر المُحلاة، كل أنواع الشيكولاتة، المعجنات والكيك، المصنعات من الجيلي وكريم الكراميل، وكذلك الكاتشاب ومعجون الطماطم والمياه الغازية.

ما أهمية التحذير من سكر الفركتوز المُصنع؟

أهمية التحذير من المصنعات المحتوية على سكر الفركتوز تنبع من أن عدم تسببه في إرتفاع معدلات الإنسولين بالجسم تشجع على استخدامه بكميات كبيرة وهو ما يعد نذير خطر على المدى البعيد، ومن ناحية أخرى سكر الفركتوز لا يتسبب في الشعور بالشبع لعدم تأثيره على رفع معدلات هرمون الليبتن (هرمون الشبع) ولا خفض معدلات هرمون الجرلين (هرمون الجوع)، وهو ما يجعل إستخدامه بكميات كبيرة غير ملاحظ، وبالتالي الوصول إلى مراحل من الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن رغم أن طبيعة وكميات الطعام قد تكون عادية أو بالأحرى لا ملاحظات عليها.

هذا إلى جانب إرتباط سكر الفركتوز بالإصابة بحالات الميتابوليك سيندروم، حيث يصاب الشخص بإرتفاع في الدهون الثلاثية وإرتفاع ضغط الدم والسمنة البطنية، وقد كشفت الدراسات أن مستهلكي سكر الفركتوز المصنع بكميات كبيرة هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة المرضية الجامعة.

هذا إلى جانب تدخل سكر الفركتوز في زيادة نسبة الدهون المتكونة على الكبد، وهو ما يمثل نذير خطورة على المدى الزمني البعيد، وقد يتسبب في إيقاف الكبد عن أداء وظائفه الحيوية.

واختتمت “أ. ربى” وإضافة إلى ما سبق من مخاطر، من المعلوم أن التعود على تناول الحلويات والسكريات بكميات كبيرة يخلق نوع من الإدمان على السكر يصعب التخلص منه بمرور الوقت، وبالتالي سيستمر السعي وراء تناول السكر من كل الأنواع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top