الرزق على الله وليس على العباد – فهو القابض والباسط

الرزق على الله وليس على العباد . صورة , تويتر

نعم أخي المسلم، الحَقُّ يُقال. الرزق على الله وليس على العباد. فليس بيدِ أحدٍ مفاتيح الخير ولا الأرزاق إلا المولى تبارك وتعالى. هنا سوف نتحدَّث في كلمات تشرح الصدور حول حكمة ربنا -المُنعِم- في توزيع الرزق على عباده. فهلُمَّ معنا واقرأ.

هذه الأرض التي بُسطت، من الذي بسطها؟ أنه الباسِط جل جلاله. القابض الباسط، بسط الرزق والأموال والنعيم لعباده. فانظر إليهم يتنعمون بنعم الله جلّ وعلا. من الذي بسطها لهم؟ إنه الله عزّ وجل.

يقول تعالى “وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” ~ سورة البقرة – الآية ٢٤٥. يقبض الرزق عن أناس ويبسطه لأناس، ابتلاءً، حكمةً وفتنة.

إذا بسط الرزق لأناس، البعض منهم يشكر نعم الله جل وعلا. والبعض منهم يفتتنُ بهذا البسط.

هذا يوسف عليه السلام لما بسط الله عز وجل له الأرض، بسط له الرزق، بسط له الحياة. ماذا قال يوسف عليه السلام؟ “رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ” ~ سورة يوسف – الآية ١٠١.

شَكر نِعمة الله عز وجل عليه.

لما بسط الله عز وجل الرزق لسليمان، وراى عرش بلقيس أمامه، ماذا قال؟ “قَالَ هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ” سورة النمل – الآية ٤٠.

فتنة الرزق

الباسِط جلّ وعلا، يقبض الرزق ابتلاءً، ويبسط الرزق ابتلاءً. بعض الناس يفتتن إذا بُسِطَ رزقه.

يقول تعالى “أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ” ~ سورة المؤمنون – الآية ٥٥.

البعض منهم لسان حاله يقول: وما أموالنا ولأولادنا إلا لكرامتنا على الله عز وجل، أنعم علينا وبسط علينا رزقه، وفي الآخرة ما نحن بمعذبين.

فقد فتنوا بالرزق.

بسط الرحمة

أعظم من بسط الرزق بسط الرحمة. إذا بسط الله عز وجل رحمته على قوم فهم المرحون، وهم الفائزون، وهم السابقون.

تخيل إذا بسط الله عز وجل لك الرحمة، الخير، البركة والهداية.

كم من قلبٍ مقبوضٍ عن طاعةِ الله؟ وكم من قلبٍ مُنبسطٍ برحمة الله؟

يقول الحق -تبارك وتعالى- “أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ” ~ سورة الزمر – الآية ٢٢.

اشكر المنعم في القبض والبسط

إذا بسط الله قلبك بالإيمان وبالرحمات، فأنت على خير. فلا تغتر إذا بسط الله لك النعمة واشكر المنعم، واجعلها في طاعة الله.

ولا يضيقنّ صدرك إذا انقبض الرزقُ عليك. فالكلُّ خيرٌ والكل لحكمةٍ. فاللهُ هو القابض الباسط.

توكل على الله -المُعطي- ولا تجعل في قلبك حِقدًا لأحدٍ ممَّن أنعم الله عليهم بأيّ نعمةٍ.

حكمته -تعالى- في توزيع الرزق

أحيانًا يشعر الإنسان بالضيق عندما يرى غيره من الناس قد بسط الله لهم الرزق، ويرى نفسه قد ضاقت عليه الأمور.

يرى بعض الكافرين في بعض الدول في نعمٍ من الله -تعالى-. وبعض المسلمين في بعض الدول الله عز وجل ما رزقهم ولا بسط في رزقهم.

نعم، هو الباسط القابضُ جل وعلا. لكن أحيانا لا يفهم الناس، أن هؤلاء قبض الله عنهم الرزق، للخير الذي يريده الله لهم. وهؤلاء يريد الله عز وجل أن يفتنهم، فبسط عليهم الرزق.

أنت لا تفهم الحكم أحيانا من بسطه وقبضه جلّ وعلا.

ولهذا، فمن ايات الرزق في القرآن الكريم، يقول الرب عز وجل “وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ” ~ سورة الشورى – الآية ٢٧.

فلو أغدَق عليهم من النِّعم، وربما حتى لم يسجدوا له سجدة واحدة. وربما يبغون في الأرض ويقتل بعضهم بعضا. ولهذا ينزِّلُ بقدرٍ ما يشاء.

الله -تعالى- خبرٌ بصيرٌ بعباده، ما الذي يصلحهم وما الذي يفسدهم. ولهذا ينزل بقدرٍ ما يشاء. أنه القابض والباسِطُ جلّ وعلا.

يقبض ويبسط بحكمته -تعالى-. بل إنه أحيانا يكون هذا البسط نوعٌ من تعجيلِ العذاب والعقوبة لهؤلاء الناس.

الرزق على الله وليس على العباد

أحيانًا يشعُر الناس أن هؤلاء الكفار أكثر مِنّا أموالا وثراءً وخيرًا ودنيا.

أتحسبهُ خير؟ يقول الشيخ نبيل العوضي: الله بسط لهم يسارعُ لهم في الخيرات. حيثُ لا يملكون شيئًا في الآخرة.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف، الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة: “الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر”.

فالناس لا تشعر ما الحكمة والحقيقة من البسط هنا ومن القبض هناك.

ومن يفهم الحكمة في قبضه وبسطه لا يستغرب. كيف يبسط لأولئك وكيف يقبض عن هؤلاء؟

أحيانا يفتن الله عز وجل الناس بالبسط لهم، يريد الله عز وجل أن يعلم الصادق من الكاذب.

انظر إلى الحكمة من الله عز وجل في بسطه. وليس فقط في الأموال والنِّعَم والثّراء. حتى النفوس والأخلاق، يبسطها.

وفي قبضه جل وعلا، يصل إلى القلب. القلب ينقبض والنفس تنقبض، حتى تضيق حتى تضيقُ الأرض بما رَحُبَت. فهُنا يقبض وهنا يبسط جل وعلا. ولله في خلقه شؤون. فما أحكمهُ من ربٍّ. عادلٍ حكيمٍ جلّ وعلا. إنه بعباده خبير بصير.

اجعل الدعاء له -جلّ شأنُه- هو مفتاح لكل خير تُريده، ولكل عطاء منه سبحانه وتعالى. فالرزق على الله وليس على العباد.

اجعلوا هذه الكلمات لأبنائِكم في موضوع تعبير المدرسة، أو مقال في الكتب والمناهِج، أو في دروس العِلم، أو حتى على المنابر في المساجِد. فليعلَم الجميعُ أن كُل خير ورزق هو بيد الله -الحكيم- يُعطي هذا ويمنع هذا لحِكمةٍ منه سبحانه.

أبيات شعر معبرة

لا تعجلن ّ فليس الرزق في العَجَلِ
الرزق في اللوح مكتوب مع الأجلِ

فلو صبرنا، لكان الرزق يطلبنا
لكنه خلق الإنسان من عجل

عليك بتقوى الله ان كنت غافلاً
يأتيك بالارزاق من حيث لاتدري

فكيف تخاف الفقر والله رازق
فقد رزق الطير والحوت في البحر

ومن ظن ان الرزق يأتي بقوة
ما أكل العصفور شيئاً مع النسر

تزول عن الدنيا فإنك لاتدري
اذا جنّ عليك الليل هل تعش الى الفجر

فكم من صحيح مات من غير علّة
وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر

وكم من فتى أمسى واصبح ضاحكاً
وأكفانه في الغيب تنسج وهو لايدري

أضف تعليق

error: