دلائل عظمة الله ﷻ من القرآن والسنة

تمت الكتابة بواسطة:

دلائل عظمة الله ﷻ من القرآن والسنة

نتحدَّث اليوم عن دلائل عظمة الله ﷻ من القرآن والسنة؛ فعن عبد الله بن عمر —رضي الله عنهما— قال: رسول الله ﷺ «يطوي الله السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين، ثم يأخذهن بشماله، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون».

تعظيم الملائكة لله ﷻ

كل المخلوقات تُعظّم الله ﷻ حتى الملائكة، قال ﷻ ﴿وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾.

تفسير الآيات

لعظمة الله وكبريائه لا يجترئ أحد أن يشفع عنده ﷻ في شيء إلا من بعد إذنه، ومن عظيم قدره أنه إذا تكلم سبحانه بالوحي؛ فسمع أهل السماوات كلامه أرعدوا من الهيبة حتى يلحقهم مثل الغشي فإذا زال الفزع عن قلوبهم سأل بعضهم بعضًا ماذا قال ربكم؟ قالت الملائكة: قال الحق وهو العلي بذاته وقهره وعلو قدره الكبير على كل شيء.

كما أورد البخاري في صحيحه عند تفسير هذه الآية الكريمة أن النبي ﷺ قال «إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك».

واقرأ هنا عن نسبة النعم إلى النفس «جحود المنعم»: حكمها وأمثلة عليها

تعظيم الأنبياء لله ﷻ

إن الأنبياء يأتيهم الوحي من الله، وهم أكثر الناس تعظيماً له سبحانه وﷻ، وكانوا يدعون قومهم إلى تعظيم الله ﷻ فنوح —عليه السلام— قال لقومه: ﴿مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا﴾.

كما قال بن عباس —رضي الله عنهما— لا ترجون لله عظمة.

وكذلك محمد الرسول الله ﷺ يُعظم الله ﷻ حق تعظيمه، ويُربي أمته على ذلك.

أتى رسول الله ﷺ أعرابي فقال: يا رسول الله جهدت الأنفس، وضاعت العيال، ونهكت الأموال، وهلكت الأنعام، فاستسق الله لنا، فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك، فقال رسول الله ﷺ «ويحك، أتدري ما تقول؟» فسبح رسول الله ﷺ، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال  «ويحك، إنه لا يستشفع بالله على أحد من جميع خلقه، شأن الله أعظم من ذلك».

فالله ﷻ رب كل شيء ومليكه والخير كله بيده، لا مانع لما أعطى، ولا مُعطي لما منع، ولا راد لما قضى، والخلق وما في أيديهم ملكه يتصرف فيهم كيف يشاء.

سبحان الله؛ اللهم اجعلنا ممن يُعظمونك دائماً.

كما نقرأ سويًا عن سوء الظن بالله ﷻ: حكمه، أمثلة عليه وأسبابه

الخلاصة

ذكرنا دلائل من عظمة الله ﷻ، فالكل يُعظم الله ﷻ وكذلك الأنبياء دعوا أقوامهم لتعظيم الله ﷻ؛ ومثال على ذلك الأعرابي الذي أتى لرسول الله ﷺ ليستشفع به على الله، فتغير وجه النبي وسبح الله وقال «ويحك؛ إنه لا يستشفع بالله على أحدٍ من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك».


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: