للساحة أو المسجد.. خطبة عيد الفطر قصيرة ومؤثرة

للساحة أو المسجد، خطبة عيد الفطر، خطب قصيرة ومؤثرة

نعم، سواءً كانت خطبتك في المسجِد «الجامِع» أو السَّاحة في خطبة عيد الفطر المبارك؛ فهذه خطبة قصيرة ومؤثرة وجامِعة للوصايا والتهاني وصدقة الفِطر.. وغيرها من النقاط الموجَزة التي ستكون بين سطور هذه الخطبة المبارَكة.

الخطبة مكتوبة، معزّزة بالشواهد من الكتاب والسُّنَّة؛ بالإضافة إلى المادة العلمية المساندة والمساعدة.

عناصر الخطبة

  • يوم العيد يوم السرور والحبور للذين صاموا رمضان إيماناً واحتساباً وقاموا ليله إيماناً واحتساباً.
  • المداومة على الطاعات بعد شهر رمضان الفضيل.
  • يوم العيد يجتمع الأهل والأقارب في هذه المناسبة المباركة في جو تسوده المحبة والمودة.

الخطبة الأولى

الله أكبر الله أكبر الله أكبر. الله أكبر الله أكبر الله أكبر. الله أكبر الله أكبر الله أكبر.

الله أكبر، ولله الحمد، الحمد الله الذي أتمّ نعمته علينا ببلوغ شهر رمضان المبارك، ووفقنا فيه إلى الصيام والقيام وتلاوة القرآن والدعوات المباركات.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].

أما بعد: فهنيئاً لمن صام نهار رمضان فأدرك فضله وقام ليله فتقرب فيه إلى ربه، ثم أدرك الفطر ففرح بتمام الطاعات في هذا اليوم العظيم الذي جعله الله ﷻ عيداً للمسلمين يفرح فيه المسلمون بأدائهم لفريضة الصيام، وقال نبينا ﷺ: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ» — متفق عليه.

فيوم العيد يوم سرور وحبور يفرح فيه المؤمنين والمؤمنات بعد أداء ركن صيام شهر رمضان المبارك، ويُسن للمسلم أن يُظهر الفرح وديننا جاء لنشر السعادة والخير للناس، جاء للتيسير والتبشير، ولم يأتِ للتنفير والتعسير، وقد ورد عَنْ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، دَخَلَ عَلَيْهَا، وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنًى تُغَنِّيَانِ، وَتُدَفِّفَانِ، وَتَضْرِبَانِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ» — صحيح البخاري. هذا هو فقه الرحمة والتيسير، والسعة، الذي علمه نبينا ﷺ لأمته.

ومن مظاهر الاحتفال بيوم العيد وإظهار الفرح في هذا اليوم في عهد نبينا ﷺ هو ما كان يفعله بعض الصحابة من اللعب بالحراب داخل المسجد، وقد أذن لهم النبي ﷺ بذلك، وأذن للناس بمشاهدتهم والاستمتاع بلعبهم، وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها أنها رأت في يوم عيد بعض الأحباش يلعبون في المسجد، فسألها نبينا ﷺ: «تشتهين تنظرين؟» فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: «دونكم يا بني أرفدة» حتى إذا مللت، قال: «حسبك؟» قلت: نعم، قال: «فاذهبي» — متفق عليه.

قال الحافظ ابن حجر: “وفيه مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم به بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة، وأن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين”.

عباد الله: إن إظهار الفرح في الدنيا أمر مشروع مندوب ويزداد فرح المسلم حين يحصل ثمار عمله في الآخرة، ويلقى ربه وهو عنه راضٍ، ويرى نتيجة عمله ودرجات صيامه الذي أداه إيماناً واحتساباً لله عز وجل، فيفرح المؤمن عندما ينال الجائزة الكبرى ويقف على باب الريّان الذي جعله الله ﷻ للصائمين، فلا يدخل منه غيرهم، يقول النبي ﷺ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ» — متفق عليه.

فكما وفقنا الله ﷻ لإدراك الفرحة الأولى في الدنيا بتمام شهر الصيام، وأداء العبادات، فإننا نرجو الله ﷻ الفوز بالآخرة وإدراك الجائزة العظيمة بالفرح عند لقاء ربنا ﷻ.

عباد الله: إنّ من الأعمال الصالحة التي ينبغي للمسلم أن يتقرب بها إلى الله ﷻ في هذا اليوم المبارك والإسراع بإخراج صدقة الفطر لمن لم يتمكن من إخراجها وإبراء للذمة إن لم يدفعها قبل الصلاة، والإكثار من ذكر الله ﷻ، وصلة الأرحام، وإصلاح ذات البين، والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.

واعلموا أنّ من علامات قبول الأعمال الصالحة من العبد أن يوفقه الله ﷻ للانتقال من عمل صالح إلى عمل صالح، فعبادة الصيام والقيام لا تتوقف عند شهر رمضان، بل من كرم الله ﷻ علينا أن فتح لنا باب صيام النافلة والتطوع وقيام الليل والتهجد، وقد كان من هدي النبي ﷺ صيام ست من شوال، قال ﷺ: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر» — رواه مسلم.

ومن هديه ﷺ صيام يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع والأيام البيض من كل شهر وصيام يوم عرفة وعاشوراء وغيرها من النوافل، وكان عليه الصلاة والسلام يكثر من القيام بالليل.

ومن الأعمال الصالحة إدخال الفرح والسرور على الفقراء والمحتاجين ليعم الفرح جميع أفراد المجتمع المسلم غنيهم وفقيرهم لقول النبي ﷺ: «أغنوهم في هذا اليوم» — سنن الدارقطني.

إخوة الإيمان؛ إن من الأعمال الصالحة في هذا اليوم المبارك أن يصل المسلم رحمه، فعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» — متفق عليه.

وفي يوم العيد يلتقي الأخوة والأخوات، وتتصافح الأيدي، وتتآلف القلوب بالمحبة والصفاء وتبرز مظاهر التكافل والتعاون، والألفة والمحبة، فيصلح المرء ذات البين حتى تكون ثمرة صيامه العفو عن الناس، فهو الثمرة الحقيقة للعيد الذي يجمع الناس ويوحدهم، ويشد روابط الأخوة بينهم، ويجدد العلاقات الإنسانية القائمة بينهم على أساس من الرحمة الإنسانية التي قررها نبينا ﷺ في قوله: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة؟ قال: قلنا: بلى. قال: «إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة» — رواه الترمذي وأبو داود.

الخطبة الثانية

الله أكبر الله أكبر الله أكبر. الله أكبر الله أكبر الله أكبر. الله أكبر، ولله الحمد.

الحمد الله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً خاتم النبيين والمرسلين، عباد الله أوصيكم بتقوى الله العظيم وطاعته. أما بعد:

على المسلم أن يتذكر في هذا اليوم المبارك مرضى المسلمين بالزيارة، خاصة من الأقارب والجيران والأصدقاء، فالتزاور بين المسلمين من أخلاق الإسلام الحميدة التي رغب فيها الإسلام وحث عليها، ففي الحديث القدسي عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الله عزّ وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا ربّ كيف أعودك؟ وأنت ربّ العالمين، قال: أما علمت أنّ عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب وكيف أطعمك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان، فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك، فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك؟ وأنت رب العالمين، قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي» — رواه مسلم.

فأحسنوا رحمكم الله في هذا اليوم، وابتعدوا عن المحرمات، واستمروا على طاعة الله ﷻ.

نسأل الله أن يتقبل منا ما قدمناه في رمضان المبارك، وأن يتقبل منا في قابل الأيام، وأن يرزقنا حُسن التوكل عليه وتفويض الأمور إليه، وأن يحفظ بلدنا آمناً مستقراً وأن يحفظ بلدنا والأمة الإسلامية في مشارِق الأرض ومغاربها.

وكل عام وانتم بخير؛ والحمد لله رب العالمين.

المزيد من الخطب الجميلة لعيد الفطر المبارك

وكعادتنا، نود أن نقدم لكم المزيد من المقترحات لخطب مُتعلقة، لعيد الفِطر المُبارَك.

كما نسأل الله ﷻ لنا ولكم التوفيق والسَّداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top