خطبة: التعايش السلمي.. منطلقاته وآثاره «مكتوبة» كاملة

نسعى دومًا لأن نُقدم لكم الأفضل؛ واليوم، معنا خطبة جمعة مكتوبة؛ بعنوان: التعايش السلمي.. منطلقاته وآثاره. ومن العنوان نعرِف أننا نتحدَّث حول موضوع شائِك وحسَّاس ويحتاج إلى مزيد بحث وتدقيق وتفقّه ليقف الخطيب أعلى منبَره بقدم ثابتة، وبمخزونه العقلي المعلومات الكافية والمواعِظ الحسنة المؤثرة، فضلا عن ذلك كُله والأهم؛ أن تكون آيات القرآن الكريم وأحاديث السُّنَّة النبوية لهذا الموضوع حاضِرة في عقله، لتكون خُطبة مُتكامِلة الأركان والجوانب.

في ملتقى الخطباء وصوت الدعاة بموقع المزيد؛ هنا؛ نوفر لكم خطبة الجمعة هذه؛ بنفس العنوان؛ وهو: التعايش السلمي.. منطلقاته وآثاره. سائلين المولى الحليم المنَّان — أن يفيض علينا، وإياكُم، بسُبل العِلم النَّافِع.

خطبة جمعة مكتوبة , التعايش السلمي منطلقاته وآثاره

مقدمة الخطبة

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تزكي الأعمار بركة وإشراقا، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه.

بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وكشف الله به الغمة، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آل بيته الطيبين أصولا الزاكيين أعراقا.

وسلم يا رب تسليما كثيرا طيبا مباركًا رقرقا.

الخطبة الأولى

أما بعد فاتقوا الله وراقبوه، واعلموا أنكم ملاقوه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.

الأحبة في الله إن من سنة الله في البشر اختلاف أذواقهم وفهومهم وإدراكاتهم وحدة طباعهم.

لكل إنسان قناعاته وفهمه وإدراكه

وكذلك أيضا هدوئهم وذكائهم وقناعتهم فلكل إنسان قناعته، ولكل إنسان رؤيته وفهمه وإدراكه، فلا يحكر عليه، ولا يجبر على تغيير مفاهيمه. وما يصلح لهذا قد لا يصلح لهذا.

وإن من عباد الله من لا يصلحه إلا الغنى، ولو أفقره الله لكفر، وإن من عباد الله من لا يصلحه إلا الفقر، ولو أغناه الله لبطر.

الاختلاف بين البشر

وكم أعطى اختلاف الألوان إذا أردتم أن تفهموا حقيقة ومعنى الاختلاف، فانظروا إلى اختلاف الألوان، كم يعطي للصورة من جمال.

فلدرجات الألوان أهميتها من أجل اكتمال الصورة وجمالها، وكل مهم بقدر أهمية صاحبه، وما اختلفت أصابع اليدين إلا لاختلاف وظائفها.

ومن هنا أيها المسلمون الكرام، فإن اختلاف الناس ليس اختلاف تفاضل وتمايز بين أعراقها وطبقاتها، ولكنه اختلاف من أجل المنافع والإبداع.

إنه اختلاف من أجل تعدد طرق المعرفة والثقافة، والتسابق في الخيرات والمسارعة إلى المكرمات، ومن أجل أن يتعارفوا، وليتخذ بعضهم بعضا سخريا.

فهم الآخر

أما ميزان التفاضل فهو التقوى والعمل الصالح ليس إلا.

أيها المسلمون الكرام إن المسلك الحكيم هو في التعامل مع ما قضته سنة الله من حقائق التنوع الاجتماعي، والتفكير بطريقة منفتحة غير ضيقة لأن الأُطر الضيقة لا تنتج إلا خيارات ضيقة.

وفهم الآخر وهذه مشكلة الكثير، فهم الآخر لا يلزم منه القناعة بما يقول، ولو لم تكن أنت مختلفًا لما كان الآخر مختلفا، وإذا اتفق اثنان في كل شيء فلا حاجة لأحدهما.

التعايش في الإسلام

أيها المسلمون الكرام، الانسجام والتعايش شعور داخلي في النفس الإنسانية يبرز العلاقة الإيجابية والانتماء بين أفراد المجتمع فيكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.

وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

الانسجام والتعايش ينطلق من الأخوة وصلاح النفس وسلامة الصدر والمساواة والمحبة والتواصي بالحق والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر وبالمرحمة.

المساواة بين الناس

والمساواة بين الناس أيها الإخوة ليست مساواة تماثل، بل هي مساواة تكامل، مساواة تنفي العصبية والحزبية وحمية الجاهلية، ودعوة الجاهلية، وتؤكد السمع والطاعة ولزوم الجماعة، وعدم الشذوذ عنها أو الخروج عليها.

الانسجام أو التعايش؛ هو الاعتراف بحق العيش في مجتمع واحد، أقول وأكرر الكلام، معنى الانسجام والتعايش هو الاعتراف بحق العيش في مجتمع واحد، وبلد واحد، والناس يتعايشون بالدين، بالدين وبالمروءة وبالحياء وبالرغبة والرهبة.

معنى الانسجام والتعايش

معنى التعايش هو الوجود المشترك بين الناس على اختلاف طبائعهم ومقاصدهم، وهو لا يعني الإلغاء، ولا يعني إلغاء الآخر إنما يعني الاعتراف بالآخر.

التعايش هو تنظيم وسائل العيش بين الناس، أيها المسلمون الكرام الانسجام والتعايش ليس كلامًا سياسيا، لكنه كلام ينشر الألفة والتعاون والترابط ينمي روح العمل والإبداع، يحمي البلاد من الانحراف، والأفكار المنحرفة والاتجاهات العدوانية.

ويقلل من أثر الشائعات الموهنة للعزائم والمفرقة للجماعة، كسب القلوب مقدم على كسب المواقف.

لكن مشكلة كثير من الناس أنه دومًا يتباهى بأنه كسب موقفًا على حساب الآخر، لكن كسب القلوب مقدم على كسب المواقف، ووحدة القلوب مقدمة وحدة الآراء.

تأملوا أيها الإخوة، تأملوا قول موسى لأخيه هارون -عليهما السلام- ﴿يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا | أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي﴾.

تخيلوا اسمعوا ما هو جواب هارون على كليم الله موسى ﴿إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي﴾.

خاف من الفرقة وهو نبي من أنبياء الله.

المهاجرون والأنصار أعظم مثال على التعايش في الإسلام

ونحن في ديننا لم تشرع شرائع الدين ولم تفرض فرائض الإسلام ولم تنزل الأحكام إلا بعد أن استقر المسلمون المهاجرون والأنصار في مجتمع المدينة بمكوناته وتنوعاته.

ولقد ذكر بعض أهل العلم أن من غايات الهجرة تكوين الوحدة الإسلامية في ظل الدولة الإسلامية، نعم.

لقد كان مجتمع المدينة مجتمعًا متعايشا، وهو يضم المؤمنين والمنافقين واليهود والمشركين وغيرهم وفيهم رسول الله ﷺ.

وقد قيل للمؤمنين في مكة قبل الهجرة ﴿كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ﴾.

ولما انتقلوا إلى المدينة وعاشوا مع أهلها قيل لهم ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾.

وقد وجه الله نبيه سيدنا محمد ﷺ في شأن أهل الكتاب بقوله ﴿وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.

الفرق بين العفو والصفح

والعفو ترك المؤاخذة بالذنب، والصفح ترك أثره في النفس، الله أكبر.

أكرر الكلام في الفرق بين العفو والصفح، العفو ترك المؤاخذة بالذنب، والصفح ترك أثره في النفس وهو أصعب من العفو.

ولما قال المنافقون مقالتهم التي سجلها عليهم القرآن العزيز ﴿لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ﴾.

تعلمون من يقصدون بالأذل؟ أنهم يقصدون رسول الله حاشا وكلا.

نعم قالوها باللسان الصريح ﴿لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ﴾.

حتى طلب الصحابة -رضوان الله عليهم- من النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن بقتالهم فقال ﷺ «أخشى أن يُقال محمد يقتل أصحابه».

ما أعظمها من كلمة! وما أوضحه من توجيه! فأين هذا عياذ بالله؟ من الذين يقتلون آباءهم وأمهاتهم وأقاربهم.

أيها المسلمون الكرام! لقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يرون الاجتماع من أعظم الخيرات، وأكبر الصالحات، لذا تراهم قد ائتموا بكل حقت له الإمامة رغم اختلاف الناس عليه كالحجاج بن يوسف الثقفي مثلا، والذي لوست يده بالدماء والذي اتهم بالقتل وبالتكفير لكن أجمعوا على جواز الإمامة به والصلاة خلفه.

والمسلمون يحرصون على هداية الخلق، ويسترون العيوب ولا يتتبعون العورات، ولا يذكرون أخطاء أهل العلم إلا لبيان الحق.

أصبحت برامج الآن مفتوحة لتصيد أخطاء العلماء، لكن المسلمين لا يعرفون أخطأ أهل العلم إلا لبيان الحق.

وعلى سبيل الترجيح لا على سبيل التجريح، ويلتمسون العذر ما أمكن، ومن منقولات السلف، سلف هذه الأمة جيلا بعد جيل من جيل الصحابة.

لو كان كل ما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا إخوة.

أيها المسلمون الكرام، ما أجمل الوقوف عند قوله ﷺ «شهدت بدار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم» هل هذا كان في الإسلام؟ لا، فقال ﷺ «ولو دُعيت لمثله في الإسلام لأجبت».

الله أكبر، إنه حلف كان في الجاهلية لكنه كان يحفظ الحقوق وينصر المظلوم ويعين المحروم، ويحفظ المصلحة العامة، ويدفع التصادم، رغم أنه كان في الجاهلية.

وقد قال الإمام البغوي في قوله ﷻ ﴿فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾.

قال: وإن خاضوا في حديث غيره فلا بأس في القعود معهم مع الكراهة.

عون الله مع الجماعة

أيها المسلمون الكرام إن الإسلام يسع أهله كلهم لسعته وسماحته، عاشوا في كنفه وتعايشوا على أرضه.

تعايشوا على أرضه القرون تلو القرون، وعون الله إذا كنا نبحث عن العون والبركة عون الله لا يتنزل على المتعصبين والمتحزبين، أبدا.

لكن عون الله ينزل على الجماعة الواحدة. لا ينصر الله قوما متفرقين أبدا أيها الإخوة.

إن الجفاء والتباعد النفسي والاجتماعي هو الذي يقضي على الوحدة، وينبذ التعايش.

والعاقل المنصف من أغتفر قليل خطأ أخيه في كثير صوابه، فلا يبخس الناس حقوقهم ولا أشياءهم بل يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به فلا يقف عند الألفاظ والكلمات، أنت بتقول إيه وتقصد إيه؟

بل يقبل ما يقوله صاحبه في تفسير مراده.

حسن الخلق في التعامل مع المسلمين وغيرهم

أيها المسلمون الكرام، اسمعوا الكلام جيدا، القول الحسن والتعامل الحسن لا يتوقف على دين أو مذهب.

وليس معنى القول الحسن أن يكون مع المسلمين وألا يكون مع غير المسلمين، لا.

القول الحسن لا يتوقف على دين أو مذهب بل هو حق لكل الناس، وليس هذا كلاما من عندي، بل هو كلام رب العالمين في سورة البقرة ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾.

للناس لم يقل للمسلمين، ولم يقل لفئة دون فئة لكن كان للناس ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾.

والوسيلة في ذلك الرفق والإنصاف والحب والابتسامة حتى الابتسامة، وحسن الظن وطيب القلب وسلامة الصدر والاحترام والتقدير.

أيها الكريم، اسمع هذه الكلمات بارك الله فيك، لا تستطيع حماية نفسك ما لم تحمي إخوانك، فالمرء قليل بنفسه، كثير بإخوانه.

والحياة قائمة على الزوجية والثنائية وليس على الأحادية والفردية، رجل وامرأة، ذكر وأنثى، ليل ونهار، فهي قائمة على الثنائية وليست الأحادية.

وتسوية الناس بفكر واحد خلاف سنة الله، أقولها مرة أخرى، تسوية الناس بفكر واحد هو خلاف سنة الله.

ثقافة الحوار في الإسلام

والحوار هو للتعارف والتعايش والتفاهم ومزيد من الثقافة وليس للإلزام والإقناع.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

لعل هذا الاقتراح ينال رضاكم أيضًا؛ وهو خطبة: أخلاقيات البيع والشراء وآدابه

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين.

التفريق بين التعايش والرد على المخالف

أيها المسلمون الكرام، ينبغي التفريق بين التعايش والرد على المخالف.

فالرد على المخالف باب واسع مفتوح يسلك فيه مسالك المصلحة والحكمة والموعظة الحسنة.

والجدال بالتي هي أحسن في بيان الحق وتزييف ما عداه فالنبي ﷺ في المدينة، النبي نفسه قبل تنوعها وتعدد سكانها في حين أن القرآن كان يتنزل وقتها لبيان الحق وفضح المخالف.

كما ينبغي التفريق بين المسلم والباغي والخائن، فالذي يبغي ويهدم السلم العام، ويريد تفريق المسلمين والمجتمع، ويُعمل السيف على رقابهم فلا بد من إيقافه عند حده، والضرب على يده كائنا من كان.

والذي يخون وطنه، ويخذل أهله، ويتواطأ مع الأعداء، ويمالئهم يجب الحزم معه، وفضح أمره، واتخاذ الموقف الرادع الصارم له ولأمثاله.

وقد قال علي -رضي الله عنه- في الخوارج، اسمعوا هذا الكلام، قال لهم: لكم علينا ألا نمنعكم حقكم من الفيض، ولا نمنعكم من المساجد، ولا نقاتلكم حتى تُقاتلوا.

فلما استحلوا دماء المسلمين وأموالهم، فقتلوا عبد بن خباب، وأغاروا على سرح المسلمين، فحينئذ قاتلهم -رضي الله عنه-.

وحدة الصف عنوان قوة المسلمين

أيها المسلمون الكرام، اتقوا الله رحمكم الله، فإن وحدة الصف، واجتماع الكلمة غايات مطلوبة في كل حين، وهي عنوان قوة هذه الأمة، وسر حفظ البلاد.

ولكنها في هذه الظروف التي يتربص بها الأعداء، ويتطاول فيها المغرضون ويجترئ فيها الخونة تكون أشد إلحاحًا وأعظم حاجة.

أقول حلا، يجب على كل مسئول، أيا كانت مسئوليته في هذه البلاد، سياسيًا أو إعلاميا أو تعليميًا أو غيرهم، في قطاع عام أو في قطاع خاص أن يتأمل في الأوضاع ويعيش الواقع، ويستوعب النوازل المحيطة، وبخاصة في هذه البلاد المباركة.

يجب على كل مسؤول الالتزام بكل ما يؤكد روابط الوحدة، وتلاحم المجتمع بعيدًا بعيدًا عن المزايدات، وعن كل نقاش أو مسائل لا تناسب المرحلة.

والحذر الحذر من إثارة ما يفسد ولا يصلح، ويفرق ولا يجمع من مقالات أو تغريدات أو رسومات أو برامج باعث ذلك حسن التدين والحب والإخلاص لهذه البلاد.

والعقل والحكمة والغيرة على الدين وعلى الوطن وعلي الأهل، حرصا على المصلحة العامة، واجتماع الكلمة وإغاظة العدو المتربص.

حفظ الله البلاد والعباد، حفظ الله العباد والبلاد، وأعز الإسلام وأهله، ورد كيد الكائدين في نحورهم.

ألا فاتقوا الله وأحسنوا أن الله يحب المحسنين.

وفي النهاية أذكر بما هو جدير بالذكر، أن من يفجر نفسه في البشر، اسمعوا، أو الحجر إنما هو مجرم منتحر يعجل بنفسه إلى نار جهنم.

وحتى من يقتل نفسه انتحارا إنما يعجل بها إلى سواء الجحيم، وليس هذا حكما سياسيًا لكنه حكم شرعي.

اسمعوا إلى الله -عز وجل- ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا | وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾.

مع وقفة جادة لأسباب الانتحار، ولماذا يقدم على الانتحار.

وهذه -أيضًا- يا إخواني؛ خطبة عن واقع المسلمين اليوم.. الأسباب والحلول

الدعاء

  • اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا أخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
  • اللهم فرج هم المهمومين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، ووسع أرزاقنا يا جواد يا كريم.
  • اللهم احفظنا واحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء، واحقن دماء المصريين والمسلمين في كل مكان يا ذا الجلال والإكرام.
  • أقر أعيننا بانتصار الإسلام وبعزة المسلمين، وبعودة المسجد الأقصى إلى ديار المسلمين، طهره من دنس المعتدين، عليك بهم، عليك بهم فإنهم لا يعجزونك وأنت القوي المتين.
  • يا ذا الجلال والإكرام، نسألك يا ذا الجلال والإكرام أن ترفع عنا وعن بلادنا الغلاء والبلاء والفساد.
  • اللهم أصلح حالنا، اللهم أصلح أحوالنا بدل حالنا إلى أحسن حال يا ذا الجلال والإكرام، ألف بين قلوبنا، أصلح ذات بيننا، طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، يا ذا الجلال والإكرام.
  • اشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين، وفرج هم المهمومين، ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين.

هذا وصلوا وسلموا على خير البرية وأزكى البشرية سيدنا محمد صاحب الحوض والشفاعة كما أمركم الله في مُحكم تنزيله وهو الصادق في قيله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

وعملا بقول النبي -عليه الصلاة والسلام- «من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا».

فاللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، وعنا معهم برحمتك ومنك وجودك وإحسانك يا ذا الجلال والإكرام.

وأقِم الصلاة..

إخواني؛ أعلاه كانت خطبتنا اليوم؛ والتي أتتكم تحت عنوان: التعايش السلمي.. منطلقاته وآثاره. وهي من إلقاء الشيخ مصطفى عزت حميدان -جزاه الله خيرًا-. وكعادتي؛ لا أحب أن تتركوا صفحة الخطبة إلا وأنتم متوجّهون إلى أُخرى، كي تتعمَّقوا في الموضوع. فهنا سأوصيكم بالانتقال إلى خطبة عن معاملة غير المسلمين؛ لعلما تكون إضافة قويَّة أيضًا لما بنيتموه هنا.

أضف تعليق

error: