خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد وأهمية المحافظة على المال العام وعدم الاعتداء عليه

تمت الكتابة بواسطة:

خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد وأهمية المحافظة على المال العام وعدم الاعتداء عليه

هذه أيضًا —أيها الأكارم— خطبة جمعة مكتوبة وجاهزة؛ بعنوان: النزاهة ومحاربة الفساد، وأهمية المحافظة على المال العام وعدم الاعتداء عليه، والحث على الإبلاغ عن جرائم الفساد ومرتكبيها. وهي أحد الخُطَب الهامة والقوية التي تحث المسلم على المساهمة في محاربة الفساد والفاسدين في الدولة، والمساعدة في الحفاظ على المال العام من المُخرّبين والمُعتدين.

مقدمة الخطبة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.

من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

الخطبة الأولى

أما بعد عباد الله، لقد حذرنا ديننا الحنيف من الفساد بجميع صوره وأشكاله، لأن الفساد آفة خطيرة.

إذا استشرى بالأمة ضاع ميزان العدل فيها، وأكل قويها ضعيفها، واعتلى السفهاء وأبُعد الصلحاء والأكفاء والعقلاء، وسرقت الأموال، ونُهبت الخيرات والثروات، وضُيّعت أمانات.

آثار الفساد

وآثاره المدمرة تهدم جميع مقومات الحياة، فالفساد يعرقل تقدم الأمة، ويكون سببًا في فشل خططها ورؤيتها وتنميتها، ويؤخرها أخلاقياً واقتصاديا، حتى لا يعود لها وزن بين الأمم والحضارات.

ومن أخطر آثار الفساد أنه يؤدي إلى الجشع وتغليب المصلحة الذاتية على المصلحة العامة دون مراعاة للشرع والدين، والمواثيق الوظيفية والأخلاقية وقيم المجتمع.

صور الفساد

وللفساد صور كثيرة، منها: الرشوة، والسرقة من المال العام، واستغلال النفوذ للمصالح الشخصية، والتلاعب بحقوق الآخرين دون مبررات شرعية.

وإساءة استخدام المناصب للإضرار بالناس وتأخير معاملاتهم.

ولقد جاءت الشريعة الإسلامية بالنهي عن الفساد وذم المفسدين، قال ﷻ ﴿وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾.

وقال سبحانه ﴿وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾.

أعظم صور الفساد

وقال -عليه الصلاة والسلام- «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة» رواه البخاري.

وفي هذا تحذير شديد لمن ولاهم الله على أموال المسلمين ومصادر رزقهم، من أن يتصرفوا فيها بالباطل، فإن هذا من أعظم الفساد، إما بالأخذ منها بغير حق، أو بصرفها لمن لا يستحقها، أو بمنعها من أصحابها.

وفيه وعيد لهم بالنار إن لم يتوبوا ويردوا المال إلى أهله، ويسعوا للتطهر من ذلك الخُلق الذميم بتقوى الله ﷻ ومراقبته، والحرص على التخلق بالنزاهة.

النزاهة ومحاربة الفساد

فإن المسلم إذا اتصف بخلق النزاهة المبني على الخوف من الله، وحب الخير للمسلمين أثمر في نفسه الورع والقناعة، ودفعه للتميز والإتقان، وكان سبيلاً لمرضاة الله ﷻ، وحصول الخيرات والبركات.

فاتقوا الله رحمكم الله، ولنتعاون جميعا على محاربة الفساد والمفسدين قبل أن تغرق سفينة المجتمع، وتكون نهبًا لأولئك الذئاب.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

وتجد هنا أيضًا: خطبة عن الفساد وعاقبة المفسدين في الأرض

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وإخوانه أبدا إلى يوم الدين.

أما بعد عباد الله، اتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واحذروا أسباب سخط الجبار، فإن أجسادكم على النار لا تقوى.

واعلموا أن ملك الموت قد تخطاكم إلى غيركم، وسيتخطى غيركم إليكم فخذوا حذركم.

الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.

إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ عنهم شذ في النار عياذاً بالله.

وكذلك؛ نجِد هنا: خطبة قصيرة «جاهزة ومكتوبة» عن الإفساد في الأرض

الدعاء

  • اللهم وفق وسدد وارفع كل من دعا وسعى للصلاح والإصلاح والهدى والرشاد، واقمع أهل الشر والزيغ والفساد، وانشر رحمتك على البلاد والعباد يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.
  • اللهم اكفنا شر الفساد والمفسدين، وأصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، وردنا جميعاً إليك ردا جميلا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
  • اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك المجاهدين، وجنودنا المرابطين، وأنجي إخواننا المستضعفين في كل مكان يا رب العالمين.
  • اللهم آمنا في أوطاننا ودورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك، وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يا ذا الجلال والإكرام.
  • اللهم من أرادنا والمسلمين بسوء وفتنة فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يا قوي يا عزيز.
  • اللهم أبرم لأمة الإسلام أمرًا رشدا، يعز فيه أهل طاعتك ويُذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.
  • اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء، والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا وعن سائر بلاد المسلمين.
  • اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، وعافي مبتلانا، وفك أسرانا واختم بالصالحات أعمالنا، وبالسعادة والشهادة آجالنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا.
  • اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين.
  • اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا فاتنين ولا مفتونين.
  • اللهم اغفر لنا ولوالدينا وأزواجنا وذرياتنا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
  • اللهم أنت الله لا إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
  • اللهم أغثنا غيثا مغيثا، هنيئا مريئا سحًا غدقا طبقا مجللاً نافعًا غير ضار عاجلا غير آجل، تسقي به العباد وتُحيي به البلاد وتجعله بلاغًا للحاضر والباد.
  • اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق.
  • اللهم أغث قلوبنا بالإيمان واليقين، وبلادنا بالأمطار والخيرات والغيث العميم، واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغاً إلى حين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

عباد الله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه أبدا إلى يوم الدين.

وأقِـم الصَّـلاة..

وبعد؛ فكانت هذه —أيها الخطباء الأفاضل— خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد، وأهمية المحافظة على المال العام وعدم الاعتداء عليه، والحث على الإبلاغ عن جرائم الفساد ومرتكبيها. فنسأل الله ﷻ أن يعيننا لما فيه كل الخير والصلاح لبلادنا وأُمتنا العربية والإسلامية.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: