ما الحوار الذي دار بين الهدهد وسيدنا سليمان؟

ما الحوار الذي دار بين الهدهد وسيدنا سليمان؟

نعم جري حديث بين سيدنا سليمان عليه السلام وبين الهدهد، وقد جاء بيان ذلك في سورة النمل، حيث كان سليمان يتفقد مملكته ليعرف أحوال أفرادها فلم يجد الهدهد، وفي هذا يقول الله ﷻ (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ | لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) [الآيتان 21،20].

والواضح إن سليمان ظن في البداية أن الهدهد موجود ولكنه لا يراه، ثم تأكد من إنه غائب، فتوعده بالعذاب الأليم أو بالذبح إلا أن يأتي الهدهد بحجة قوية توضح سبب تغيبه.

ولما عاد الهدهد وعلم بهذا التهديد جاء إلى سيدنا سليمان قائلا له: لقد علمت أشياء أنت لم تعلمها، وقد ابتدأ كلامه بهذه الجملة التي فيها ما فيها من المفاجأة لترغيبه في الاستماع إليه لاستمالة قلبه لقبول عذره بعد ذلك.

يقول الله ﷻ على لسان الهدهد (أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ).. قال العلماء: إن الله ألهم الهدهد أن يبدأ كلامه بهذا القول ابتلاء لسيدنا سليمان إنه على رغم ما أوتي من فضل النبوة والعلم والحجة والحكمة فإن الله قد جعل في أدنى خلقه وأضعفه من أحاط علما بما لم يحط به لتتحاقر إليه نفسه ويتصاغر إليه علمه ويكون لطفا له في ترك الإعجاب الذي هو فتنه العلماء. ثم فسر الهدهد هذا القول بعد ذلك.. (وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِين) [الآية 22].

فبعد أن جذب الهدهد اهتمام سيدنا سليمان بالمقدمة الأولي شرح له ما يقصده وهو إنه قد جاءه من سبأ بنبأ خطير هو متيقن من صدقه. فما هو هذا النبأ؟ (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ | وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ | أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ | اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [الآيات 23-26].

أضف تعليق

error: