حالات تحول النظافة إلى وسواس

صورة , ينظف , النظافة , وسواس النظافة , أدوات التنظيف

من الشائع قولاً أن زيادة أي شيء عن حده ينقلب ضده ومن المفترض أن ينطبق هذا القول على من يهتمون بشكل مبالغ فيه بالنظافة فيصل هذا الأمر إلى حد الهوس بالنظافة، كما أن هذا وسواس النظافة يعتبر فكرة تسيطر على المصاب ولا يمكنه أن يتخلص منها أو يتجاهلها فيشعر بالرغبة في تنظيف كل شيء من حوله ويبالغ في هذا الأمر مما يعرضه لضغط نفسي كبير ويجب علينا القول أن هذا الوسواس الخاص بالنظافة موجود عندنا جميعاً ولكن بدرجات متفاوتة.

كيف يبدأ وسواس النظافة وأين يمكنه الوصول ؟

قال “د. عمرو عادل” استشاري نفسي وأسري. كما تم الإشارة سابقاً فإننا جميعاً لدينا جزء من الوسواس المرتبط بالنظافة والذي يكون في بعض الحالات منطقي وطبيعي لأننا جميعاً بشر نبحث عن الأمان ومن الطبيعي أن يكون لدينا وسواس النظافة.

على الجانب الآخر، هناك الحالة المرضية المرتبطة بوسواس النظافة وهي التي يزيد فيها الاهتمام بالنظافة عن الحد الطبيعي وبشكل متكرر وخاصة في شهر رمضان حيث الوضوء المتكرر والعبادات.

يجب علينا أيضاً التفريق بين الوسواس كونه مرض أو الوسواس القهري وبين وسوسة الشيطان الذي يزين لنا سوء أعملنا كما تم الإشارة في القرءان الكريم وفي بعض الآيات التي تتحدث عن وسوسة الشيطان في الطاعات والعبادات، لكن الوسواس المرضي والقهري عليه خلافات عدةً والذي قد يتمثل في غسيل اليد مرة واثنين وعشرة خلال نصف ساعة فقط.

يبدأ هذا الوسواس القهري بالنظافة منذ فترة الطفولة أو منذ التنشئة وله أسباب كثيرة عند الإنسان أهمها هو العامل الوراثي حيث أن الجنين في بطن أمه والذي يتعرض للرفض قبل أن يأتي للحياة مثل وجود صراعات وخلافات بين الأم والأب فإن الأم في هذه الحالة تنظر إلى طفلها أنه هو السبب في استكمال الحياة بينها وبين زوجها مما يؤدي إلى ضخ الدوكامين لهذا الطفل خلال فترة الحمل وبالتالي يؤثر ذلك سلوكه فيما بعد وهو ما نلاحظه كثيراً من خلال الاستشارات والاستقراءات التي تُعرض علينا يومي وأقرب تلك الصور لدينا هو الوسواس القهري المتمثل في هوس النظافة ورهاب القذارة لأسباب نفسية في بعض الأحيان منذ البداية حيث أن مثل هؤلاء الأطفال يبحثون عن الأمان في بداية طفولتهم ويؤكدون أن ما يقومون به من أفعال هي أفعال لائقة بهم وبالتالي فإن هذا الأمر يعتبر خطير ومرهق نفسياً على الشخص المضرب.

متى يمكن تشخيص حالة الهوس بالنظافة؟

للأسف يعتبر الوسواس القهري من الأمراض التي يراها الشخص المريض بنفسه حيث يستطيع المضطرب اكتشاف هذه الحالة لديه في مرحلة من المراحل والتي فيها يتشابك لديه صراع داخلي ويقوم هذا الشخص المضرب باكتشاف أن ما يقوم به من أعمال تخص النظافة هي بمثابة سلوكيات غير طبيعية وإنما هي بمثابة وساوس داخلية عنده.

وأردف ” عادل “: هناك وساوس أفكار وأخرى أفعال وفي حالة الهوس بالتنظيف تتشابك الأفكار مع الأفعال والسلوك، كما يمكن أن يتعرض المضرب بالنظافة إلى بعض الأعراض الجدسية مثل إصابة الجلد نتيجة كثرة الغسيل مع نظرة المحيطين به أنه يعاني من الأنفة والكبر عند التعامل معهم وهو ما يجب عليه الانتباه إليه جيداً عند التعامل مع الناس لأن هذا الهوس يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر الذي لا يزول إلا بتنفيذ الفعل ثم يعود القلق والتوتر مرة أخرى.

وأخيراً، يجدر علينا الإشارة إلى التوعية العكسية والتي تزيد من مثل هذه الوساوس عند البعض مثل التوعية بأخطار السرطانات والتي حولت بعض الناس إلى مرضى يعانون من مخاوف مرضية من السرطان وأدى ذلك إلى زيادة اهتمامهم بالنظافة.

أضف تعليق

error: