جلطة بالساق أثناء الحمل.. نصائح للعلاج

جلطة بالساق أثناء الحمل.. نصائح للعلاج

تفاصيل الاستشارة: اسمحوا لي أن أعرض لكم مشكلتي التي تؤرقني كثيرا لعلي أجد لديكم النصح والإرشاد الذي أحتاجه، وأرجو أن يتسع صدركم لسماع المشكلة بتفاصيلها. أنا أم لطفلين: ولد عمره سنتان، وبنت عمرها شهر واحد، أثناء حملي بالبنت شعرت بألم شديد في رجلي، وبعد إجراء الفحوصات والصور تبين وجود تجلط في الرجل اليسرى في منطقة أعلى الفخذ، وقد أظهرت الفحوصات والصور عدم وجود أي عروق دوالي سواء داخلية أو خارجية. أعطاني طبيبي حقن الهيبارين بواقع حقنتين يوميا وبجرعة ابتدأت بـ 1.5 (سي سي) وطلب مني عمل فحص دوري كل يومين لمعرفة نسبة التميع بالدم، لم تكن الاستجابة واضحة لذلك تمت زيادة الجرعة إلى 2 (سي سي) ثم إلى 2.5 (سي سي) وبعدها تم الوصول للنسبة المطلوبة.

واستمررت على هذه الحقن حتى الولادة، وقد تمت الولادة بشكل جيد وبدون مشاكل، وبعد الولادة تم استبدال الحقن بالحبوب، وبعد زيادة الجرعة بالحبوب بسبب عدم تميع الدم بالشكل المطلوب، وبعد الولادة بستة أيام حصل عندي نزيف شديد اضطرني لدخول المستشفى، وتم إعطائي 3 صفائح من الدم، بعدها تم تخفيض الجرعة، ثم بدأت بالزيادة تدريجيا ولكن لم أصل بعد لدرجة التميع المطلوبة.

طبيبي قال لي إنني سأستمر على هذا العلاج ما بين 4-6 أشهر، وسؤالي المهم الآن هو: كيف سيتم إزالة التجلط، وهل هذا العلاج يعتبر كافي؟ هل سيؤثر هذا التجلط على عمل القلب والجهاز الدوري في المستقبل؟ وما إمكانية حصول جلطات في أماكن أخرى من جسمي؟ هل سأحمل وسألد مرة أخرى؟ ما المشاكل والمخاطر المحتملة لحمل آخر في المستقبل؟ وأخيرا ما النصائح التي تنصحوني بها لتجنب مضاعفات هذه الحالة وللمحافظة على صحتي، التي تهمني وتهم أطفالي؟ ملاحظة (لم أستطع الاستفسار من طبيبي لأنه يقيم في مدينة أخرى ولا أستطيع الوصول إليه بسبب الأوضاع عندنا في فلسطين، وأنا أتابع الحالة معه بالهاتف).

فريق الاستشارات الصحية قام بالرَّد على الاستشارة؛ فقال: أختنا العزيزة.. لما وجدناه عزيزتي من حيرة في تحويل استشارتك على أكثر من تخصص تأخر عليك الرد كل هذه الفترة وهذا حرصاً منا على دقة الرد والإفادة الكاملة فنرجو أن تلتمسي لنا العذر.

ولقد تم بالفعل عرض استشارتك على كل من:

1- د. زاهر الكسيح «إخصائي أمراض القلب والشرايين» وكان رده الآتي:

أختنا الفاضلة، شفاك الله وعافاك وبلغك السلامة في القريب العاجل إن شاء الله.

إن ما حدث لك هو كما ذكرت جلطة في الأوردة الداخلية في الساق اليسرى خلال الحمل (على الرغم من عدم وجود دوالي) ويمكن إثبات ذلك بواسطة التصوير الملون بالمادة الظليلة أو التصوير بواسطة الصوت (التراساوند رديلر) ultrasound radialar.

وسبب حدوث هذا النزف الذي أدى إلى تلك الجلطة هو زيادة نسبة التميع (سيولة الدم) وصعوبة مراقبتها بشكل جيد وهذا غالباً بسبب الأوضاع المأساوية في فلسطين أعانكم الله عليها. وحيث إن الجلطة حدثت في أوردة الفخذ فهناك حاجة للاستمرار على علاج الوارفرين عن طريق الفم لمدة ستة أشهر بعد الإصابة وعليك أختنا الكريمة أن تتابعي نسبة التميع بشكل دوري على أن يبقى معدل INR (international normalized ratio) بين (1.5) إلى (2.5) وفحص PT (prothrombin time) بين (1.5 – 2) أي ضعف الطبيعي وهذه حسبة قد يطول شرحها ولا مجال له الآن.

كما ننصحك بتجنب الوقوف الطويل أو الجلوس الطويل، وعليك أيضاً ارتداء الجوارب الطبية الضاغطة خلال فترة النهار إن اضطررت للوقوف أو الجلوس بشكل زائد. وإذا جلست فعليك أن تحاولي مدّ رجليك على أريكة أو كرسي صغير.

أما بالنسبة للحمل والولادة فأرى أن هذا ممكناً بعد مرور فترة عام والأفضل عامين من تاريخ الجلطة. خاصة أن التجلط ليس من النوع الوراثي المتكرر، وإنما هو ذو علاقة بالحمل فقط ويمكنك في هذا مراجعة إخصائي النساء والتوليد أيضاً.

وبالنسبة لإزالة التجلط فإن الجسم يتكفل بعمل قنوات جانبية تساعد على عودة ورود الدم في الاتجاه الطبيعي (أي نحو القلب) ولا نقوم عادة بإزالة التجلط حيث إنه يضمر لوحده مع الوقت وتتشكل قنوات داخل الوريد وخارجه تساعد على جريان الدم باتجاه القلب.

أما بالنسبة لتأثر القلب فلا داعي للقلق عزيزتي فجلطة واحدة في الساق لا تحدث تأثيراً فيه، ولكن الجلطات المتكررة التي يصاحبها جلطات رئوية هي التي تؤثر بشكل أو بآخر على القلب ولا ينطبق هذا عليك أبداً فاطمئني واهدئي بالاً.

ويمكنك عزيزتي أن تتوقعي أن تحي حياة طبيعية إن شاء الله بعد إكمال فترة العلاج على أن تراعي موضوع الوقوف والجلوس الطويل وأن تتجنبي زيادة الوزن، وكذلك حمل الأشياء الثقيلة أو دفعها.. شفاك الله وعافاك، وفي انتظار استشارة أخرى لمتابعة حالتك.

2- د. يوسف الدميسي «أخصائي النساء و التوليد» وكان رده الآتي:

بالنسبة لموضوع الحمل أختنا الكريمة فنحن لا ننصح بالحمل أثناء وجود الجلطة، وأثناء تناول العلاج، وعلى كل حال فإن الطبيب المشرف على علاج هذه الجلطة وإعطاء الدواء المميع هو الذي يمكن أن يحكم على سلامة الحمل أم لا، حيث إن وجود حمل مرة أخرى مع إعطاء علاج المميع ممكن أن يتسبب في إجهاض مبكر أو نزيف أثناء الحمل أو حتى نزيف بعد الولادة.. لذا يجب الحرص في مثل هذه الحالة.

⇐ وهنا نقرأ أيضًا:

مع أطيب أمنياتي لك بالسلامة والعافية.

أضف تعليق

error: