تغذية الأطفال مرضى التوحد

التوحد ، المشكلات الغذائية ، الخضروات ، الجلوتين ، وسواس قهري ، الخبز
مرضى التوحد – أرشيفية

ما هو التوحد؟

بدأت أخصائية التغذية “رند الديسي” حديثها قائلة: بشكل مبسط التوحد هو إضطراب عقلي يُصيب الأطفال بهاجس خوف من التواصل وخلق علاقات إجتماعية مع الآخرين، لذا يميل مرضى التوحد إلى العزلة وعدم مشاركة الأفكار مع المحيطين، وكذلك ينتج عن التوحد إصابة الطفل بنوع من الوسواس القهري الذي يحثه على تكرار فعل الأشياء مرات عديدة لفقدانه الثقة في نفسه. وطبقًا لكل الدراسات والأبحاث الطبية المعتبرة تزيد حدة هذه الإضطرابات المذكورة عند عدم إتباع الطفل لنظام غذائي خاص، وعند إشتمال برنامجه الغذائي على الأغذية الضارة والفقيرة في عناصر غذائية معينة ضرورية لمثل هذه الحالة.

ما أبرز المشكلات الغذائية مع مرضى التوحد؟

أكدت “أ. رند” على أن أكثر ما يظهر على مرضى التوحد من مشكلات غائية هو ما يلي:
1. عدم تقبلهم لكل أنواع الأغذية، وإقتصار تفضيلهم لعشرين صنف غذائي فقط أو يقل.
2. إبتعادهم دائمًا ونهائيًا عن نوع غذائي بكامل أنواعه ومشتقاته كالخضروات مثلًا فنجدهم يكرهون كل أنواعها وأصنافها حتى وإن طُهيت بطرق مختلفة، أو المخبوزات أو الفاكهة أو.. أو.. وهكذا بحسب كل طفل.
3. في بعض الأوقات يتناول مرضى التوحد كميات قليلة جدًا جدًا من الغذاء بالقدر الذي لا يكفي لإحتياجاتهم الضرورية للنمو والوزن والطول، ومع حالات أخرى قد تزيد شراهة طفل التوحد نحو الغذاء بحيث يأكل الطفل كميات لا حصر لها من الغذاء مما يتسبب في زيادة السعرات الحرارية الداخلة إلى جسمه وبالتالي زيادة وزنه بصورة كبيرة عن الحدود الطبيعية.
4. يصاب أطفال التوحد عادةً بالمشكلات الصحية الخاصة بالغذاء الخاطئ مثل تسوس الأسنان مثلًا لرغبتهم في السكريات دائمًا وأبدًا.
5. هروب مرضى التوحد من أية إجتماعات على الطعام كالحفلات العائلية أو تناول الطعام مع الأصدقاء في المدرسة مثلًا نظرًا لأن طريقتهم في تناول الطعام تسترعي إنتباه المحيطين وسخريتهم وتعليقاتهم.

ما هي الأنظمة الغذائية المناسبة لمرضى التوحد؟

نبهت “أ. رند” على أن أنسب الأنظمة الغذائية لطفل التوحد هي الأنظمة الفقيرة في بروتين الجلوتين وبروتين الكيزين، وبروتين الكيزين هو أحد البروتينات الموجودة في الألبان والأجبان ومشتقاتهما، لذلك من الأفضل غذائيًا لهؤلاء هو منعهم من تناول هذه الأغذية، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الأمعاء الدقيقة عند مرضى التوحد قابلة للتسريب حيث لا تستطيع هضم بروتينات الجلوتين والكيزين وبالتالي يخرج منهما نسبة إلى الدم، وعبر الدم تصل هذه البروتينات إلى الدماغ مما يؤدي إلى زيادة حدة الإضطرابات والسلوك الخاطئ بحيث قد تظهر على طفل التوحد حالة من الخمول والعزلة أو قد تظهر عليه حالة من النشاط المفرط والأفعال العصبية، لذلك كان من الأفضل لهم إتباع حمية غذائية خالية من الجلوتين والكيزين بشكل أساسي.

والجدير بالذكر أن الجلوتين معروف وجوده في القمح والشعير وحبوب الجودر وبالتالي هو موجود بالخبز والمكرونة، لكن من الغير المعلوم للناس وجوده أيضًا في منتجات اللحوم الباردة والهوت دوج والصلصات المعلبة التي تُضاف على السلطات، ولذلك يتحتم على الأم قراءة اللوحة الغذائية على غلاف كل منتج قبل إطعام طفل التوحد منه.

وتابعت “أ. رند”: وإلى جانب البعد عن الجلوتين والكيزين يفضل لمرضى التوحد التركيز على الأغذية الغنية بفيتامينات B6 والأوميجا 3 لأنهما يساعدان جدًا على النمو العقلي، ويمكن اللجوء لهما عبر المكملات الغذائية بشرط إستشارة الطبيب أولًا.

وفي النهاية لا يجب تعنيف الطفل لترك صنف غذائي معين أو تصنيف الأغذية أمامه إلى ضار وغير ضار لعدم خلق وسواس قهري وهاجس مُلِح داخله لتجربة الأغذية الممنوعة عليه، ولكن من الأفضل ترغيبه بالقصص والحكايات في الأنواع المفيدة له، كما يجب ترغيب طفل التوحد في ممارسة نوع من الرياضة لإستثارة حاسة الجوع عنده وبالتالي تناوله القدر الكافي من الطعام الصحي.

أضف تعليق

error: