تعامل الأب مع مولوده الجديد في غياب الأم

مولود جديد

إن فقد الأم يرتب تداعيات مستقبلية على الطفل كما على العائلة والزوج الأب بشكل خاص ومن أصعب ما يحصل أن يخسر الزوج زوجته عندما تلد فيصبح طفله يتيماً وهو أمام واقع جديد.

كيف يتأثر الزوج بوفاة زوجته أثناء الولادة؟

يرى الدكتور فيصل الطهاري ” أخصائي علم النفس ” أن هناك العديد من الآباء والرجال يعيشون هذا الوضع الصعب الذي يشعرون به بعد وفاة أزواجهم وهو وضع صادم يصنفه علماء النفس على أنه صدمة نفسية ثقيلة على الأب لأن فقدان الزوجة الأم يعتبر فقدان فجائي أثناء الولادة.

أما على المستوى النفسي فلهذه الصدمة النفسية تبعات حتى أننا نجد في كثير من الأحيان أن الشخص يدخل في أعراض الاكتئاب خاصة عندما يتعلق الأمر بنوع من تأنيب الضمير الذي يشعر به الأب وكأنه هو المسئول عن هذه الوفاة أو بفقدان هذه الأم ويكون في وضع نفسي حرج يبدأ بمجموعة من الأعراض النفسية التي تسير دوماً في طريق الاكتئاب وأعراض القلق ومستقبل مجهول للابن الذي يجهل من حوله كيفية تربيته ورضاعته وأن يجعلوه رجل أو امرأة المستقبل دون أم، فهذا هاجس يمكن أن يعيشه أي أب يعيش هذه اللحظة.

كيف يتم التعاطي مع فقدان الأم وولادة طفل جديد من جانب الأب؟

من الصحيح أن وضع الأب الذي توفت زوجته أثناء الولادة هو وضع متناقض يعيشه هذا الأب الذي يعيش لحظة وفاة زوجته مع لحظة فرحه بقدوم مولود جديد وهناك تساؤلات جديدة وعديدة يمكن أن يعيشها الأب خلال تلك اللحظة مرتبطة كلها بمستقبل الابن أو المولود الجديد.

ولكن يبقى دائماً غياب الأم هو الطاغي على هذا المشهد الذي قُدر للعائلة بأكملها أن تعيشه ومن ثم قد يرى الأب في مولوده الجديد أنه ذكرى جديدة وجميلة من الأم التي توفيت والبعض قد يصل في بعض الأحيان لا يجد رغبة أو اهتمام ربما حتى عاطفي بهذا المولود الجديد لأن الكثيرين في وعيه يعتقدون أنهم هم السبب في وفاة هذه الأم.

وهنا نكون دائماً في إطار حالة نفسية صعب التعامل معها خاصة في الشهور الأولى وبالتالي ربما قد نعرض هذا الأب على العلاج النفسي كي ندخل في اتجاه التكيف مع هذا الوضع الجديد الذي قد يستغرق بعض الوقت.

كيف يمكن التصرف مع الزوج أو الأب حال وفاة الزوجة؟

إن العديد من الآباء أو الزواج الذين خاضوا تجربة وفاة الزوجة عاشوا من قبل حالة الكره والبغض للمولود الجديد بسبب تحميل المسئولية الكاملة لهذا الجنين أو هذا الرضيع بوفاة الأم.

ولكن يبقى دائماً ذكرى ولادته هي ذكرى وفاته الأم وبالتالي فإن علاقة بغض الأب لمولوده الجديد هي علاقة قد تكون طبيعية عند البعض ممن عاشوا هذه اللحظة.

ومن الصعب التأقلم مع هذه العلاقة من جانب الطرف أو المحيط الأسري الذي قد لا يستطيع إقناع هذا الأب بتقبل هذا الرضيع، وإنما نكون أمام حالة نفسية وجب علينا التدخل فيها نحن المعالجين النفسيين وأطباء علم النفس لكي نقنع الأب بضرورة حب هذا الابن، لأنه أتي من رحم هذه الأم التي توفت والتي كانت مصدر بهجة دائمة في حياته وهذا الأمر قد يأخذ بعض المجهود لتتغير هذه الفكرة لديه.

كيف تنعكس تصرفات الآباء على المواليد الذين يتعرضون لوفاة الأم؟

هي سيكولوجية خاصة يعيشها الابن الذي فقد أمه خلال الولادة لأن هذا الفقد لا يُعد فقدا طبيعياً لأنه يظل في ذهنه معلقاً أن امه توفيت لحظة ولادته ومن ثم قد يشعر الابن بحالة من الشعور بالذنب خاصة في مرحلة المراهقة وهذه الحالة نجدها عند الكثيرين من الأطفال مع العلم أن الأبناء ليس لهم أي دخل في هذا الأمر.

وأخيراً، يجب أن نركز على الأب الذي توفيت زوجته لحظة ولادتها لرضيعه لأنه كلما تعايش مع هذه اللحظة وقام بدعم الابن دون نهره فربما نسهل على الابن كيفية تعامله مع هذه اللحظات خاصة في مرحلة المراهقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top