تطور إلتهابات الجيوب الأنفية الى الربو

الربو ،سعال،صورة،رجل
الربو – سعال

جراحة الجيوب الأنفية ربما تمنع الإصابة بالربو لاحقاً، تلك هي خلاصة دراسة أمريكية شملت أكثر من ١٢٠٠ شخص عانوا من إلتهابات الجيوب الأنفية والربو.
الدراسة التي أجرتها مستشفى جامعة Cleveland Clinic توصلت إلى أن إلتهاب الجيوب الأنفية الذي يستمر لأكثر من ١٢ أسبوع قد يتطور إلى الربو لاحقاً، وخلصت الدراسة أيضاً إلى أن جراحة إزالة الجيوب الأنفية الملتهبة واستئصال اللحميات ربما تقلل وبنسبة كبيرة فرص الإصابة بالمرض.
البيانات السابقة حول المرض كانت غير مقنعة وقد جعلت الأطباء يبدأون في النظر للجراحة كعلاج طبي قصير المدى يمنع تطور الإلتهاب إلى ربو، ويقترح الأطباء الجراحة في المرحلة الأولى من حدوثه.

وكانت دراسات سابقة قد وجدت ارتباطا قوياً بين تضخم اللوزتين وإلتهابات الجهاز التنفسي وتطور مرض الربو عند الأطفال، وأظهرت البيانات آنذاك أن الأطفال الذين خضعوا لجراحة استئصال اللوزتين قد شهدوا انخفاضاً بنسبة ٣٠٪ لتفاقم أعراض الربو الحاد وحتى توقف التنفس أثناء النوم.
والربو هو المرض المزمن الثالث الأكثر شيوعاً لدى الأطفال، ويعاني منه نحو ٢٤٠ مليون شخص حول العالم يتعايشون مع أعراضه وأثاره الجانبية التي تُنغص حياتهم.

ما هو الربو وما هو أعراضه؟

عرف الدكتور ” عصام الأشقر ” اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة، الربو بأنه مجموعة من الأعراض تصيب القصبات تسبب تضيق بها وتسبب وزيز وضيق في النفس وسعال، وللتسهيل على الناس الربو هو مجموعة أعراض تقوم بها القصبات لتدافع عن نفسها وتمنع أي شئ غريب من الوصول للرئتين، فهي آلية دفاعية بالجسم لحماية الرئتين.
و أضاف، أنه لا يوجد شيء يسمى الأنف وحدها والقصبات وحدها فهو في الحقيقة جهاز واحد ونفس المؤثرات تؤثر بهم، ولكن عندما تكون الأعراض علوية فهي تشمل أعراض الأنف وعندما تكون الأعراض سفلية فهي تؤذي القصبات، ولهذا السبب فكل المشاكل التي تسبب الربو فهي تسبب حالياً إلتهاب الأنف والجيوب وعلى رأسها إلتهاب الأنف والجيوب التحسسي، حتى أننا لدينا أمراض مشتركة يطلق عليها Samter’s triad وهي داء السلائل الأنفي، وربو، وتحسس للأسبرين وهذا يعني أننا لدينا وحدة متكاملة تمتد من مدخل الطريق التنفسي وهو الأنف إلى الرئتين، وجميعهم يتأثرون بالعوامل البيئية التي من الممكن أن يتعرض إليها الطفل.

لماذا هناك شريحة كبيرة من الأطفال يصابون بالربو؟

قال ” د. عصام ” أن ٩٠٪ من الأطفال الذين لديهم إلتهاب أنف تحسسي معرضون للإصابة بالربو، وأن الأطفال الذين ليهم تنفس فموي أي لديهم تضخم في الناميات وتضخم في اللوزتين ويعانون من طريقة التنفس السليمة ويضطروا للتنفس من الفم هؤلاء نسبة إصابتهم بالربو كبيرة، والسبب أن الهواء الذي يدخل للقصبات غير مفلتر وغير نقي ولا يتناسب مع الرئة وبالتالي فالقصبات تؤدي دورها ويحدث بها تشنج وتطلق عوامل تمنع دخول الهواء الغير مثالي للرئتين، ولهذا السبب عندما يستئصلون اللوزتين والناميات الأنفية ويعود الطفل للتنفس من أنفه تتحسن التهوية للرئتين وبالتالي تقل كثيراً نوبات الربو.

يقول بعض الأطباء أن هناك نوع من الربو وهو ربو مؤقت يصيب الأطفال عند الصغر وتخف أعراضه عند الكبر، فما حقيقة هذا الأمر؟
وضح ” دكتور عصام ” أن الربو مجموعة من الأعراض ولكن أصبح له عدة تصنيفات، والذي يوجد عند الأطفال لا يجب المبالغة به وتسميته ربو ولكن من الممكن تسميته ارتكاس القصبات الشديد الزائد عن المنطق تجاه شيء معين، فأحياناً عند الأطفال وخاصة تحت عمر الخمس سنوات يحدث رشح بسيط أو إلتهاب فيروسي بسيط بالأنف يؤدي إلى تشنج القصبات وهي تسمى بالعامية نوبة ربو، ولهذا السبب السيطرة كثيراً على الأنف ودخول الهواء للقصبات بشكل مثالي يسبب راحة للأطفال، وعندما يكبر الطفل وبعد عمر الخمس سنوات نجد أن هذه النوبات قلت كثيراً لأن الجهاز التنفسي أصبح أنضج كثيراً وكذلك القصبات أصبحت ناضجة ومتعرفة على كل العوامل الخارجية بشكل منطقي أكثر ولم يعد هناك مبالغة في الارتكاس.

وماذا عن الربو الذي يصيب الكبار ويرافقهم حتى عمر متأخر وتكون أعراضه واضحة وليست خفيفة؟
ذكر ” د. الأشقر ” أن الربو عند الكبار هو ارتكاس للقصبات، والموضوع له علاقة بطبيعة القصبات وهي تكون ضعيفة فأي شي يدخل للطريق التنفسي يثير هذه القصبات ويجعلها تتشنج لتمنع دخول هذا العامل الخارجي للرئتين، والشيء الشائع هو الربو الناتج عن الحساسية سواء حساسية من مواد يستنشقها الشخص في بيته أو الحساسية من العمل عند الأشخاص الذين يعملون في الزراعة أو الدهانات أو معامل البلاستيك، فأي رائحة خارجية ستدخل إلى القصبات وتؤدي إلى هذه النوبات، وحالياً التوجه نحو أن يكون الأنف جيداً جداً ومُسيطر عليه من ناحية ال Allergy حتى لا يتطور إلى الربو، ولهذا السبب فإن أي مريض يزور طبيب الصدرية بسبب مشاكل في الربو لابد أن يتم دراسة الأنف و الجيوب الخاصة به وحل مشكلة الأنف والجيوب والسيطرة عليها وهذا يساعد كثيراً مرضى الربو لأن الهجمات تتباعد وتكون أخف بكثير.

كيف يجب السيطرة عليها وهل الجراحة هي الحل؟
أجاب ” د. عصام ” أنه إذا كان في الأنف مشكلة إلتهاب أنف تحسسي عادي فهي السيطرة الدوائية، ولكن هناك في الأنف والجيوب مشاكل تسمى إلتهاب الأنف والجيوب وهي بدون أعراض وتدوم أكثر من ١٢ أسبوع فيكون حلها عمل جراحة لتهوية هذه الجيوب بشكل جيد، وأحياناً يكون في بعض البوليبات الأنفية وهي كتل سليمة في الأنف ناتجة عن إزمان مشاكل الأنف الارتكاسية لهذه العوامل الخارجية واستئصال هذه البوليبات بجراحة الجيوب بالمنظار يحسن كثيراً من أداء الأنف وبالتالي يقوم بتحسين ارتكاس القصبات وهذه الجراحة أصبحت معروفة كثيراً وأصبحت مُثبتة بكل الدراسات أن عمليات الأنف والجيوب وراحة المريض بالتنفس من ناحية أنفه يخفف كثيراً من ارتكاس القصبات وحدوث نوبات الربو في المستقبل.

ما هي بدائل الحل الجراحي وكيف يمكن معالجة الربو؟

بالنسبة للحل الجراحي للأنف هذا أخر حل، ونكرر أن السيطرة على أعراض إلتهاب الأنف التحسسي بشكل علمي كبير ودقيق وناجح، أي أن مرضى الإلتهاب الأنفي التحسسي لا يعالجون يوم واثنين أو حتى أسبوع ويقول أنه قد تعافى ويوقف العلاج فلابد أن يكون هناك سيطرة كاملة لفترات طويلة وخاصة إذا كان لديه نوبات ربو مترافقة، ونضيف إلى هذه الأمور التعديل من جو البيت والتعديل من البيئة المحيطة به حتى لا يكون دائماً عُرضة أن يحدث معه إلتهاب الأنف التحسسي.

إن لم يتم السيطرة على أعراض الربو، ما هي المضاعفات التي من الممكن أن تنتج عن هذا المرض؟
أجاب ” الأشقر ” قائلاً، أن الربو مع الزمن إذا لم يتم السيطرة عليه من الممكن أن يؤدي إلى مشاكل وقصور في الرئة، ومشاكل تليف بالرئة أو إلتهاب وتوسع بالقصبات مزمن، وحالياً نادراً ما نرى مثل هذه الأشياء لأنه أصبح هناك وعي عند الأشخاص وأصبح هناك طرق وعلاجات حديثة جداً للسيطرة على الربو والسيطرة على إلتهاب الأنف والجيوب المزمن، فهذه الاختلاطات نادراً ما نراها لأنه أصبح هناك وعي كبير وأبحاث وتطورات لكشف آلية الربو وكيف يمكن السيطرة عليه.

أضف تعليق

error: