تربية أو تعليم؟

يقول جون واتسون واضع أساسيات علم السلوك: «أعطني درزنا من الأطفال المتعافين صحيا، وبيئة أختارها أنا لتنشئتهم وسأضمن لك المستقبل الذي سيكونون عليه، بل سأقوم بجعل واحدهم طبيبا أو مهندسا أو محاميا بين من أختارهم أنا بشكل عشوائي».

واتسون لم يكن متغطرسا في هذه المقولة، بل كان يعلم من واقع دراساته مقدرة المحيط والبيئة على تشكيل شخصية الكائن البشري وتصرفاته. قابلية الشخص للمعرفة، ميوله الإجرامية وتأثره بثقافة المجتمع وتوافقه معها.

يمتلك الجهاز التعليمي الوصول الأكبر والأكثر أثرا على الأطفال بدءا من سن الخامسة، بمعدل يتراوح بين 6 إلى 7 ساعات يوميا. بالإضافة إلى الساعات التي يقوم فيها الطالب بمراجعة المنهج وحل الواجبات اليومية ولنفترض أنها 3 ساعات يومية. ليتبقى من يوم الطفل 14 ساعة يقضي 8 ساعات منها في النوم، وتختلف ممارساته في بقية الساعات بين اللعب ومشاهدة التليفزيون أو الجلوس مع الأسرة، ولا تخضع لنموذج معين.

الأمر الذي يعني أن سلوك الرجل البالغ اليوم هو نتاج التنشئة التي يخضع لها في المدرسة أثناء الطفولة بالإضافة إلى بقية العوامل.

هذا الأمر تنبهت له دول ذوي الشعور «الشقر» وحشدوا له جل طاقاتهم، لذلك كانت نظريات السلوك والتربية والتعليم هي السائدة في معظم فترات القرون الماضية. صدقوني الأمر لا يتعلق بالاقتصاد حيث يوجد أناس على جميع المستويات يمتلكون في أرصدتهم الملايين، كذلك توجد دول «تلعب بالدولار لعب» ومع ذلك لا تزال صفرا هامشيا على الشمال في معايير الحضارة.

الخلل ليس في غلاف الكتاب، كذلك ليس في «هل نطبعه على ورق؟» أو «نصير تكنلوجيين ونحطه بسي دي؟»، الأمر يتعلق بمحتوى المواد الذي لو كان جيدا سيصنع الفارق حتى لو كتب على قطع من الصخر.

بقلم: أيمن الجعفري

وبعض المقترحات أيضًا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top