تحفيز الذات في بيئة العمل الصعبة

تحفيز الذات , بيئة العمل , ضغط العمل

يوضع الموظفون تحت ضغوط عديدة في بيئة العمل تقضي بتسليم مشاريع واقتراحات تأتي فجأة وتأخذ حيزاً كبير من تفكير الموظف، ومن ثم يستوجب على الموظفين ضرورة التدرب على بعض من أنواع المحفزات الداخلية التي تدفعهم للوصول إلى أهدافهم والنتائج التي يرجوها لأنفسهم طيلة الوقت.

ما هو الفرق بين التحفيز الذاتي والتحفيز بشكل عام؟ وما هو الأهم؟

يرى الدكتور محمد بشارات ” خبير في مجال التنمية البشرية والتدريب القيادي ” أن التحفيز بشكل عام هو الدافع الداخلي الذي يجعلنا نصل للأهداف التي نتوق إليها أو أي محرك داخلي وخارجي.

هناك نوعان من التحفيز إما أن يكون تحفيز خارجي على مستوى الوظيفة كالمكافآت والعلاوات والمناصب الوظيفية بالإضافة إلى التحفيز الداخلي وهو التحفيز الأعظم والأكبر والأعمق والأكثر أثراً وهو ما يحركنا باتجاه داخلي للوصول إلى أهدافنا الخاصة التي نرغب في الوصول إليها، لذلك كلما كان التحفيز الداخلي للإنسان أكبر وأوضح وأعمق كلما كانت محركاتنا الداخلية أكثر كما أنه كلما ركز الشخص على محفزاته الداخلية كلما وصل لأهدافه التي يسموا لها بشكل ميسر – وفق ما ذكره خبير التنمية البشرية.

هل يوجد المحفز الداخلي للإنسان بداخله؟ وكيف يمكننا تطويره؟

من المهم أن يتسم الإنسان بشكل عام والموظف بشكل خاص بالتحفيز الداخلي الذي يمكن الوصول إليه عبر العديد من الخطوات التي يجب التدرب عليها أولها هو ضرورة وجود الأهداف الواضحة لأن غياب الأهداف الواضحة تجعل الموظف في حالة ضبابية وتردد وإحباط وتثبيط، وفي حال كانت بيئة العمل ضاغطة أكثر للموظف فإنه قد يدخل في حالة من الاستسلام واليأس.

أردف ” بشارات “: من الضروري كذلك أن يبحث الإنسان دوماً عن مولدات الطاقة الموجودة عنده وهي ببساطة قد تتمثل في بعض الكلمات الإيجابية والعبارات والمعتقدات التي نؤمن بها والتي من بينها على سبيل المثال قول الشعر ” همتي همة الملوك ونفسي نفس حرة ترى المذلة كفراً “.

إلى جانب ذلك، يجب أن يقوم الشخص الذي يعتمد على التحفيز الداخلي بأخذ أوقات الاستراحة الداخلية ولا يعيش أوقات الاكتئاب بقدر ما يعيش أوقات الانبساط ويحاول أن يعتاد على تحويل الآلام إلى آمال، وهذه هي قرارات خاصة بكل شخص على حدة، لذلك وجب على كل شخص منا أن يحيط نفسه بأشخاص إيجابيين وهؤلاء من يمكنهم مساعدتنا في رؤية الأمور بصورة أفضل بعيداً عن كل ما هو سلبي محيط بنا.

يجدر الإشارة كذلك إلى ضرورة أن يتعلم الشخص ممن حوله مهما كانت الحياة مؤلمة وضاغطة حتى نصل لمرحلة التغيير الإيجابي الذي يدفعنا للوصول إلى الأهداف التي نسموا لها ونحقق بها ذواتنا.

ما هي أكثر العوامل الضاغطة للإنسان للوصول لأهدافه في بيئة العمل؟

من أهم العوامل الضاغطة للإنسان والتي تمنعه من الوصول لأهدافه في بيئة العمل حسب الدراسات هي عدم إشراكه في القرارات المهنية في داخل المؤسسة التي ينتمي إليها وظيفياً، هذا إلى جانب الضبابية وعدم تفويضه وإعطائه حرية التصرف مما يجعله لا يشعر بالانتماء لبيئة العمل التي ينتمي إليها، لذلك من أهم محفزات بيئة العمل ما نسميه بالاستحواذ على القلب من جانب المنظمة أو المؤسسة أو الشركة التي يستوجب عليها تحريك قلوب ومشاعر موظفيها حتى يقدموا أفضل ما لديهم وذلك عكس ما كنا نراه قديماً في الآراء التي تُظهر الموظف على أنه آلة فحسب، ولكن الآن عندما لا يرى الموظف أنه ضمن بيئة عمل مليئة بالمشاعر والأحاسيس الإيجابية فإنه يتحول لموظف يعاني من الاكتئاب أو من التحرق الوظيفي لأنه يشعر بانه لا يُقدر عطاؤه داخل المؤسسة التي يعمل بها.

كيف يمكننا معرفة ما إذا كان علينا الانفصال عن مؤسسة العمل من عدمه؟

نذكرها صراحةً أمام أي موظف أو عامل، إما أن تتغير من داخلك أو أن تترك العمل أو المؤسسة التي تعمل بها وذلك حين تصل إلى بعض النتائج منها عدم تحقيق ذاتك أو رغباتك أو أهدافك التي تسموا إليها دون أن يكون هنالك نوع من الإبداع في بيئة العمل التي تنتمي إليها ولا ترى لك أي أثر أو قيمة أو بصمة داخل هذه البيئة، حينها ستشعر بأن هذا المكان ليس مكانك ويأتي الوقت لتغير هذا المكان وتتركه على الفور وهذا لا يعيب الموظف بأي شكل من الأشكال لأن هناك العديد من الدراسات التي تفيد بأن انتقال الموظف من بيئة عمل إلى بيئة أخرى قادر فيها على الإنتاج بصورة أفضل يساعده على الوصول إلى أهدافه وذلك بعد التفكير لمدة 24 ساعة في هذا القرار لمعرفة ما إذا كان قرار البقاء داخل المؤسسة من عدمه هو القرار الأصوب أو الأمثل لترك المؤسسة أم لا لأن ترك العمل قد يكون الفرصة الجديدة التي نولد بها من جديد في هذا العالم لأنه مع أكبر المخاطر قد تأتي معها أعظم الخطوات والإنجازات التي نضيفها لأنفسنا وسيرتنا ونكون أشخاص ناجحين وغير عاديين في حياتنا.

أضف تعليق

error: