تجربتي مع الحب والزواج

الحب والزواج

اسمحوا لي أن أتحدث عن تجربتي الشخصية مع الحب والغرام والهيام والزواج. وأبدأ وأقول؛ بعد أن أتممت مرحلة الدراسة الجامعية حصلت على عمل بشركة حكومية بصفة عامل إنتاج على خطوط الإنتاج؛ وكنت فرح جدا بهذه الوظيفة حيث استلمت العمل ولله الحمد والشكر.

الحب الأول

وكان في هذه الشركة فتاة، كنت أعتبرها رائعة الجمال، بشعرها الغجري وفمها الساحر وعيناها الكبيرتين. وكنت معجبا بها وبجمالها، وكنت أتودد لها ولكن دون أن أظهر لها شيء.

ومرت الأيام وإذ بإدارة القسم نقلتني من مرحلتي إلى مرحلة عمل قرب مرحلة الفتاة المعجب بها، وهكذا تعرفت عليها ودار بيننا أحاديث كثيرة. وبعد فترة اعترفت لها بإعجابي بها، وبادلتني نفس الشعور.

وفي يوم من الأيام اقترحت أن اذهب برفقتها إلى متنزه في الريف، وقبلت؛ وأمضينا يومًا رائعا، كان بالفعل يوم جميل، كان مليء بالإثارة، فلمسة يدها تأخذني لعالم آخر.

بداية الشك

وعاد كل واحد لمنزله، وبينما أنا وحدي انتابني وتملكني شعور غريب وإحساس فظيع، وأخذ الشك يدخل إلى.. مثل ما خرجت معي يمكن أن تكون خرجت مع غيري! وبدأت قصة العذاب.

وفي صباح اليوم الثاني، اقتربت منها وطلبت أن ننهي هذه العلاقة؛ وفي نفس اليوم انتقلت هي لقسم آخر. وحسبت نفسي أني ارتحت ورحت أتقصى أخبارها وأسأل عنها وعن ماضيها، لا يوجد شيء محسوس؛ ولكن الأكثر نصحوني بالابتعاد عنها.

فأنا ملتزم دينيا وملتزم بإقامة الصلاة في المسجد بانتظام وهي بنت “سبور”؛ لكن ليس بشكل كبير.

وبعد مرور يومين طَلَبت رؤيتي وسألتني عن سبب هجري لها، وكنت لا أملك أي سبب سوى أنها قبلت دعوتي للذهاب للمنتزه.

ومَر أكثر من شهر وأنا لا أستطيع الابتعاد عنها، ولست قانع بعلاقتي بها. وأقوم بدراسة حركاتها وتفسير تصرفاتها والغوص داخل عقد كلامها؛ مرة المفتش، وتارة المحقق.

ودخلت دوامة من التفكير والعذاب، فلا أقبل أن أكون المغفل، ولا أريد أن أخسرها.

وازداد هذا الصراع بداخلي لدرجة كبيرة ولا أبالغ إذا قلت: إنني دخلت مرحلة الجنون، وحسابات لا أساس لها من الواقعية.

وبفضل الله تعالى وكرمه؛ لا أعرِف كيف أوصلتني هذه الأفكار الواقعية إلى أنها صادقة في قولها إنني “حبها الأول”.

مشروع زواج

ارتحت بهذه النتيجة وصدقتها، وعرضت عليها الزواج، وحددت موعد لزيارة أمي لخطبتها. والمفاجئة أن أمي لا تريد هذه الزوجة لي، بل تريد خطبة أهل!

وبعد معاناة قبلت بالذهاب، وقام والدي بإيصال أمي وأختي، وعند العودة من هذه الزيارة لم تقم أمي بطلب البنت، وذكرت عيوب غريبة عجيبة وقالت “هلاقيلك أحلا منها بمئة مرة ووو”.

أما أنا الوحيد لوالدي، فلم أستطع أن اترك حبيبتي ومعشوقتي، ولم أستطع إغضاب والدي! فكنت أقطع الوعود لحبي بالزواج وأساير أمي أنني ابتعدت عنها. وهكذا عشت أيام رائعة من شوق وهيام وحب مع حبي، وراحة رأس في البيت.

جواز صالونات

إلى أن قال الأهل: لقينا لك بنت الحلال، بنت جامعية حقوقية. وطلبوا أن أراها فقط؛ كانت جميلة هادئة ووو.

وقعت في حيرة، وتحت ضغط الأهل؛ تزوجت من الحقوقية الشقراء، ولم أخبر حبي بما فعلت في وقتها، واستمرت علاقتي بحبيبتي.

أما زوجتي فكنت أحاول ألا أظلمها، وأن أكرمها. صدقوني؛ لم أزعجها بأي كلمة، وكنت حريصًا عليها وعلى مشاعرها.

وكانت المُفاجآت..

فكانت هذه الزوجة الحقوقية على قصة حب مع زميلها، وآخذة قرار الزواج مني بقصد الجكر والانتقام.. سبحان الله.

ومرت عِدة شهور، وإذ بزوجتي حامل؛ ومن الحمل انتابتها حالة غريبة.

فكرهتني بشكل فظيع، وأصبحت تريد الانفصال، وذهبت لبيت أهلها، وأسقطت الجنين، ورفع أبوها دعوى خلع؛ وبعد إقامة الدعوى واسقاط الجنين حاولت الاتصال بي، وكانت لاعبة تريد التسلية.

وكانت أمي شاهدة على تصرفاتها، فلانت قليلا؛ ومع الوقت، وبعد الإصرار ووقوف والدي بجانبي.

فلاش باك

ذهبت أمي لخطبة الحبيبة. علمًا بأنني طوال الفترة السابقة لم أقطع علاقتي بها ولا يوم، ولم أُخفي عليها شيء، حتى زواجي. ورغم معاناتها، كانت توصيني برضاء الوالدين.

ولله الحمد؛ بعد فترة جمعنا سقف واحد، وقام الأهل بزفها لي، وأقمنا معًا.

وكانت حريصة على إرضائي، والقيام بواجبات المنزل والعمل. وهكذا مرت الأيام وأصبح لديّ ثلاث أطفال؛ الأكبر عمره ١٢ عام، ولله الحمد.

وفي بعض الأحيان أحزن على الطفل الذي تم إسقاطه؛ لكني أخلص لنتيجة، أنه: لا تجامل أحدًا بمستقبلك، وارسمه كما تراه وتقتنع به؛ ولا تساير في مستقبلك حتى والديك، ولا تكلف نفسك ما لا قدرة لك عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top