كيف يؤثر الصيام على مرضى القلب والشرايين

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , مرضى القلب والشرايين , ضغط الدم
مرض القلب

تأثير الصيام على مرضى القلب والشرايين

عن تأثير الصيام على مرضى القلب والشرايين قال “د. جوني خوري” استشاري أمراض القلب والشرايين. الصيام له مناحي إيجابية على صحة البدن، فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “صوموا تصحوا”، ففعلًا يحقق الصيام صحة للبدن، حيث أن الإمتناع لفترة طويلة عن الأكل والشرب يجعل الجسم يستهلك من المخزون المتوافر لديه، هذا الإستهلاك عادة ما يُصاحبه نقص في الوزن، الأمر الذي يعود على صحة مرضى السكري والضغط بالإيجاب، كما يساعد الصيام في تقليل نسب الكوليسترول الضار في الجسم، وبالتالي تفادي الإصابة بالجلطات، وهذا هو التأثير الإيجابي على شرايين القلب التاجية.

أما الآثار السلبية للصيام على مرضى القلب والشرايين فتتوقف على الطبيعة الصحية لكل حالة على حده، لذلك يفضل إستشارة الطبيب قبل رمضان بأسبوع على الأقل، للوقوف على معطيات الحالة الصحية للمريض، وتبين إمكانية الصوم، وإعطاء النصائح الطبية لكيفية الصوم، وتوزيع الجرعات الدوائية على فترة الإفطار، وهذه أمور تختلف من حالة إلى أخرى.

والحالات التي تعاني من إرتفاع شديد في ضغط الدم (تقريبا 170/110) مع عدم الإنتظام يفضل عدم صيام مرضى القلب والشرايين بالأساس، لحين التمكن من ضبط الضغط عند معدلات 140 أو أقل لضغط الإنقباض، و 90 أو أقل لضغط الإنبساط. كذلك المصابون بجلطات حديثة لا يفضل صيامهم على الإطلاق، لأنهم يحتاجون لشرب كميات كبيرة من الماء للمساعدة في خروج المادة العلاجية للقسطرة القلبية من الجسم.

والجدير بالذكر أن الأدوية الحديثة تتميز بأنها طويلة المفعول، حيث يمكن إستمرار مفعولها لـ 24 ساعة، وبالتالي عدم حاجة المريض لتناول عدد كبير من الجرعات في اليوم، وبالتالي قدرة الغالبية من مرضى القلب والشرايين على الصيام.

ما أبرز المعتقدات الخاطئة المتعلقة بمرض ضغط الدم مع الصيام؟

إجمالًا يمكن القول أن التهاون في مراجعة الطبيب قبل الشروع في الصيام من الأخطاء الشائعة عند كثير من المرضى.

كيف تؤثر قلة شرب الماء في رمضان على مرضى القلب والشرايين؟

أوضح “د. خوري” علاقة الماء بمرضى القلب والشرايين علاقة فردية، لأنها تختلف من حالة إلى أخرى، فالحالات المستقرة لا تحتاج كميات إضافية من الماء عن الفرد الطبيعي، وإجمالًا يجب على جميع الناس تعويض الفاقد من السوائل خلال الصيام بشرب كميات وفيرة من الماء في الفترة من المغرب إلى السحور، مع تجنب الإكثار من العصائر ذات السكريات العالية.

ما أبرز النصائح لمرضى القلب والشرايين في رمضان؟

بشكل عام يُنصح مرضى القلب والشرايين بالإكثار من تناول الخضروات والفواكهة في رمضان، وتجنب أو التقليل من تناول الحلويات والدهون، وكذلك الأطعمة الغنية بالأملاح، لأن ملح الطعام له خطورته على المصابين بضعف عضلة القلب وضغط الدم ومرضى الكوليسترول.

كذلك يُنصحون مرضى القلب والشرايين بعدم تناول وجبة الإفطار دفعة واحدة بكميات كبيرة، بل لابد من تقسيم وتوزيع الوجبة بأخذ فترة إستراحة لصلاة التروايح ثم التكملة بعدها.

ويُنصحون مرضى القلب والشرايين أيضاً بعدم تناول كميات كبيرة من الطعام، خاصة مع المصابين بأمراض الشريان التاجي وإنحباس الدم عن عضلة القلب، لأن الكميات الكبيرة من الطعام في المعدة تجعل الدم يتجه مباشرة إليها، وبالتالي تقل كميته في عضلة القلب، فضلًا عن إصابتهم في الأساس بتصلب وتضيق للشرايين، مما يؤدي إلى حدوث الذبحة الصدرية المفاجأة والجلطات القلبية.

متى يتوجب على مرضى القلب والشرايين الإفطار فورًا؟

يجب على مرضى ضغط الدم المداومة على قياس الضغط كل يوم في رمضان بعد الظهيرة، فإذا وجد إنخفاض أو إرتفاع مفاجيء للضغط يجب عليه الإفطار وتناول الدواء وتناول السوائل فورًا.

في العادة يُنصح أصحاب الأمراض المزمنة بعدم بذل مجهود بدني من بعد الظهر إلى المغرب، لكن إن حدث وشعر المريض بثقل في الصدر وحُرقة مع ضيق في التنفس عليه الإتجاه للمستشفى فورًا لأخذ الجرعة العلاجية والإفطار، وعدم تأجيل ذلك لما بعد المغرب.

كذلك إذا شعر مريض القلب بالدِوار الشديد والوهن والإجهاد مع تنميل وصعوبة في حركة الأطراف، عليه الإفطار فورًا والذهاب إلى المستشفى لأخذ الجرعة العلاجية فورًا.

كيف يؤدي الأصحاء شعيرة الصيام مع المحافظة على القلب؟

أردف “د. خوري” تتعدد النصائح المتعلقة بالقلب وأمراضه للأشخاص الأصحاء في رمضان وفي غيره من الشهور، وأبرز هذه النصائح بشكل عام:
تجنب التدخين، ويعتبر شهر رمضان الكريم فرصة ذهبية للمدخنين للإقلاع عن هذه العادة السيئة.

الإهتمام بالناحية الغذائية وتقليل كميات الطعام في شهر رمضان، ويعتبر الشهر الكريم أيضًا فرصة ذهبية لإنقاص الوزن والتخلص من السمنة وما يصاحبها من أمراض مزمنة وحادة.

ما أبرز الأمراض التي تستدعي عدم الصيام بعيدًا عن أمراض القلب؟

تابع “د. خوري” تعتبر أمراض الكُلى الحادة والمزمنة من الأمراض التي تستوجب الإفطار، فوظيفة الكُلى القيام بالترشيح والتصفية للسموم الموجودة داخل الجسم وإخراجها خارجه، فأي خلل في هذا الدور الوظيفي لإعتلال الكُلى يتطلب تناول كميات كبيرة من الماء وبشكل مستمر طوال اليوم، وبالتالي عدم قدرتهم على الصيام. كذلك مرضى السكري المعالجون بأكثر من ثلاثة جرعات أنسولين يوميًا لا يُحبذ لهم الصيام.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: