بيوت في الهواء.. آلاف المصريون يعيشون في عشش أسفل الصخور المتحركة ويتوقعون الموت في أية لحظة

تمت الكتابة بواسطة:

بيوت في الهواء.. آلاف المصريون يعيشون في عشش أسفل الصخور المتحركة ويتوقعون الموت في أية لحظة

تخيل أن في مصر مواطنين يتركون منازلهم في الصباح.. ولا يعرفون إذا كانوا سيعودون اليها فيجدوها أم يجدوا أطلالها لا بفعل زلزال أو جرافة وإنما بسبب صخرة ضخمة تحركت تجاهها فحطمتها! هذا المشهد ليس من نسج الخيال وإنما تعيشه بالفعل الكثير من المناطق في أعلي مدينة الدويقة التابعة لمنشية ناصر والتي تبعد عن القاهرة مسافة 20 دقيقة فقط.. فهناك عشرات الآلاف من البشر الذين يعيشون وسط الأحجار والصخور المتحركة التي تهدد بمحو المنازل والعشش التي تؤويهم.

والسطور التالية تنقل معاناة هؤلاء البسطاء وأحلامهم بمجرد شقة ولو غرفة واحدة على الأرض.. وأيضا الرعب الذي يعيشونه من مجرد فأر صغير بإمكانه تحريك الصخور الضخمة لتقع على رءوسهم في أي وقت.

يقول محمد ر – 35 سنة – سائق: أعيش أنا وأسرتي حياة مهددة بالموت في أية لحظة.. فالغرفة البسيطة التي تؤوينا تقع وسط مجموعة من الصخور والأحجار الثقيلة ومجرد سقوط حجر واحد منها يعني تدمير منزلنا، مثلما حدث تماما مع جيراني حيث سقطت العشش التي كانت تحميهم بسبب جريان الأحجار وتفتت بعض الصخور أسفل المنازل. والكارثة أن أغلب البيوت هنا بها شقوق ومعرضة للسقوط في أي وقت على من فيها!

ويضيف أشرف م – 32 سنة عامل: نقوم بوضع أحجار صغيرة أسفل الصخور حتى نمنعها من السقوط ولكن تخيل لو حدث زلزال فإن الآلاف من سكان المنطقة معرضون لكارثة إنسانية.

أما محمد ش 25 سنة. عامل: فيقول ذهبت إلى عملي في الصباح الباكر وعندما عدت آخر المساء لم أجد المنزل! حيث تحطمت جدرانه لأنه أعلي إحدي الصخور بسبب أعمال الحفر المستمرة أسفلنا لشق أحد الطرق المؤدية إلى القطامية.. وعندما رأيت منظر البيت جلست أتحسر ولكني سارعت ببنائه أنا وزوجتي التي تزوجتها منذ أيام قليلة وكان من سوء حظها أن سقط عليها عش الزوجية!

وتقول منار م أولى اعدادي: خلف منزلنا حجر كبير لو سقط فإنه سيدمرنا ويقتل أبي وأمي وإخوتي وفي الليل أنام وأنا خائفة وأحلم بكوابيس كثيرة.

ويقول سالم ع 45 سنة، عامل: الحياة وسط الجبال قاسية جدا قد نتحملها ولكن المشكلة أننا نخاف على أبنائنا الصغار من الحيات والثعابين التي تسكن بيوتنا وعششنا في التصدعات والشقوق الموجودة بها وكثيرا ما حدثت حالات تسمم بسببها ومن جانب آخر فأنا لن أبالغ إذا قلت إنني أخشي من الفأر الذي يحفر لنفسه جحرا أسفل البيت فمن الممكن أن يؤدي ذلك لسقوطه لأن منازلنا هشة جدا.

ويذكر أحمد م 36 سنة – موزع أنابيب بوتاجاز: نعيش لحظات من الخوف والقلق في أوقات الرياح والأمطار التي من الممكن أن تحرك الصخور والأحجار وتزيل أسقف المنازل بل وقد تؤدي إلى اقتلاع عشة بأكملها من فوق احدي الهضاب. ومن جانب آخر فنحن – سكان المنطقة – نخاف على أطفالنا من اللعب وسط الأحجار فربما يسقط أحدها عليهم.

ويضيف سالم ع: سباك 35 سنة: الطرق الرئيسية في المكان الذي نعيش فيه غير ممهدة وضيقة جدا وقد حدثت انهيارات كبيرة في جوانبها مما أدي لسقوط عدد من السيارات أسفل الجبال آخرها منذ عدة أيام سيارة كانت تحمل المياه!

أما محمد ع. عامل 36 سنة: فيقول شعر بعض الأهالي أن بيوتهم آيلة للسقوط في أية لحظة بسبب الشقوق من ضغط الصخور عليها عندما تتحرك نحوها وقد حدث ذلك حيث سقطت المنازل واضطر الأهالي للبحث عن أماكن جديدة تؤويهم والمشكلة أنهم فقراء جدا فأغلب أهالي المنطقة عمال وحرفيون بسطاء يسكنون العشش أو الغرف البسيطة.

ويضيف ر أ 55 سنة: نحلم بمسكن ملائم أو شقة معقولة تليق بآدميتنا.. وتجعلني أذهب إلى العمل وأنا مطمئن إلى أنني سأعود وأجدها في مكانها، كما أحلم بكوب مياه نقي بدلا من المياه السيئة التي نشتريها يوميا من السيارات المارة كما نشتري أنابيب الغاز. فتخيل أنني أنفق من جيبي 5 جنيهات يوميا مقابل شراء جراكن مياه.

ويقول عمر ع ح: أعيش أنا وأسرتي الثمانية في غرفة واحدة بلا ماء ولا كهرباء ولا أي شيء ممكن يدل على الحياة. فنحن نعيش حياة قاسية تماما، والغريب أن هذه الحياة الصعبة توجد على مسافة 20 دقيقة فقط من قلب القاهرة!

تحقيق: محمد شعبان

وهنا المزيد من التحقيقات:


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: