بحر المتقارب هو بحر من البحور الشعرية الصافية، وسنتناوله تفصيلاً في هذا المقال، سنُحدثكم عن نبذة عن بحر المتقارب ثم تفعيلاته ومفتاحه و استعمالاته مع الأمثلة، فتابعونا.
نبذة عن بحر المتقارب
بحر المتقارب هو بحر من البحور الصافية أحادي التفعيلة، ويرتكز بناؤه على تكرار تفعيلة فعولن ثمانِ مرات. ومن أبيات بحر المتقارب ما يلي.
تَوَقّتْكَ سِرّاً وزارَتْ جِهارا … وهلْ تَطْلُعُ الشمسُ إلاّ نهارا
كأنّ الغَمَامَ لها عاشِقٌ … يُسايِرُ هَوْدَجَها أيْنِ سارا
وبالأرض من حُبّها صُفرَةٌ … فما تُنْبِتُ الأرضُ إلاّ بَهارا
مفتاح بحر المتقارب
عن المتقارب قال الخليلُ … فعولُن فعولُن فعولُن فعولُ.
استعمالات المتقارب
إما أن يستعمل بحر المتقارب تاماً، وذلك بتكرار تفعيلة فعولن ثمانِ مرات في البيت.
أو يُستعمل مجزوءاً، وذلك بتكرار تفعيلة فعولن ست مرات في البيت.
بحر المتقارب التام
صيغة بحر المتقارب التام تكون على النحو التالي:
فعولن فعولن فعولن فعولن … فعولن فعولن فعولن فعولن
مثال على بحر المتقارب التام:
تَــوَقّــتْــكَ سِـرّاً وزارَتْ جِهـارا … وهـلْ تَـطْلُعُ الشمسُ إلاّ نهارا
التقطيع والرموز:
تَــوَقّــتْــكَ سِـرّاً وزارَتْ جِهـارا
توققتـ / ك سررن / وزارت / جهارا
//ه/ //ه/ه //ه/ه //ه/ه
فعولن فعولن فعولن فعولن
وهـلْ تَـطْلُعُ الشمسُ إلاّ نهارا
وهل تط / لعششمـ / سُ إل لا / نهارا
//ه/ //ه/ه //ه/ه //ه/ه
فعولن فعولن فعولن فعولن
وهذا مثال جاءت فيه التفعيلات سالمة بعروض وضرب صحيحين أي لم يدخل عليها أي زحاف أو علة.
مثال على بحر المتقارب التام دخل عليه زحاف وعلل:
نَجا وَتَماثَلَ رُبّانُها … وَدَقَّ البَشائِرَ رُكبانُها
التقطيع والرموز:
نَجا وَتَماثَلَ رُبّانُها
نجا وَ / تماثـ / ـل رببا / نها
//ه/ه //ه/ //ه/ه //ه
فعولُ فعولُ فعولن فعو
وَدَقَّ البَشائِرَ رُكبانُها
ودقق لـ / بشائـ / ـر ركبا / نها
//ه/ه //ه/ //ه/ه //ه
فعولن فعولُ فعولن فعو
لابد أنكم لاحظتم تغييراً حدث في حشو البيت وفي عروضه وضربه، فعولُ وفعولُ في حشو البيت الأول، وأيضاً في التفعيلة الثانية في الشطر الثاني.
فقد دخل زحاف القبض على التفعيلة الأولى والثانية في حشو البيت الأول وكذا الحال بالنسبة للتفعيلة الثانية في الشطر الثاني.
وزحاف القبض هو سقوط الحرف الخامس الساكن من التفعيلة، والخامس الساكن هنا هو النون لذا تتحول فعولن إلى فعولُ بسقوط النون.
كما أن عروض البيت وضربه قد جاءا محذوفين أيضاً، فقد دخلت علة الحذف، وتعني سقوط السبب الخفيف الأخير من التفعيلة وهو هنا (اللام والنون)، وبسقوط هذا السبب تتحول (فعولن) إلى (فعول).
مثال آخر على بحر المتقارب التام تابعوا معنا هذا البيت:
فَما لَكَ تَقبَلُ زورَ الكَلامِ … وَقَدرُ الشَهادَةِ قَدرُ الشُهودِ
التقطيع والرموز:
فَما لَكَ تَقبَلُ زورَ الكَلامِ
فمال / ـك تقبـ / لُ زور لـ / كلامي
//ه/ //ه/ //ه/ه //ه ه
فعولُ فعولُ فعولن فعولْ
وَقَدرُ الشَهادَةِ قَدرُ الشُهودِ
وقدر شـ / شهادة / ة قدر شـ / شهودي
//ه/ه //ه/ //ه/ه //ه ه
فعولن فعولُ فعولن فعولْ
نُلاحظ هنا أن العروض تامة صحيحة والضرب جاء بصيغة فعولْ أي بإسكان اللام، لأنه دخلت علة القصر؛ وتعني سقوط آخر السبب الخفيف الأخير من التفعيلة وتسكين ما قبله، لذا تتحول (فعولن) إلى (فعول).
مثالاً آخر:
مُعاذٌ ملاذٌ لزُوّادِه … ولا جارَ أكرَمُ من جارِهِ
التقطيع والرموز:
مُعاذٌ ملاذٌ لزُوّادِه
معاذن / ملاذن / لزووا / رهي
//ه/ه //ه/ه //ه/ه //ه
فعولن فعولن فعولن فعو
ولا جارَ أكرَمُ من جارِهِ
ولا جا / ر أكر / مَ من جا / ره
//ه/ه //ه/ //ه/ه /ه
فعولن فعولُ فعولن فع
وهنا نُلاحظ كذلك أن العروض جاءت تامة صحيحة والضرب جاء أبتراً، والبتر علة ناتجة من اجتماعِ علة الحذف وعلة القطع.
وعلة الحذف تعني حذف السبب الخفيف من (فعولن) فتصير (فعو)، ثم تدخل علة القطع وتعني سقوط آخر الوتد المجموع وتسكين ما قبله.
وهنا أيضًا درس: تفعيلات بحر الرجز السليمة وغير السليمة «مع أبيات مقطعة»
بحر المتقارب المجزوء
كما أخبرنا سابقاً، يرتكز بناء المتقارب المجزوء على تكرار تفعيلة فعولن ست مرات في كل بيت.
مثال على بحر المتقارب المجزوء:
وَكَم لي عَلى بَلدَةٍ … بُكاءٌ وَمُستَعبَرُ
التقطيع والرموز:
وَكَم لي عَلى بَلدَةٍ
وكم لي / على بلـ / دتي
//ه/ه //ه/ه //ه
فعولن فعولن فعو
بُكاءٌ وَمُستَعبَرُ
بكاؤن / ومستعـ / برو
//ه/ه //ه/ه //ه
فعولن فعولن فعو
نُلاحظ في هذا المثال أن عروضه وضربه جاءا محذوفان، وأما تفعيلات الحشو في الشطرين فقد جاءت سالمة.
بصفة عامة فإن المتقارب يدخل عليه زحاف واحد هو القبض، وتدخل عليه ثلاثة علل هُن؛ الحذف والقصر والبئر.
تحنن علي هداك المليك
فعولن فعولن فعولن فعولن