النساء أكثر عرضة للإكتئاب والرجال أكثر عرضة للإنتحار

الاكتئاب ، صورة، رجل
الاكتئاب – ارشيفية

ما هي الأعراض التي تشخص طبياً بأن الشخص مصاب بالإكتئاب؟

يوضح “د. أسامة النعيمي” استشاري الطب النفسي:
بداية لابد من التفريق بين عرض الإكتئاب ومرض الإكتئاب:
– عرض الإكتئاب: هو أن يشعر الشخص بين فترة والثانية بإنخفاض المزاج، الشعور بالحزن البسيط نظراً لظروف يمر بها هذا الشخص مثل فقدان شخص عزيز عليه، لكن إذا استمر هذا الحزن لفترة قد تزيد عن إسبوعين وترافق معه أشياء أخرى مثل فقدان الدافعية، فقدان الرغبة، عدم الرغبة في التواصل مع الآخرين، الإنعزالية، إضطراب النوم، إضطراب الوزن، فقدان الرغبات الحميمية، الآلام في الجسم. هنا يحدث الإكتئاب الأكبر أو متلازمة الإكتئاب الأكبر.
الإكتئاب وحده كعرض يوجد في أكثر من مرض نفسي، ويوجد بطريقة طبيعية، لكن الإكتئاب المتكامل يكون مرض مقعد. وتكون أعراضه السابق ذكرها.

بعض الأشخاص عندما يشعرون بتقلب في المزاج يلجأون إلى السفر وتغيير مكان حتى يشعرون براحة واستجمام، فهل ننصح هذا الشخص بمراجعة الطبيب وليس هذه التغييرات الطارئة ؟
يوضح “د. النعيمي” أسهل طريقة لتحديد حاجة الإنسان إلى العلاج هي إذا كان أثر على وظائفه كإنسان (وظيفته كأب أو أم، زوج أو زوجة، وظيفته كصديق، وظيفته للإنسانية، الإنعزالية، عدم الرغبة في التواجد في الأماكن التي كان يشعر فيها بالسعادة) هنا لابد من طلب المساعدة وليس مجرد الحزن، فكثيراً من الناس يستطيعون التعامل مع الحزن، القدرة على مواجهته. الأطباء النفسيين لا يعرضون طالبين الخدمة إلى المعالجات النفسية، إذا كان الإكتئاب من النوع البسيط أو المتوسط، لكن عندما تصل الأمور إلى أن هذا الإنسان فقد الإهتمام حتى بالأشياء التي يجدها (الضرورية بحياته)، أصبح لا يذهب إلى العمل، لا يهتم بأسرته وأولاده، وزنه أصبح شيء ثانوي بالنسبة لطبيعة أكله، مراقبته لأدوية لأمراضه الأخرى صارت في الحد الأدنى، حتى وجود أفكار إنتحارية. هنا وفي هذه الحالة لابد من العلاج.

هل تتطور هذه الأعراض بشكل أسوأ فيما بعد حتى وإن استطاع الشخص أن يخرج نفسه من هذا الإكتئاب وهذه الأعراض ؟
يقول “د. النعيمي” في لقائه بقناة العربية: بعض البشر يستطيع بسبب قوة شخصيته أو بسبب وجود دعم إجتماعي أو وجود أهداف أكبر في حياته. يستطيع أن يجبأها (أن يقنّعها)، يضعها في مرتبة ثانية لكن وجودها متوفر دائماً، في حال توفر أي ظروف إضافية مثلاً تعرض لحادث إضافي، فقد وظيفته، حدث طلاق، لا تظهر فقط بل وتسيطر عليه وتغرقه غرقاً كاملاً بحيث لا يستطيع حتى التفكير بأنه يحاول أن يطبق نفس الآليات والطرق العلاجية التي حاول أن يجربها على نفسه ونجحت معه بالمرة الأولى.

هل الإكتئاب حالة مؤقتة ؟

يقول “د. النعيمي” الإكتئاب مرض طويل الأمد، قد يصل إلى مرحلة الألم المزمن، وخصوصاً إذا اعتمدنا فقط على العلاجات التقليدية.

كثيراً من الناس يخافون الأدوية المضادة للإكتئاب بأنها تسبب إدمان مثلاً. هل هذه الأدوية حقاً تسبب الإدمان، وما هي الأنواع التي يجب إستخدامها ؟
وتابع “د. النعيمي” لا يوجد أي دواء من أدوية الإكتئاب يسبب الإدمان. من يقول ذلك لم يستخدم دواء لعلاج الإكتئاب بل استخدم مهدئات قد تؤدي إلى الإدمان، وتعود عليها فسببت له راحة من ناحية القلق وليس الإكتئاب. أو انه أعطي علاجات بطريقة أدني من الجرعة العلاجية، لذلك اضطر أن يستمر فيها لفترات طويلة لأن الأعراض لم تختفي نهائياً، أو أن التشخيص من البداية كان غير دقيق وغير متكافئ، فجعل المريض يأخذ أدوية مختلفة جداً، فأحس المريض أنه معتمد على هذه الأدوية للقيام بفاعليته الحيوية. هذه الأدوية يمكن أن تصل بالإنسان إلى بر الأمان ويمكن أن تصل به إلى التهلكة، المشكلة ليست في استخدام الدواء بل بأخذه بطريقة خطأ، أو بدون إشراف، أو تساهل بعض المعالجين بإعطائه بطريقة مفرطة، هو من يصل بالأمر إلى هذه الطريقة. هذه ليست علاجات للإكتئاب بل مهدئات للقلق فقط.

إلى أي مدى قد تغني العلاجات النفسية الأخرى مثل ممارسة اليوجا أو محاولة الخروج من هذا المزاج، مرضى الإكتئاب عن إستشارة الطبيب، أو اللجوء إلى أدوية الإكتئاب، من الناحية الطبية ؟
يوضح “د. النعيمي” في حال وجود كتب مساعدة في تعليم الشخص القدرة على التعامل مع الأعراض الإكتئابية فهذا من حسن حظ الشخص أن يكون عنده القدرة أصلاً للبدء بقراءة هذا الكتاب ثم لتطبيق المحتوي ولذلك لم ينحج هذا إلا مع الإكتئاب البسيط. أما من يشخص على أنه إكتئاب أكبر استفادتهم بالبرامج الموجودة في الكتب قد تكون محدودة جداً، بالرغم من وجود بعض الشخصيات التي تخرج نفسها من الإكتئاب، وهناك أشخاص لا يحتاجون إلى علاجات دوائية نهائياً.

إلى أي مدى تنجح الجلسات العلاجية مع مرضى الإكتئاب ؟

يشرح “د. النعيمي” أن هذه الجلسات أساسية وليست اختيارية، فلم يظلوا طوال العمر يأخذون أدوية كيميائية تلعب في كيمياء الدماغ، بل ننصح بالعلاج السلوكي المعرفي حتى يتم توجيه الإنسان إلى مكامن الخطأ، نساعد على التغلب على النقاط التي سببت الإكتئاب، فالإنسان المريض بالإكتئاب ليس مسلوب الإرادة، ويعرف الصح من الخطأ، بل سبب حدوث الإكتئاب عنده هو تدفق المشاعر السلبية التي حدثت عنده. إذا استطعنا أن نوجهه إلى معالج نفسي أو معالجة نفسية خلصنا من هذا. وغالباً تكون المرأة هي أكثر ضحية للإكتئاب والرجل أكثر ضحية للإنتحار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top