المشاكل النفسية التي تستدعي الذهاب للطبيب النفسي وكيف يمكن علاجها

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , رجل مريض , طبيب , المشاكل النفسية , الاكتئاب

دائماً ما نهتم بأعراض الأمراض الجسدية فنلجأ فوراً للطبيب دون أن ندرك أن النفس كالجسد تماماً قد يصيبها بعض الخلل وتحتاج إلى العلاج، ولكن الطب النفسي في ثقافة مجتمعاتنا يحتوي على العديد من التحفظات، لذا يعتبر الوعي بخصوص الصحة النفسية أمر هام، فمتى يحتاج الشخص إلى رؤية الطبيب النفسي؟ وما هي طرق علاج المشاكل النفسية التي قد تواجهنا؟

متى يمكننا اللجوء للطبيب النفسي للعلاج؟

يرى الدكتور حسين عمر ” استشاري الطب النفسي ” أن هناك بشكل مؤسف وصمة محاطة بالطب النفسي وهذا يرجع لمئات وآلاف السنين لأن الطب النفسي من قبل كان يعتمد على السحر والشعوذة والدجل والأرواح الملتبسة وهو ما جعل العديد من الأشخاص حتى الآن يخشى العلاج بالطب النفسي.

على الجانب الآخر نقول بأن المشاكل النفسية ليست أمراض بالشكل المخيف الذي يراه الناس كما أنه لا يتم تشخيصها بنفس طريقة تشخيص الأمراض الجسدية الأخرى عبر أشعة أو تحليل معين وإنما تتم عن طريق فحص إكلينيكي للمريض ومن ثم يمكننا التعرف على المشكلة التي يعاني منها الشخص ثم البدء في علاجها بشكل فوري.

بالإضافة إلى ذلك، هناك نوعان من المشاكل النفسية أولهما التي يشعر ويحس ويشكوا منها الشخص كشعوره بتقلب المزاج والتوتر والأرق وبعض الأعراض الأخرى، بينما النوع الثاني من المشاكل النفسية فهي التي تصيب الشخص ولكنه لا يدرك ولا يكون لديه بصيرة ليدرك بها أنه يعاني من مشكلة نفسية ويحتاج فيها لشخص آخر لمساعدته، وهؤلاء الأشخاص يقاومون أكثر فكرة ذهابهم للطبيب النفسي للعلاج لأنهم لا يعوون خطورة هذه المشكلة من الأساس – وفق ما ذكره الاستشاري.

على سبيل المثال، هناك من يعاني من نوع معين من الاضطرابات الشخصية ومن ثم فإن النوع الثاني من مرضى الأمراض النفسية يجعل من حياة من حوله جحيماً ولكن المريض في هذه الحالة يرى نفسه بحالة جيدة وليس هناك مدعاة للمتابعة مع الطبيب النفسي على الرغم من أنه في حقيقة الأمر يعاني من مشاكل نفسية عدة تجعل علاقاته سيئة مع الأخرين.

ما هي نوعية الاضطرابات النفسية التي يعاني منها المريض النفسي؟

هناك اضطرابين بشكل خاص يصاب بهما العديد من الأشخاص وهي أن بعض الأشخاص يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية وهؤلاء يرون أنفسهم أعلى من الغير وتكثر عندهم فكرة الأنا وينظرون إلى الناس نظرة دونية واحتقار بصورة دائمة كما أنهم يرون أنهم يستحقون ويتفهمون كل شيء من حولهم ولا يقبلون أي نوع من الانتقاد وليس لديهم أي نوع من أنواع التعاطف مع الآخرين كما أنهم يقومون باستغلال الغير، وهؤلاء للأسف هم أكثر الفئات تعباً للغير لأنهم لا يملكون أي بصيرة ولهم شر منتشر تجاه الآخرين.

تابع ” عمر “: أما النوع الثاني فهي الشخصية السيكوباتية وهي ما تمثل الشخص المجرم الذي يقوم بضرب وتكسير وخرق القانون ويرى أنه بهذا الفعل لم يؤذِ أحداً ولكنه كذلك يلقي باللوم على الآخرين جراء هذه الأفعال التي قام بها، وهذه الأنواع من الاضطرابات الشخصية تسبب مشاكل للغير ومن الصعب علاج مرضى هذا النوع من الاضطرابات نظراً لأن علاجهم يعتمد على العلاج السلوكي المعرفي عن طريق الكلام ويصعب عليهم الاعتراف بوجود مشكلة نفسية وشخصية يعانون منها وليس لديهم فكرة بأنهم بحاجة ملحة للعلاج.

كيف يمكن علاج الاضطرابات الشخصية والنفسية عند الإنسان؟

هناك بعض المعلومات الخاطئة المحاطة بالأدوية النفسية كأدوية الاكتئاب وأدوية القلق حيث أن الكثير من الناس يعتقد أن هذه الأدوية تسبب الإدمان والنوم الدائم والتعب على الرغم من أن هناك العديد من الأشخاص ممن يأخذون أدوية مضادات الاكتئاب والتوتر ويعيشون حياتهم بصورة طبيعية لأن مضادات الاكتئاب هي ما تجعلهم يذهبون لعملهم في نشاط مستمر دون أن يتعرضوا لأي أعراض جانبية خطيرة مع مراعاة أنه ليس الجميع بحاجة إلى هذه الأدوية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض المشاكل النفسية التي يمكن علاجها ببعض العلاجات الدوائية لفترة معينة تصل أقصاها إلى 6 أشهر أو سنة ثم عن طريق جلسات العلاج السلوكي المعرفي يمكننا إيقاف أخذ هذه الأدوية، لذلك يمكننا القول أن هناك نسبة ضئيلة جداً من الأمراض النفسية التي تتطلب علاجاً دوائياً على المدى البعيد لكن الغالبية تأخذ علاج دوائي لفترة محدودة يليها علاج سلوكي معرفي عن طريقه يتم تغيير المريض لفكرته السلبية وبالتالي يمكنهم إيقاف الدواء بدون أي مشاكل.

يجدر الإشارة إلى أننا نحتاج بعض الوقت حتى ندخل في مرحلة التوتر والقلق النفسي وهذا الوقت يختلف من شخص لأخر كما أن ذلك يعتمد على أمرين هما الجينات الوراثية حيث هناك البعض ممن لديهم قابلية أكثر للتعرض للقلق والتوتر وغيرها.

على الجانب الآخر، قد تكون الظروف الاجتماعية المحيطة سبباً جلياً لتعرضنا لاضطرابات الشخصية كالمشاكل الاجتماعية والمادية والزوجية والعاطفية ومن ثم فإن التفاعل بين العوامل الوراثية والظروف الاجتماعية هي ما تحدد مدى إمكانية وسرعة تعرضنا للأمراض أو المشاكل النفسية.

وأخيراً، يمكن علاج الطبيب النفسي والاستفادة من العلاج بدون أخذ أية أدوية لأن العلاج المعرفي السلوكي حينئذ يعتبر أكثر أهمية وجدوى للمريض خاصة على المدى البعيد.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: