المرأة العربية قديماً وحديثاً

المرأة العربية

وضع المرأة العربية بين التقاليد والحداثة

تقول الأستاذة في جامعة بن حمد خليفة الدكتورة “ريم مشعل”: أنه يوجد بشكل عام عدة أصناف من النساء في الوطن العربي؛ فالمرأة العربية في لبنان تختلف عن المرأة العربية في المملكة العربية السعودية، بل وتختلف المرأة العربية الغنية عن الفقيرة، والريفية عن تلك المرأة الموجودة في وسط المدينة، وبالتالي فتوجد عدة أشياء تقسم بين الأفراد في العالم العربي، ولا تشكل مستوى واحد للحياة أيضاً.

ويجب أن نذكر أن مشكلة المرأة العربية لا تقتصر فقط على التقاليد والعادات الاجتماعية، ولكن هناك مشاكل سياسية، اقتصادية، وقانونية، وهناك حوار ديني أيضاً يُسبب مشاكل أيضاً للمرأة العربية؛ حيث يعمل الحوار الديني على تهميش دور المرأة العربية بشكل كبير جداً.

وهناك نظرة دائمة للعادات والتقاليد الاجتماعية على أنها قيود للمرأة؛ فعلى سبيل المثال مسألة الشرف في المجتمع العربي، تصب بشكل كامل تقريباً على المرأة، مما يؤدي إلى تقييد حركة المرأة العربية بشكل كبير، ويحد ذلك أيضاً من فرصة تعليم وعمل المرأة، ومن ناحية أخرى هناك نظرة دائمة مغلوطة على أن كل ما تحمله لنا الحداثة هو فرصة لتحرر المرأة، فالحداثة أعطتنا بشكل كبير لغة المساواة والنسوية، وحقوق الإنسان، ولكنها في نفس الوقت تضم بعض السلبيات التي لا يمكن تجاهلها؛ حيث تعتبر الحداثة جزءًا من ثقافة الاستعمار، وبالتالي تم استعمالها كسلاح ضد الشعوب المستعمرة.

ومن أبرز الأمثلة التي يمكن أن توضح لنا ذلك كما ذكرت الدكتورة “ريم” أن “أوليفر كرومويل” الذي كان والياً لمصر في عهد الاستعمار البريطاني قال أن هدف الاستعمار هو تحرير المرأة المصرية، وفي نفس الوقت كان مُعارضاً لفكرة السماح للمرأة البريطانية للتصويت في الانتخابات.

ذلك بالإضافة إلى أن المرأة البريطانية، في ذلك الوقت تحديداً كانت تُحارب حتى تملك حق الملكية في المال أو في الأراضي، ولكن المرأة العربية في ذلك الوقت كانت تملك ذلك الحق تماما؛ لذلك فلابد وأن نقول أن المرأة العربية بشكل عام قد تكون مقيدة بسبب العادات والتقاليد، ولكنها لم تحرر بسبب الحداثة تماماً.

وبشكل عام فإن وضع المرأة العربية متحرك بشكل مستمر في المجتمع، ولكن يجب أن نكون على قدر من الوعي بالمفهوم الصحيح للحداثة، ولا نكون شعوباً مُقلدة لكل ما هو غربي كما قالت الدكتورة “مشعل” بدون تمييز ووعي.

أضف تعليق

error: