الكناية.. واختلافها باختلاف البيئات – شرح بالأمثلة

الكناية.. واختلافها باختلاف البيئات – شرح بالأمثلة

تتابعون معنا دروس البلاغة للصف الأول الثانوي؟ حسنًا، وصلنا –حالًا– لشرح درس الكناية، واختلافها باختلاف البيئات. فما رأيكم بالمُتابعة!

الكناية

هي لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الأصلي.

مثال:

فلان بيته مفتوح. كناية عن الكرم ← خيال.

أو يريد أن الباب مفتوح حقيقة لعدم وجود باب ← حقيقة.

أنواعها

عن صفة

أم يصرح بالموصوف وبالنسبة إليه ولا يصرح بالصفة المرادة.

“ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك” كناية عن طلب الكف عن الشح.

“ولا تبسطها كل البسط” كناية عن الكف.

قول النبي ﷺ «المؤمن يأكل في مِعيٍ واحد» ← كناية عن القناعة.. «والكافر يأكل في سبعة أمعاء» ← كناية عن النهم.

ويقول الشاعر:

شعث مفارقنا تغلي مراجلنا نأسو بأموالنا آثار أيدينا

(شعث مفارقنا) ← كناية عن صفة الجد والخشونة.

(تغلي مراحلنا) ← كناية عن صفة الكرم.

يقول الله ﷻ: (واستغشوا ثيابهم وأصروا) ← كناية عن إصرارهم رفض الدعوة.

عن موصوف

وضابطها أن يكون المكني عنه (مختفيا) ذاتاً.

شاهدت ملك الغابة ← كناية عن الأسد.

“وحملناه على ذات ألواح ودسر” ← كناية عن السفينة.

وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي ← كناية عن الفراعنة.

“يا ابنة اليم ما أبوك بخيل” ← كناية عن السفينة.

عن نسبة

أن يصرح بالموصوف والصفة ولا يصرح بالنسبة بينهما ولكن يذكر نسبة أخرى.

(الخيل معقود بنواصيها الخير) ترى أن الصفة نسبت إلى الخيل مصرح بها ولكنها لم تنسب إلى الخيل مباشرة بل نسب إلى شيء متصل بها وهو النواصي.

يقول أبو نواس في المديح:

فما جازه جود ولا حل دونه – ولكن يسير الجود حيث يسير

نرى في هذا الشاهد أن الصفة وهي الجود لم تنسب إلي الممدوح مباشرة بل نسبت إلى شيء متصل به وهو المكان الذي يسير فيه وهو كناية عن نسبة.

اختلاف الكناية باختلاف البيئات

تختلف الكناية باختلاف البيئات والعصور. فالكناية الجميلة في عصر قد لا تكون كذلك في عصر آخر أو بيئة أخرى، لأن الأديب يستمد صوره من بيئة والبيئات مختلفة. ومن ذلك “رفيع العماد” كناية عن الشرف والسيادة لأن ارتفاع عماد الخيمة، وعلوها من غيرها من الخيام اقترن بهذا المعنى في البداية. ومنه التعبير عن الكرم في البيئة الصحراوية.

“فلان جبان الكلب” لأن كلبه اعتاد كثرة الضيوف فالكلب لا يفعل شيئاً عندما يأتي ضيف.

“وفلان مهزول الفصيل” لأن العربي يذبح ناقته لضيفه ويترك فصيلها وهو ابنها الصغير فيصيبه الضعف لانقطاعه عن لبن الأم (أو كثير الرماد) من كثرة ما يوفد من نار للضيوف.

أما عن الكرم في البيئة الحضرية تكون الكناية عن الكرم بما يلي:

“فلان حجرة استقباله لا تغلق وبابه مفتوح دائماً”

واليوم تغير الزمان وأصبحت بعض الكنايات غير ملاءمة.

ويقولون عن الرحالة: “فلان لا يضع العصا علي عاتقه”.

والآن يقولون “فلان لا يفارقه جواز سفره”.

وكانوا يقولون عن طول الليل “ليل بطيء الكواكب”.

واليوم يقولون “إن عقارب الساعة لا تتحرك”.

وعن انقطاع المودة كان العربي يقول “قلب له ظهر المجن” وهو الترس وفي البيئة الباردة يقولون “رمي القفاز في وجهه” أو “تجمد الجليد بينهم”.

وعن الغني يقولون في عصر الرعي: “لا تعد قطعان بقرة”.

سر جمال الكناية: أنها تأتي بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم.

أضف تعليق

error: