الكسل البصري وأهمية العلاج المبكر

الكسل البصري ، صورة ، عيون
الكسل البصري

تعريف الكسل البصري: هو تأخر وتراجع نمو وتطور الجهاز البصري وتوقفه عند حد معين من الرؤية لا بتجاوزه دون أن يكون هنالك خللا عضويا في العين أو العصب البصري فلا يتحسن المريض بالنظارة ولا بغيرها ويكون غالبا في عين واحدة دون الأخرى ونادرا ما يكون في كلتا العينين.

الأسباب: وهنالك أسباب كثيرة للكسل البصري أهمها:

1- الحول: يكون الحول سبباً في الكسل البصري عندما يصل الدماغ صورتان صورة من العين المستقيمة (السليمة) وصورة أخرى من العين المنحرفة (غير السليمة) فيبدأ الدماغ بإهمال الصورة من العين المنحرفة شيئاً فشيئاً ويتعامل فقط مع الصورة من العين المستقيمة وينتج عن هذا الإهمال للعين المنحرفة تأخر وضمور في وظائفها وتسمى بعد ذلك بالعين الكسولة.
2- العيوب البصرية الانكسارية: وهي العيوب البصرية كقصر النظر وطول النظر والانحراف (الاستجماتيزم).

وينتج الكسل البصري

أولاً: عندما يعاني المريض من درجات عالية ومتساوية من هذه العيوب في كلتا العينيين وأشد ما يكون في حالة طول النظر الشديد وهنا يصل للدماغ صورتان غير واضحتان من كلتا العينين وفي هذه الحالة بالذات يكون الكسل البصري في العينين معاً.

ثانياً: عندما يكون هنالك اختلاف في درجة العيب ألانكساري من عين لأخرى كأن تكون عين تعاني من درجة معينة من قصر النظر والأخرى تعاني من درجة أعلى وكلما كان الفرق في درجة العيب الانكساري أكبر كانت الفرصة لظهور الكسل البصري في العين المصابة بالدرجات الأعلى أكبر. حيث يصل الدماغ في هذه الحالة صورتان، صورة قادمة من العين ذات العيب البصري الأقل درجة وهي أوضح شيئا ما من الصورة القادمة من العين ذات العيب البصري الأكثر درجه فيتعامل مع الصورة الأكثر وضوحا ويبدأ بإهمال الأخرى الأقل وضوحا وتكون النتيجة كسل للعين المصابة بالدرجات الأعلى من العيب الانكساري.

وهنالك أسباب أخرى كثيرة تتشابه آلية عملها بما سبق ذكره، وتؤدي بالنتيجة للكسل البصري فمنها الساد الأبيض الخلقي إما في عين واحدة أو في كلتا العينيين فإنه ينتج عندما تتكون عتامة على عدسة العين فتمنع الضوء من المرور والسقوط على الشبكية لتتكون الصورة فيتأخر تحفيز الجهاز البصري للعمل والنمو فيضعف أداءه ويكسل، وهناك حالات مرضية كثيرة تعمل على حجب الضوء ومنعه من المرور في طبقات العين ليصل إلى الشبكية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ارتخاء الجفون وعتامات القرنية.

العلاج:

يمتد نمو الجهاز العصبي البصري لغاية عمر 8-9 سنوات وهذه الفترة الزمنية هي الفترة الزمنية الحرجة التي يمكن للكسل البصري أن يُعالج خلالها وأن ينشط الجهاز العصبي البصري من جديد ويَندر أن يتراجع الكسل البصري بعد 10 سنوات من العمر وكلما عُولج الكسل البصري في عمر أبكر كلما حصلنا على نتائج أفضل ومن المفيد هنا التأكيد على ضرورة عمل المسوحات الطبية للأطفال في أعمار 3-4 سنوات من حيث العيوب البصرية و حالات الحول بأنواعه الظاهرة والمستترة , حيث أن الطفل في هذه المرحلة العمرية لا يستطيع التعبير عن معاناته من ضعف النظر ولا يصدر عنه أية أعراض , وغالبا ما تُكتشف هذه العيوب بالفحص الطبي الروتيني وحال ما يتم تشخيص الطفل نبدأ بخطوات العلاج والذي نوجه القسم الأكبر منه للسبب كعلاج الحول بالنظارة الطبية أو بالجراحة أو بهما معا وعلاج العيوب البصرية الانكسارية من طول وقصر في النظر وانحراف (إستجماتزم) بالنظارات الطبية المناسبة.

وتُعالج الأسباب الأخرى كل حالة حسب ما يناسبها ونوجه جزءاً من العلاج للكسل البصري نفسه فنعمل على تغطية العين السليمة (الأنشط) لنًفسح المجال للمريض لاستخدام العين المصابة (الكسولة) فتتحفز ويزداد نشاطها وتكون مدة تغطية العين السليمة حسب عمر المريض وحسب شدة الكسل ألبصري وتكون بتغطية جزئية (ساعات معينة من النهار) ونعود لنؤكد على أنه كلما كان عمر الطفل أقل عند بداية العلاج كلما كانت النتائج في عودة العين للنشاط أفضل والعكس بالعكس عندما نبدأ في سن متأخر.

وتستمر عملية تغطية إحدى العينين لمدة 6 أشهر تقريبا. وقد نستعيض عن التغطية بإعطاء المريض بعض القطرات الطبية كقطرة الأتربوين التي تعمل على توسيع حدقة العين وبالتالي تغبيش النظر في العين السليمة وتحل محل التغطية وتستخدم عادة في حالات الأطفال الذين يرفضون الغطاء على العين والحالات البسيطة من الكسل البصري.

الخلاصة:

إن نعمة الإبصار هي هبة عظيمة من الخالق ولا تقدر بثمن مهما غلا ولا يعرف قيمة هذه النعمة إلا من فقدها, فصار لزاما علينا أن نشكر الله على نعمه الكثيرة وعلى نعمة الإبصار خاصة بالمحافظة عليها من العطب والآفات بالعناية المستمرة والفحص الدوري والتشخيص والعلاج ألمبكرين ,وإن زيارة واحدة لطبيب العيون بأبنائنا في عمر 3-4 سنوات و التشخيص و العلاج المبكرين لحالات الحول و العيوب البصرية الانكسارية كفيلة بحمايتهم – بحول الله وقوته – من الكسل البصري ونتائجه السلبية الكثيرة مستقبلا على إبداعهم وإنتاجيتهم في مجالات الحياة المختلفة. هذا والله أعلم.

بواسطة: الدكتور. سامي البديرات.
استشاري طب وجراحة العيون.
عمان/الدوار الخامس/عيادت المركز العربي الطبي/ الطابق 4.
هاتف: +962798597982
بريد الكتروني: salbdairat@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top