أنواع القافية في الشعر وتعريفها، حروفها وعيوبها

أنواع القافية في الشعر وتعريفها، حروفها وعيوبها

إذا أردنا الحديث عن القافية؛ فحريٌ بنا أن نبدأ بالحديث عن العالم والشاعر الخليل بن أحمد الفراهيدي؛ الذي كان دائماً يُحِب مجالسة العلماء والشعراء لكي يتعلموا من بعضهم ويوسعوا ثقافتهم، وأحياناً ينظمون الشعر سوياً.

وَلَو كانَ يَفنى الشِعرُ أَفناهُ ما قَرَت
حِياضُكَ مِنهُ في العُصورِ الذَواهِبِ

وَلَكِنَّهُ صَوبُ العُقولِ إِذا اِنجَلَت
سَحائِبُ مِنهُ أُعقِبَت بِسَحائِبِ

أتعرفون يا أصدقائي أكثر ما يميز الشعر العربي؟ إنها القافية.

لا شك أن القافية من أصعب المشاكل التي تقابل الشاعر عند كتابة قصيدته وخاصة إذا طالت. لهذا كان الشعراء يتفاخرون منذ عصر الجاهلية؛ لأنه لا صعوبة لديهم في البحث عن كلمات للقافية.

القافية لغة واصطلاحاً

القافية لغة؛ هي مؤخر العنق، واصلاحاً هي آخر البيت، فهي مجموعة الأحرف التي تبدأ من آخر ساكن في القصيدة حتى أول متحرك قبل الساكن الذي يليه.

والقافية قد تكون آخر كلمة في البيت كلفظة موعدِ في بيت الزهير؛

تَزَوَّد إِلى يَومِ المَماتِ فَإِنَّهُ
وَلَو كَرِهَتهُ النَفسُ آخِرُ مَوعِدِ

وإما أن تكون أكثر من كلمة مثل لم ينم في قول الشاعر؛

لكل ما يؤذي وإن قل ألم … ما أطول الليل على من لم ينم

وإما بعض كلمة مثل لالا من زُلالا في قول بعضهم؛

ومن يك ذا فم مر مريض … يجد مرا به الماء الزلالا

والحديث عن القافية يستلزم دراسة حروفها، حركاتها، أنواعها حدودها.

وهنا تجِد درس: وزن أبيات شعرية من بحر الرجز

حروف القافية

أولاً حروف القافية وهي ستة حروف (الروي، الوصل، الخروج، الردف، التأسيس، والدخيل) وهي تُلزم إن دخلت أول بيت بالقصيدة.

  • أولاً الروي: هو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة فتنسب إليه فيُقال قصيدة لامية أو نونية او رائية … إلخ. ولا يكون الروي الحرف الأخير من البيت بالضرورة. وسًُمي روياً لأنه مأخوذ من الرواء. وهو الحبل الذي يضم به شيء إلى شيء لأنه يضم أجزاء البيت ويصل بعضها ببعض. ومثالاً على ذلك؛

وفي الشرارة ضعف وهي مؤلمة .. وربما أضرمت نارا على بلد

فالرَّوي هنا هو الدال في بلد.

  • ثانياً الوصل: وهناك أيضا الوصل؛ وهو حرف مد ينشأ عن إشباع الحركة في آخر الروي المطلق مثل؛ تنفعُ الإشباع فيه تنفعو. يكون الوصل هو الواو فيها فكأنها تنفعو. وربما كان الوصل أصلياً كالألف  في (عصا) ويطلق الوصل على الهاء التي تلي حرف الروي مثل؛ مُعِينهِ فالنون هنا هي الراوي والهاء وصل.
  • ثالثاً الخروج: هو حرف لين يلي هاء الوصل كالياء المولدة من إشباع الهاء في (مُسَاويهِ) فتصبح (مُساويهي). وكذلك يكون الخروج بالألف مثل (عقارها) وكذلك الخروج بالواو مثل (عَرفتهُ).
  • رابعا الردف: هو حرف لين ساكن (واو – أو – ياء) بعد حركة لم تُجانسها، أو حرف مد ( ألف، ياء، واو) بعد حركة مجانسة قبل الروي يتصلان به، مثل العين.
  • خامساً التأسيس: هو ألف هاوية لا يفصلها عن الروي إلا حرف واحد متحرك كألف (جاهل).
  • سادساً الدخيل: وأخيراً وليس آخراً الدخيل؛ هو حرف متحرك فاصل بين التأسيس والروي كالدال في (صادق) فالقافية هنا مطلقة مؤسسة موصولة باللين.

حركات القافية

حركات القافية ست؛ وجميعها يبين شكل الحركة للحرف إما قبل التأسيس أو علي الدخيل أو الحرف في قبل الردف وكذلك حركة حرف الروي المطلق والتي تحول إلى مدٍ في الإنشاد ومثال لها: الإشباع؛ وهو حركة الدخيل ككسرة الواو في (جداوِل).

أنواع القافية

القافية من حيث التقييد نوعان:

  • أولا القافية المطلقة: فالقافية المطلقة ما كان رويها متحركاً ومثال لذلك مؤسسة موصولة بمد نحو (هياكل)، فاللام: روي، والكاف: دخيل، والألف: تأسيس، والواو الناشئة من إشباع ضمة الروي: وصل.
  • ثانياً القافية المقيدة: وهي التي يكون رويها ساكناً، ومثال ذلك؛

مردوفة بالألف نحو زحام، أو بالواو والياء نحو نور ونير.

فزحام قافية مُقيدة مردوفة، فالميم روي وهو ساكن والألف قبلها ردف.

أما نور؛ فالراء روي وهو ساكن والواو قبلها ردف.

عيوب القافية

للقافية نوعان من العيوب منها ما هو بعد حرف الروي وعلى سبيل المثال (الإقواء) وهو تحريك المجرى بحركتين مختلفتين غير متباعدتين، مثل (مُزودِ – الأسودُ) في البيتين التاليين:

أَمِن آلِ مَيَّةَ رائِحٌ أَو مُغتَدِ
عَجلانَ ذا زادٍ وَغَيرَ مُزَوَّدِ

زَعَمَ البَوارِحُ أَنَّ رِحلَتَنا غَداً
وَبِذاكَ خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسوَدُ

فقد تحرك الروي الدال بالكسر في البيت الأول ثم بالضم في البيت الثاني.

ومن العيوب ما هو قبل الروي وهو (السناد) والسناد هو نوع آخر من العيوب التي تطرأ على القافية يأتي قبل حرف الروي ومثال له سناد الردف، مثال ذلك:

إِذا كُنتَ في حاجَةٍ مُرسِلاً
فَأَرسِل حَكيماً وَلا توصِهِ

وَإِن بابُ أَمرٍ عَلَيكَ اِلتَوى
فَشاوِر لَبيباً وَلا تَعصِهِ

فهنا نُلاحظ أن البيت الأول مردوف بالواو، فالصاد هي الروي والهاء وصل والواو ردف في توصه.

أما البيت الثاني فالصاد روي في تعصه ولا ردف لها. وبهذا نكون قد شرحنا جميع النقاط المتعلقة بالقافية.

وهنا كذلك درس؛ وزن أبيات شعرية من بحر المتدارك

تلخيص

القافية

لغة هي مؤخر العنق. اصطلاحا هي آخر البيت، فهي مجموعة الأحرف التي تبدأ من آخر ساكن في القصيدة حتى أول متحرك قبل الساكن الذي يليه.

حروف القافية

وهي ستة حروف (الروي، الوصل، الخروج، الردف، التأسيس والدخيل) وهي تلزمُ إن دخلت أول بيت بالقصيدة.

حركات القافية

حركات القافية: حركات القافية ست؛ وجميعها يبين شكل الحركة للحرف إما قبل التأسيس أو على الدخيل أو الحرف قبل الردف وكذلك حركة حرف الروي المطلق التي تحول إلى مد في الإنشاد.

أنواع القافية

  • القافية المقيدة: فالقافية المقيدة هي التي يكون رويها ساكنا.
  • القافية المطلقة: القافية المطلقة ما كان رويها متحركا.

عيوب القافية

  • منها ما هو بعد حرف الروي.
  • ومن العيوب ما هو قبل الروي وهو السناد؛ والسناد هو نوع آخر من العيوب التي تطرأ على القافية يأتي قبل حرف الروي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top