السياحة عرض وطلب

وككل الأنشطة التجارية فإن «السياحة» تخضع لنظام العرض والطلب، فمتى وجد السائح الخيار المناسب لتطلعاته ولميزانيته فسيتوقف عنده بالتأكيد، وإلا فسيظل ينتقل من خيار لآخر حتى يجد ما يناسبه!

في حالتنا السياحية الداخلية تحديدا، فإن الطلب يفوق العرض كثيرا، وليس أدل على ذلك من تضاعف أسعار الفنادق والشقق المفروشة مع كل بداية إجازة، بأسعار تفوق ـ في الحجم فقط ـ نظيراتها في الدول المجاورة، مع فارق التشبيه من نواحي حسن الاستقبال والنظافة والخدمات المقدمة، إلا أن المشكلة أن تلك التجربة السياحية ستنتهي بالسائح لعدم تكرارها مستقبلا حين يتأكد أن ما دفعه لا يوازي بأي قانون رياضي ما حصل عليه من خدمات، وأنه كان ضحية لنوع من الابتزاز نظير دعمه لسياحة بلده!

أي سياحة داخلية تلك التي تعتمد على خطوط طيران لا تنقل سوى أقل من ثلث الراغبين في التنقل للوجهات السياحية المختلفة؟ ثم لا تسأل عن الثلثين المتبقيين منهم حين لا يكون خيارهم الثاني سوى الطرق السريعة، تلك التي لا تحتوي على أي «استراحات طريق» تنتمي لجيل الإنسان الجديد، تلك الاستراحات التي تقوم بدور «غراب الشؤم» على أكمل وجه حين تعطي السائح مؤشرات حول رحلته السياحية منذ البداية!

في تجربتنا السياحية ما زال القصور الذي لازم التجربة منذ البداية موجودا حتى الآن، رغم وجود مقومات السياحة التي يعتمد عليها كاختلاف التضاريس وتنوع المناخ وتعدد المعالم والآثار، إلا أن غياب الخدمات المساندة وتغيب الفعاليات المصاحبة وعدم وجود نظام يحدد الجودة ويتحكم في الأسعار ينسف ذلك كله!

في سياحتنا الداخلية ما زال السؤال المطروح: متى تتحول السياحة لدينا لصنعة حقيقية تجذب سياح الخارج للداخل بدل أن يحدث العكس؟

بقلم: ماجد بن رائف

وهنا تجِد: أفضل الوجهات السياحية في المملكة العربية السعودية

أضف تعليق

error: