الحقن التحضيرية للحقن المجهري .. إفادة تهمكنّ

الحقن التحضيرية للحقن المجهري

عملية الحقن المجهري

يكْثُر الحديث عن الحقن التحضيرية للحقن المجهري ويستهدف مقالنا الحديث حول هذا الشأن باستفاضة. حيثُ تُعَدُّ عمليةُ الحقنِ المجهري إحدى وسائل التلقيح الصناعي وأكثرها شيوعًا وفعالية.

ويلجأُ إليها بعضُ الأطباء في حالةِ وجودِ عقمٍ لدى الزوج (مثل ضعف الحيوانات المنوية وعدم قدرتها على اختراق البويضة أو حدوث بعض المشاكل في إنتاج الحيوانات المنوية أو وظيفتها)، أو عقمٍ لدى الزوجة (مثل انسداد قناة فالوب الواصلة بين الرحم والمبيض، أو مشاكل في الإباضة، أو مرض البطانة الرحمية المهاجرة، أو حدوث بعض الأورام في الرحم أو تكيس المبايض أو أي مشاكل أخرى تمنع تلقيح البويضة).

وذلك لمساعدتِهِم على الحمل والإنجاب في حالة فشل الأدوية الأخرى في تحقيق ذلك. وقد تختلفُ نسبةُ فعالية ونجاح عملية الحقن المجهري تبعًا لاختلاف الحالات، فبعض الحالات تنجح معها العملية من المرة الأولى، وبعضها يحتاجُ للمحاولة عدة مرات، ولكنَّ نسبةَ النجاحِ تقلُّ مع تقدم الزوجة بالعمر.

وتعتمدُ فكرةُ الحقن المجهري على تحفيز مبيض الزوجة وتنشيطه لإنتاجِ أكبر عدد ممكن من البويضات، ثم الانتظار حتى تصل هذه البويضات إلى أقصى نضوجٍ لها ليتم سحبُهَا، ثم فصلُ كلِّ بويضةٍ على حدة، ووضعُها تحت الميكروسكوب المجهري، وحقنُ أحد الحيوانات المنوية داخل البويضة مباشرة (وهذه من مهام أخصائي المختبر دون تدخُّل من طبيب النساء)، ثم رعايةُ ناتجِ الإخصابِ في وسطٍ غذائيٍ حتى ينموَ إلى مرحلة معينة، وتتمُّ بعد ذلك زراعةُ الناتجِ في رحم الزوجة مرة أخرى.

مخاطر العملية

رغم أنَّ الحقن المجهري يُعَدُّ الأكثر فعالية في علاج العقم، إلا أنَّهُ لا يخلو من بعض المخاطر التي من الممكن زيادةُ فرصةِ حدوثها نتيجةً لإجراء الحقن المجهري، ومن هذه المخاطر ما يلي:

  • الولادة المبكرة، أو نقص حجم الجنين عند الولادة.
  • الحمل خارج الرحم: حوالي ٢-٥٪ من النساء اللائي يقمن بإجراء الحقن المجهري يحصلن على حملٍ خارج الرحم، ولكن البويضة المخصبة لا يمكن أن تنجو وتعيش خارج الرحم، ولذلك لا يستمر ذلك الحمل.
  • تحفيز المبيض بشكل غير طبيعي: حيث أن استخدام أدوية الخصوبة أثناء إجراء عملية الحقن المجهري يُمكنُ أن يسببَ التهابًا في المبيض، والذي بدورِهِ يمكنُ أن يجعلَ المبيضَ ينتجُ عددًا من البويضات أكبر من العدد الطبيعي.

الحقن التحضيرية قبل الحقن المجهري

قبل إجراء عمليةِ الحقنِ المجهري يجبُ على الزوجة تناول بعض الحقن التي يكونُ دورُهَا تحضيريًّا للعملية، وهي:

  • حقن الفيتامينات: يصف بعضُ الأطباءِ مكملاتٍ غذائيةٍ (فيتامينات) لعلاج أي قصور عند الزوجة كفيتامين د، ومن الأدوية المحتوية عليه هي حقن “Calcitriol” أو “Paricalcitol”.
  • حقن تثبيط الدورة الشهرية الطبيعية: ويتمُّ ذلك عن طريق تناول الزوجة لبعضِ الأدويةِ، والتي عادةً ما تكونُ على هيئة حقن تُعطى بشكلٍ يوميٍّ لمدة أسبوعٍ تقريبًا، مثل حقن “Depo-provera“.
  • حقن تحفيز الإباضة ونضوج البويضات: ويتمُّ ذلك عن طريقِ تناولِ الزوجةِ لأدوية الخصوبة، والتي تحتوي على بعض هرمونات الخصوبة مثل (FSH، LH)، ومنها: حقن “Merional” أو “Clomid” أو “Menogone”، وتلك الهرمونات التي تقومُ بتحفيز المبيض لإنتاج عدد من البويضات أكبر من الطبيعي، فليس كلُّ البويضات يتمُّ إخصابُهَا، ويستمر تناولُ تلك الأدوية لمدة أسبوع أو أسبوعين قبل استخلاص البويضات. ويُمكنُ للطبيب مراقبةُ هذا الإنتاج عن طريق المسحات المهبلية باستخدام الموجات فوق الصوتية.

بعد ذلك بحوالي ٨-١٤ يومًا تتناولُ الزوجةُ بعضَ الأدويةِ التي تحفز نضوج البويضات، وتُؤخَذ مرة واحدة فقط، مثل حقن “Pregnyl” أو “Ovidrel” تحت الجلد. وبعد ذلك تتناولُ الزوجةُ أيضًا بعضَ الأدويةِ التي تمنعُ الإباضة المبكرة، مثل “Cetrotide” تحت جلد وسط البطن، ويفضل تحت السُرَّة، أو “orgalutran” تحت الجلد، يُفضل في المنطقة العليا للقدم.

ثم في يوم استخلاص البويضات يُمكنُ أن يطلبَ الطبيبُ من الزوجةِ تناول أدويةٍ محتويةٍ على بعض الهرمونات التي تجعلُ بطانةَ الرحمِ مُهيَّأةً بشكلٍ أفضل لاستقرار البويضة المُخصبة، وهي حقن تحتوي على هرمون البروجستيرون، بالإضافة إلى حقن السيولة لمنع تخثر الدم.

ولكي يتمكنَ الطبيبُ من معرفةِ مدى جاهزيةِ البويضات للاستخلاص، فإنَّه يحتاجُ إلى بعضِ الأشياء المُساعِدة مثل استخدام الموجات فوق الصوتية المهبلية لمتابعة تطورها ونموها، ويحتاجُ أيضًا لإجراء بعض فحوصات الدم لمعرفة نسبة الهرمونات الجنسية فيه حيث أنَّ نسبةَ هرمون “البروجستيرون” تظل منخفضة حتى الإباضة، بينما نسبة هرمون “الإستروجين” تزداد مع نمو وتطور الحويصلات.

يجبُ ملاحظةُ أنَّ عمليةَ استخلاص البويضات يُمكنُ أن يتمَّ إلغاؤها في أي وقتٍ نتيجةً لحدوثِ بعض المشكلات التي تحول دون ذلك، مثل: الإباضة المبكرة، وعدم وجود بويضات كافية، أو زيادة عدد البويضات بطريقة تصعبُ السيطرةُ عليها. وفي حالة الإلغاء، يلجأُ الطبيبُ لتغيير الأدوية المعطاة للزوجة، أو تغيير جرعاتها للمحافظة على رد الفعل الطبيعي لجسم الزوجة لأي عملية حقن مجهري قادمة.

يُسمكنك إلقاء نظرة عن كثب أيضًا على الْحَقْن المجهري وتطور عَمَلِيَّات أَطْفَال الْأَنَابِيب

استخلاص البويضات

ويتم فيها استخلاص وسحب البويضات من مبيض الزوجة قبل حدوث الإباضة، وبعد حوالي ٣٥ ساعة من آخر حقنة مُنشطة تناولتها الزوجة، ويتم استخلاص البويضات في عملية جراحية بسيطةٍ تُستخدَم فيها إبرةٌ رفيعةٌ جدًّا، يتم إدخالُهَا من خلال مهبل الزوجة حتى تصل إلى المبيض، وتتصل هذه الإبرةُ بجهازِ شفطٍ يقوم بسحبِ البويضة بواسطة الإبرة، وتتكرر هذه العملية مع كل مبيض على حدة، ويتم توجيه الإبرة من خلال الموجات فوق الصوتية المهبلية أو البطنية في حالة عدم توفر المهبلية.

بعد استخلاص البويضة، تشعر الزوجةُ بالامتلاء أو ببعض التشنجات، وتتمُّ زراعةُ البويضة في وسط غذائي؛ والبويضات الناضجة هي التي سيتمُّ خلطُهَا بالحيوانات المنوية، وليست كل البويضات تكون صالحة للإخصاب.

في عام ٢٠١١ للميلاد أظهرت الأبحاثُ أنَّه للحصولِ على أكبر فرصة لنجاح الحقن المجهري، يجبُ استخلاصُ خمس عشرة بويضة من المبايض في دورة واحدة، مع ملاحظة أنَّهُ يُمكنُ استخدامُ بويضاتٍ مُجمَّدَة.

استخلاص الحيوانات المنوية

ويتم فيها الحصولُ على السائل المنوي بطريقةٍ عاديةٍ من خلال الاستمناء، ثم فصلُ الحيوانات المنوية عن بقية مكونات السائل المنوي، ويُمكنُ استخلاص وسحبُ الحيوانات المنوية من الخصية مباشرةً عن طريقِ بعض الإجراءات الجراحية الأخرى.

المصادر: MedicalnewstodayWebmdDrugsMayoclinic

أضف تعليق

error: