الجماع.. شراكة تفاهم بين الزوجين

الجماع , intercourse , الزوجين

تقول السائِلة: قصتي طويلة.. وأرجو منكم الاهتمام بكل سطر فيها، فأنا متعبة وقد ضاقت بي السبل، وأتمنى أن أصل لحل مشكلتي من خلالكم.

أنا سيدة عمري 32 سنة، متزوجة من 7 أشهر، وحامل الآن في الشهر السادس، مشكلتي بدأت من أول يوم زواج، فأنا فتاة خجولة وليس لي أي تجارب في الحياة، وعندما تزوجت لم يكن لدي أي معلومات عن الزواج، وعما يحدث في ليلة الزفاف، وغير ذلك من المعلومات الخاصة بالعلاقة الزوجية.

في أول يوم زواج حاول زوجي فض غشاء البكارة فتألمت كثيرا، فتوقف زوجي وأخذ يهدئني وطلب مني أن أستريح، وقال إنه ليس مهما أن يتم ذلك في اليوم الأول، وفي اليوم الثاني حاولنا أكثر من مرة وفشلنا بسبب الألم الشديد وعدم قدرتي على التحمل، ثم سافرنا لقضاء شهر العسل، وكنا نأمل أن يكون تغير المكان والجو مشجعا لي، ولكن للأسف قضينا أربعة أيام نحاول فيها أكثر من مرة ولكن دون جدوى، ففي كل مرة أصرخ من الألم وأبكي، حتى يشفق علي زوجي ويتركني، ثم طلب مني أن أستشير طبيبة، فلم أجد في القرية السياحية غير صيدلانية، فأعطتني مرهما مخدرا اسمه “emla” وأقراص “satebo” لإثارة الشهوة، ثم حاولنا لمدة يومين وفشلنا أيضا، فطلب مني زوجي الذهاب لطبيبة نساء هذه المرة، فبحثنا عنها وقامت بإجراء الكشف، ثم قالت لي إن المنطقة السفلى عندي بها التهابات شديدة، وسألتها هل تم فض غشاء البكارة أم لا، فقالت إنها لا تستطيع أن تتأكد من ذلك بسبب كثرة الالتهابات، وكتبت لي على مرهم للالتهابات اسمه “gynodaktarin” وأقراص “diflucan” وأقراص “amrizol” كما طلبت منا عدم ممارسة الجماع حتى تزول الالتهابات.

وبعد عودتنا إلى مصر تخيلنا أن الالتهابات قد زالت مع العلاج، ثم حاولنا مرة أخرى وفشلنا، وبذلك لم يتم فض غشاء البكارة لأكثر من أسبوعين من زواجنا.

ملحوظة: خلال كل المحاولات السابقة يقوم زوجي بمداعبتي مده طويلة، ونكون سعداء سويا إلى أن تنزل الإفرازات التي تسهل عملية الإيلاج، ولكن أول ما يبدأ زوجي بالإيلاج أصرخ وأتألم، مع العلم أنني أصل إلى الذروة بالمداعبة الخارجية فقط.

وبعد ذلك قررنا الذهاب إلى طبيبة متخصصة ومشهورة، وحكيت لها قصتي، ثم قامت بإجراء الكشف علي، وقامت بفض غشاء البكارة، وكتبت لي على مرهم “lignocain” وسائل تنظيف “malva” ، وطمأنتنا على إمكانية ممارسة العلاقة الخاصة بسهولة وبدون ألم، وبالفعل استطاع زوجي للمرة الأولى أن يقوم بالإيلاج على الرغم من أنني كنت أتألم، ولكني لم أحاول أن أظهر له ذلك حتى لا يتضايق مني، وتحملت الألم على أمل أن يتحسن الوضع بعد ذلك، خاصة أن الطبيبة أكدت لي أنه سوف يكون هناك لفترة بسيطة بعض الألم بسبب ضيق المهبل عندي وحتى أعتاد الأمر، ولكن للأسف حتى يومنا هذا ومع مرور كل هذه الشهور ففي كل مرة يحاول فيها زوجي الإيلاج أتألم وأحيانا أتحمل الألم من أجله وأسكت وأتركه يكمل حتى لا أضايقه، وأحيانا لا أتحمل، وأطلب منه أن يتركني.

لقد أصبح الوضع بيني وبين زوجي متوترا، فهو لا يعرف ماذا بي، وما الذي يجب أن نفعله، خاصة أنه قد فعل كل ما يستطيع، لقد سألنا وذهبنا للطبيبة وأخذت العلاج المطلوب.

لقد نفد صبر زوجي علي، وأحس أنه يفكر في أن يتزوج مرة أخرى، وأنا أيضا تعبت من تكرار الألم والفشل، لدرجة أني أفكر في الطلاق، ولكن الذي يمنعني أنني حامل.

فهل أنا إنسانة طبيعية؟

ولماذا لا أصل إلى الـ orgasm بالإيلاج وأصل إليه بالمداعبة الخارجية فقط؟

وما الذي يجب أن نفعله الآن، هل أي تدخل طبي سواء بأدوية أو بالجراحة يضر بالجنين؟

وأريد أن أعرف هل يجب على كل سيدة أن تستمتع مع الإيلاج أم يوجد حالات مثلي لا تستمتع به ويكون التعامل من الخارج فقط؟

فبصراحة أنا أكره ذلك جدا ولا أريده، ولا أريد علاجًا يمكنني من الإيلاج.. فقد كرهته.

وأريد أن أعرف أيضا ما هو أفضل وضع لممارسة العلاقة الخاصة (الزوج يعلو الزوجة أو العكس أو بالجنب) في ظروف حملي، أي في الأشهر الثلاثة المتبقية، أم أنه من الأفضل التوقف عن ذلك، خاصة في الشهر الأخير حتى لا يؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة؟

ملحوظة: لقد ذهب زوجي أيضا لطبيب وكشف على نفسه وهو سليم، وليس به أي شيء.

آسفة على الإطالة.. وأرجو الإجابة علي بالتفصيل حتى أفهم.. وجزاكم الله كل الخير.

الإجـابة

يقول د. حسن جعفر —مدرس أمراض النساء والتوليد، وأخصائي طب الجنين—: أختي العزيزة… شعرت خلال قراءتي لاستشارتك بإحساسك العميق بالأسى والحزن، وحرصك على إرضاء زوجك وإشباع رغباته، وخاصة أنه صبر معك وساندك منذ البداية، وكان لك خير العون، ولكل داء دواء أختي.. فلا تقلقي.

وبداية أطمئنك عزيزتي أنك طبيعية جدًّا، لأن عددا كبيرا من النساء يصلن إلى إحساس الذروة عن طريق المداعبة الخارجية وليس الإيلاج، ولكن ذلك لا يعني امتناعك عن عملية الإيلاج؛ لأن العملية الجنسية بين الزوجين هي شراكة ولابد أن يصبح كلا الطرفين –أنت وزوجك– راضيَيْن عنها ومستمتعَيْن بها.

وقد تبين لي من وصفك لحالتك أنك قد تعانين من إحدى هذه المشاكل:

  • ضيق فتحة المهبل.
  • التهاب مهبلي متكرر.
  • تشنج مهبلي.

والصعوبة هنا تكمن في أننا لا نستطيع علاج ضيق فتحة المهبل أو التشنج المهبلي خلال حملك، ويمكن فقط علاج الالتهاب المهبلي المتكرر، ويتم العلاج عن طريق بعض الأدوية الموضعية التي لا تشكل أي خطر أو تأثير على صحة جنينك.

وإذا استمرت الالتهابات بعد الولادة، فعليك أخذ مسحة من المهبل وتحليلها لمعرفة سبب الالتهاب وإعطائك العلاج المناسب، ويكون ذلك بعد مرور 40 يوما على الولادة.

أما إذا كانت المشكلة هي ضيق فتحة المهبل، فإن عملية الولادة الطبيعية ستساعد على توسيع المهبل وحل مشكلتك بإذن الله.

وفيما يخص مشكلة التشنج المهبلي، فيستدعي ذلك الذهاب إلى طبيب نفسي له خبرة في الصحة الجنسية، ويكون ذلك بعد إتمام عملية الولادة على خير بإذن الله.

ولكنني مستبعد إصابتك بالتشنج المهبلي، لأنك ذكرت أن زوجك يستطيع الإيلاج في بعض الأحيان.

ولمزيد من المعلومات عن أسباب آلام الجماع، يمكنك مطالعة..:

وفيما يخص سؤالك عزيزتي عن الجماع خلال الحمل، فيفضل الإقلال منه قدر الإمكان، خاصة في الأشهر الثلاثة الأخيرة تجنبًا لحدوث أي قطع في الكيس الموجود به الجنين، ونزول سائل الولادة، والذي قد يؤدي بدوره إلى ولادة مبكرة أو حدوث التهابات للرحم وأضرار للجنين.

وعليك عزيزتي أن تهدئي من روعك وتحاولي التحدث مع زوجك في الأمر، فقد يكون شكك في رغبته الزواج بأخرى هو مجرد شعور زائف نابع من إحساسك بعدم الرضا أو التقصير، لذا فحوارك مع زوجك هام حتى تطمئني وترتاحي لحين ولادتك والخضوع للعلاج بعدها إن شاء الله.

أكرمك الله وزوجك بالذرية الصالحة والسعادة والرضا.

أضف تعليق

error: