الإيمان بالقدر: حقيقته، حكمه والنهي عن الجدال فيه

تمت الكتابة بواسطة:

الإيمان بالقدر: حقيقته، حكمه والنهي عن الجدال فيه

ما هو القدر، وهل الإيمان به واجب؟

القدر: هو علم الله ﷻ بالأشياء قبل حدوثها وكتابته لذلك في اللوح المحفوظ ومشيئته وخلقه لها.

الإيمان بالقدر واجب، وهو ركن من أركان الإيمان الستة ولا يصح إيمانُ أحد دون أن يؤمن به.

هل هناك آيات قرآنية وأحاديث شريفة تأكد ذلك؟

نعم؛ فقد قال الله ﷻ ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾. وحديث عمر بن الخطاب —رضي الله عنه— في حديث جبريل —عليه السلام— أنه سأل النبي ﷺ عن الإيمان فقال رسول الله ﷺ «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره». قال: صدقت.

واقرأ هنا عن الغلو: تعريفه، صوره، حكمه وما يترتب عليه

حقيقة الإيمان بالقدر

حقيقة الإيمان بالقدر أن نعتقد أن الله سبحانه عالم بما سيعمله العباد قبل أن يخلقهم، وأنه كتب ذلك عنده، وأن أعمال العباد خيرها وشرها مخلوقة لله، واقعة بمشيئته، وأن ضلالهم واهتداءهم كل ذلك صادر عن مشيئته.

وهنا أيضًا نقرأ عن: ما يُعين على الصبر.. ونماذج من أخبار الصابرين وأحوالهم

هل هناك أناس ينكرون القدر، وما حكم من ينكره؟

نعم؛ محمد ولو علموا أن إنكار القدر كفر بما تضمنه من تكذيب الكتاب والسنة وإنكار علم الله بالأشياء قبل حدوثها ما فعلوا ذلك.

وأدلة ذلك: قد سئل ابن عمر —رضي الله عنهما— عن قوم يزعمون أن لا قدر، فقال للسائل: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبًا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر. وقد نهى النبي ﷺ عن الجدال في القدر.

النهي عن الجدال في القدر

في حديث عبد الله بن عمرو —رضي الله عنهما— قال: خرج رسول الله ﷺ على أصحابه وهم يختصمون في القدر، فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب فقال «بهذا أمرتم أو لهذا خلقتم تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم».

لماذا نهاهم الرسول ﷺ؟

سبب النهي يعود إلى أمرين:

  • الأمر الأول: أن السلامة في التسليم لله ﷻ والتسليم بقضائه وحكمته وعدله.
  • الأمر الثاني: أن العقول قد يقصر فهمها عن بعض الأمور الخفية أو كثير منها، وإذا فهمها بعض الناس فقد تخفى على آخرين؛ فتكون فتنة لهم في الجدال في القدر.

وقد تود —كذلك— الاطلاع على: أنواع استعمال (لو) في الكلام بين الجائز والمُحرَّم.. والحكمة من النهي

الخلاصة

تعرفنا معنى القدر؛ وهو علم الله ﷻ بالأشياء قبل حدوثها وكتابته لذلك في اللوح المحفوظ ومشيئته وخلقه لها. ووضحنا أن الإيمان بالقدر من الأمور الواجبة. ووضحنا حقيقة الإيمان بالقدر، فالإيمان بالقدر واجب، وذكرنا حكم إنكار القدر وهو كفر، وأكدنا أن رسول الله ﷺ عن الجدال في القدر. الحمد لله، علينا أن نؤمن بالقدر خيره وشره.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: