الإسعافات الأولية للإختناق عند الأطفال

صورة , طفل , الإسعافات الأولية , الإختناق
الإسعافات الأولية

احتباس قطع صغيرة أو بعض الأطعمة في الحلق هي حالة خطرة جداً إن حصلت مع الأطفال بمختلف أعمارهم، لأنها قد تؤدي إلى انقطاع التنفس وانسداد المجرى، وبالتالي إلى نتائج كارثية في الحالات القصوى، وتختلف طريقة الإسعاف بحسب العمر، فالأطفال الأقل من عام لهم طريقة مختلفة في الإسعاف مقارنةً بالذين هم فوق عمر العام.

ما أهمية تعلم الإسعافات الأولية للإختناق بشكل خاص؟

قال أخصائي طب الطوارئ الدكتور “أيمن أبو دقن” ترجع أهمية الدراية بأساسيات الإسعافات الأولية لحالات الإختناق – وخصوصاً مع الأطفال – إلى ما تشير له الإحصائيات من أن الإختناقات عند الأطفال من الأمور الشائعة جداً في كل المجتمعات، كما أن الإختناقات عند الأطفال إذا لم يتم التعامل معها بجدية وإحتراف قد تؤدي إلى الوفاة الحقيقية للطفل في غضون ثواني معدودة، وفي أبسط النتائج قد تؤدي إلى الخلل الدماغي وما يتبعه من الشلل الكلي أو النصفي لإنقطاع الأكسجين.

وتابع “د. أبو دقن” وجدير القول أن إسعاف المُختنق سواء كان طفلاً أو راشداً من السهولة واليسر تعلّمه، لذلك من الضروري تواجد شخص بالأسرة على الأقل على علم كامل ودراية بأُسس إسعاف حالات الإختناق، فوجوده يساعد بشكل كبير على سرعة إنقاذ الطفل أو البالغ، ومن ثَم الحيلولة دون حدوث الوفاة أو المضاعفات الصحية الخطيرة.

ما هي أعراض الإختناق؟

الأطفال – وخصوصاً في العمر الأقل من عام – يميلون إلى استكشاف ما حولهم من خلال وضع الأشياء أياً كانت في الفم، وما قد يشير إلى إختناق الطفل أو البالغ على حدٍ سواء مجموعة من الأعراض أبرزها ما يلي:
الحدوث المفاجئ، حيث يكون الطفل أو الشخص طبيعي ثم ما يلبث أن تظهر عليه علامات غير مألوفة.

السعال المفاجئ الشديد.

تغير لون الجلد إلى اللون الأزرق وبخاصة حول الشفتين وبالأصابع وبالوجه، وقد تبدأ أعراض الإختناق على الوجه بإحمراره ثم تحوله من الحُمرة إلى اللون الأزرق.
عدم القدرة على التنفس أو التحدث.

كيف يمكن إسعاف المُختنق وخصوصاً الرُضع؟

أشار “د. أيمن” إلى أنه يتم إجراء الإسعافات الأولية للمصاب من خلال مجموعة من الخطوات والإجراءات وهي تفصيلاً كالتالي:
التأكد من وجود الأعراض السالفة الذكر على المصاب.

الإتصال بخدمة الإسعاف لأنه من الوارد عدم القدرة على علاج الحالة بالكامل ولذلك قد نحتاج إلى دعم طبي متخصص بشكل سريع.

التفرقة بين الإختناق الشديد والمتوسط، حيث إن لكل منهما طريقة في الإسعاف، والتفرقة بينهما تكون من خلال ملاحظة قدرة المصاب على السعال والكلام من عدمها، فإن استطاع الحديث والسعال بصوت واضح فإن ذلك يعني أن الإختناق متوسط، أما إن لم يستطع فهذا دليل على أن الإختناق شديد وخطير، وفي حالة الإختناق البسيط كل المطلوب من المُسعف هو تشجيع المختنق على السعال بقوة لإخراج الجسم المحتبس بحلقه، أما إذا كان الإختناق شديد من خلال ملاحظة عدم قدرة المصاب على السعال بصوت مسموع أو عدم قدرته على التنفس؛ فههنا من الواجب تدخل المسعف بالطرق الآتية:

مع الأطفال الأقل من عمر العام:
يُحمل الرضيع مقلوباً على الذارع الأيسر، بحيث يكون الوجه على كف اليد وباقي جسمه ممدوداً على الذارع.

يتم إمالة الرضيع لأسفل بزاوية لا تقل عن 15 درجة مئوية تقريباً.

بباطن اليد اليمنى يتم الضرب على أعلى ظهر الرضيع بمعدل خمس ضربات قوية وسريعة.

بعد إتمام الخمس ضربات يتم تعديل وضع الطفل بحيث يصبح وجهه إلى أعلى، ثم يتم الضغط بأصبعين على أسفل منتصف الصدر (على عظمة القص) بمعدل خمسة ضغطات قوية وسريعة.

يتم تكرار هذين الخطوتين على الترتيب حتى يلفظ الطفل ما بداخله من جسم غريب ويقدر على التنفس والصراخ.

في حالة تحرك الجسم الغريب من الحلق إلى الفم يمكن إدخال الإصبع لإخراجه، بشرط التأكد من القدرة على إلتقاطه حتى لا يعود الجسم الغريب إلى الداخل مرة أخرى دون شعور من المسعف.

مع الأطفال الأكبر من عام ومع البالغين من كل الأعمار:
سؤال المختنق عن حالته، فإن أجاب بالقول فكل المطلوب من المسعف تشجيعه على السعال، أما إذا لم يُجيب بصوت مسموع فهنا يتدخل المسعف بإجراءات الإسعافات الأولية.

يحتضن المسعف الشخص المختنق من الخلف في وضع الوقوف المستقيم.

يقوم المسعف بضم قبضة يده اليمنى ويضعها في منتصف المسافة بين السُرة وتحت عظمة القص للمختنق، ثم يمسك المسعف قبضة يده اليمنى بكف يده اليسرى.

يبدأ المسعف في الضغط بكلتا يديه على جسم المختنق بمعدل خمسة ضغطات مفاجئة وقوية في إتجاهي الداخل والأعلى.
يتم تكرار الضغط بنفس القوة والمعدل والأداء والإتجاه حتى يلفظ المختنق ما بداخله من جسم غريب.

ما التصرف الأمثل إذا ما فقد المصاب الوعي بعد إسعافه من الإختناق؟

اختتم “د. أيمن” قائلاً: فقدان المصاب للوعي بعد إسعافه يلزمه طلب الدعم الطبي فوراً، وخلال إنتظار سيارة الإسعاف نقوم بإجراءات الإنعاش القلبي الرئوي CPR، وذلك من خلال الضغط على الصدر لعدة مرات يتخللها التنفس في فم المصاب بعد غلق أنفه، وهكذا بالتكرار حتى إنعاش القلب وإستعادة التنفس، مع العلم أن الضغط على صدر الرضيع يكون بإصبعين فقط أما مع الراشدين فيكون بكلتا اليدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top