معلومات هامة عن الإدمان والمخدرات

تمت الكتابة بواسطة:

الإدمان والمخدرات

يستخدم الناس المخدرات أو الكحول للهروب من المشاكل أو الاسترخاء أو مكافأة أنفسهم، ولكن مع مرور الوقت يتحول الأمر إلى الإدمان، وعدم القدرة على التوقف عن تناول هذه المواد المخدرة، أو حتى عدم العيش بدونها.

والإدمان هو مرض معقد ومزمن، ويؤثر على عمل الدماغ والجسم. كما يتسبب في أضرار جسيمة للعائلات والعلاقات والمدارس وأماكن العمل والأحياء.

ومن أكثر أعراض الإدمان شيوعًا هي فقدان السيطرة على النفس، والاستمرار في تناول هذه المواد المخدرة، على الرّغم من العواقب الوخيمة لتعاطي هذه المواد، ويمكن علاج الإدمان وإدارته بشكل فعال من قبل المتخصصين في الرعاية الصحية بالاشتراك مع دعم الأسرة أو الأقران.

وفي هذا المقال سنتعرف على أسباب الإدمان وأعراضه وكيف يمكن التعامل معه، من قبل الأهل والمختصين.

تاريخ الإدمان

قال “د. جمال العناني” مع رئيس قسم مطمئنة للصحة النفسية والإدمان: في بدايات التسعينات ظهرت ٣ مؤشرات خطيرة جداً وهي:

  • مراجعة أعداد كثيرة من مُسيئي استعمال ومُدمني المواد المؤثرة عقلياً.
  • زيادة ضبطيات إدراة مكافحة المخدرات: أي زادت كماً وحجماً، وهذا يشكل خطراً كبيراً.
  • ظهور حالات وفيات بسبب تعاطي الجرعات الزائدة.

ومن هنا بدأت الفكرة، حيث بدأت القيادات تُعطي تنبيه على هذا الموضوع، وعلى خطورته أيضاً.

وأيضاً تنبه الأطباء إلى زيادة أعداد مُدمني المخدرات، فبدأت بالتوعية بخطورة هذه المخدرات، والتنبيه بالوقاية من هذه المخدرات، وكذلك العلاج والرعاية لهؤلاء المرضى.

ففي المركز الوطني للصحة النفسية، كان هناك قسماً متواضعاً لعلاج المدمنين، ثم بدأت إدراة مكافحة المخدرات في فتح قسماً في المركز الوطني سنة ٩٣، وكانت سعته ١٤ سريراً، وبالتالي يلتقي رجل الأمن مع الطبيب لعلاج المدمن، فمن يتم ضبطه متعاطياً للمخدرات من قبل الشرطة، يتم إرساله إلى مركز العلاج، ويتم علاجه.

وفي عام ٢٠٠١ تم افتتاح المركز الوطني لتأهيل المدمنين التابع لوزارة الصحة الأردنية، بسعة ٦٠ سرير، والإقامة متوسطة لحوالي ٦ أسابيع، أسبوعان لإزالة السمية و ٤ أسابيع لإعادة التأهيل.

وفي ٢٠٠٩ قامات إدراة مكافحة المخدرات بإفتتاح مركز علاج المدمنين التابع لها، بسعة ١٦٠ سرير.

ومهما تقدم من علاج للمدمنين، لا يتم معرفة العدد الحقيقة لمدمني المخدرات، لأن المدمن لا يعترف أنه يتعاطى المخدرات، وكذلك الأهل لا يريدون الاعتراف على ابنهم بأنه يتعاطى المخدرات، وكل ذلك يؤثر الإحصائيات والأرقام الحقيقية لمدمني المخدرات.

وقد تخصصت قونين عدة مشجعة للتقدم في العلاج من المخدرات، ومنها قانون المخدرات، والقانون الجديد لعام ٢٠١٦ وهو ينص على من ضبط بحيازة مخدرات بهدف التعاطي يعاقب، ولكن من تقدم للعلاج طوعياً يسقط عنه الحق العام.

وقد حاولت منظمة الصحة العالمية إدماج الصحة النفسية والإدمان داخل المستشفيات العامة، الغير متخصصة في هذه الأمراض، وفي القطاع الخاص أيضاً.

واقرأ هنا أيضًا عن الاستروكس

أسباب حدوث الإدمان

أسباب الإدمان كثيرة ومتعددة منها:

  • الضغوطات النفسية.
  • الهجرات القسرية.
  • المشاكل العامة.
  • سهولة تهريب المواد المخدرة.

الوصمة الإجتماعية للمدمنين

يتم عمل توعية تثقيفية صحية بهذا الخصوص، ويتم تقديم الخدمة مجاناً في وزارة الصحة وإدارة مكافحة المخدرات.

كذلك يجب على البرامج التلفزيونية أن تقوم بدورها في هذا الشأن، والتوعية بخطورة إدمان المخدرات.

كما نوجه دعوة للآباء والأمهات في حال تعرض أبنهم لتعاطي المخدرات، أن يتعاملوا مع ابنهم كمريض وليس كمدمن، كما يجب عليهم تشجيع ولدهم على تلقي العلاج والتخلص من الإدمان.

فالإدمان هو مرض مزمن متعدد الإنتكاسات، ونسبة النجاح في علاج الإدمان ضئيلة جداً، فأي مادة تؤثر عقلياً مع الاستعدام الشخصي والخاصية الكميائية لهذه المادة، يمكن أن تؤدي إلى الإدمان.

وإذا دخل الشخص إلى عالم الإدمان فمن الصّعب الخروج منه، ويجب على مدمني المخدرات التوجه إلى العلاج فوراً وبأسرع وقت، ومتابعة الأطباء المتخصصين في هذا المجال.

أنواع المواد المخدرة

تابع “د. العناني” المؤثرات العقلية كثيرة ومتنوعة منها المثبطة والمنشطة ومنها المهلوسة، فمن أنواع المثبطات ما يلي:

  • الكحوليات.
  • الفاليوم.
  • الحشيش.
  • الماريجوانا.
  • المواد الطيارة المستنشقة.

وأكثر الأنواع انتشاراً يختلف من جنس لآخر، ولأن نسبة الذكور إدماناً أكثر من نسبة الإناث، فأكثر المواد انتشاراً هي الحشيش، والكحول، والفاليومات هي أكثر أنواع المواد المخدرة انتشاراً حالياً.

وكل ذلك غير المواد الكميائية المصعنة مثل الحشيش الصناعي.

أعراض الإدمان

تنقسم أعراض الإدمان بين الأعراض الجسدية والنفسية، والأعراض السلوكية، ومن الأعراض السلوكية ما يلي:

  • الكذب عند المريض: أي يبدأ المريض بسلوكيات غير سوية مثل الكذب والتحايل، والمراوغة.
  • التغيب عن المنزل لساعات طويلة وغير مبررة.
  • العصبيّة.
  • مصاحبة مدمني المخدرات وأصدقاء السوء.
  • النّوم خارج المنزل.
  • تدني المستويات الدراسية.

ومن الأعراض الجسدية ما يلي:

  • ضعف الجسم.
  • ضعف الشهية.
  • إحمرار العيون.
  • المشي الغير متزن.
  • رعشة اليدين.

ومن العلامات النفسية ما يلي:

  • الإكتئاب.
  • العزلة.
  • الهلاوس والأوهام: وخاصة عند تعاطي مادة الحشيش الصناعي، أو ما يسمى بالجوكر، حيث تفقدنا هذه
  • الهلاوس والأوهام الاتصال بالواقع، وإذا فقدنا الإتصال بالواقع، يمكن أن نؤذي أنفسنا أو نؤذي الآخرين.

وكل هذه المؤشرات تدل على تعاطي المخدرات، ومن هنا يجب التوجه إلى طبيب الأسرة أو الطبيب النفسي لعمل الفحوصات اللازمة، ويمكن إجراء فحص البول وفي خلال دقيقتين يتم معرفة ما إذا كان هذا الشاب يتعاطى المخدرات أم لا.

ويجب التعامل مع الإبن كمريض وليس كمجرم، والتقرب منه في خلال هذه الفترة، حتى لا يكون لقمة في أيدي المروجين بائعي هذه المواد.

كيف يتصرف الأهل مع الإبن المدمن؟

كما ذكرنا سابقاً يجب التعامل مع الإبن بلطف ولين، ومعاملته كمريض، حتى نحتويه ويوافق على مراجعة الطبيب المتخصص.

ولا يجب تخويف الإبن ومعاملته على أنه مجرم، فلا نعاقبه جسدياً، ولا نطرده من المنزل وهذه أكبر خطأ يرتكبه الآباء في حال معرفة إدمان أحد الأبناء، فبهذه الطريقة يقوم الآباء بإرجاع الإبن إلى مروجي المخدرات وبائعيها.

ويجب على الآباء أيضاً مراقبة مصروف الأبناء، فعند زيادة مصروف الإبن، أو عندما يقوم بالسرقة من المنزل، أو أحد أفراد العائلة.

ومن هنا نوجه رسالة للأم بأن تأخذ حذرها عند غياب أي من متعلقات الزينة التابعة لها، أو أي من أموال ومصاريف المنزل، فيجب علينا مراقبة أولادنا بإستمرار، ومراقبة تصرفاتهم وسلوكياتهم.

وفي حال تقدم الأهل بالإبلاغ عن ولدهم أنه يتعاطى المخدرات، تم اعتبار ذلك أنه تقدم للعلاج بنفسه ويسقط عنه الحق العام.

الاستعداد للتعاطي والإدمان

عندما تسأل المدمنين من السبب وراء إدمانهم، يقولون أن السبب ليس المروج وإنما الأصدقاء، الذين يقومون بما يسمى ضغوط الأقران، أي يضغطون على الشخص بتناول بعض المواد المخدرة، وإقناعه بأنها لا تسبب الإدمان، ولا يلاحظ أحد.

ولكن يجب على الأبناء معرفة التركيبة الجينية للجسم، وأن كل شخص لديه استعدام على أدمان أي مواد مخدرة، فمن أول مرة يتعاطى الشخص فيها هذه المواد يصبح مدمناً على الفور، أي إذا تعاطى الشخص المواد المخدرة بالتجربة يدخل في الإدمان، أو إساءة استعمالها والتسبب في قتل أحد الأشخاص، أو الدخول في جرعة زائدة والموت من أول مرة.

والأخطر من ذلك المواد الكيماوية التي تدخل على الدماغ مباشرة، لأنها سريعة الذوبان في المادة الدهنية، يمكنها التسبب في حدوث الهلاوس والأوهام من أول مرة وأول تعاطي، أي تسبب جنون مؤقت، وهذا الجنون المؤقت يفقد الإتصال بالواقع، وإيذاء النفس أو الغير.

ويمكن للشخص أن يكون لديه استعداد للمرض النفسي أو العقلي، وعند تعاطي هذه المواد يُحدث المرض العقلي، فيحدث ما يسمى بالذهان العقلي المتسبب عن تعاطي المواد المؤثرة العقلية سواء المزمنة أو الحالية.

وأخيراً ننصح الآباء بمراقبة أولادهم، الرقابة المدروسة الصحيحة وليس العنف، لأن العنف يؤدي إلى بعد الأولاد وليس تقربهم، وبهذا سيحتويهم المروجين وأصدقاء السوء.

ورسالة إلى الأبناء إحذروا رفقاء السوء، لأن التجربة الأولى مع الاستعداد الشخصي يمكن أن تسبب الإدمان من أول مرة، فيمكن لبعض الأصدقاء وضع مواد سريعة الذوبان وعديمة الرائحة والطعم في المشروب، حيث تفقد الذاكرة لمدة ٦ ساعات.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: