الإحتفال بعيد الأم على الطريقة الإسلامية

صورة , عيد الأم , الإحتفال بالأم

رائع جدًا أن يحتفل العالم بالأم، وينحني احترامًا لها وتقديرًا لفضلها، وتعظيمًا لمكانتها، وبغض النظر عن مظاهر هذا الاحتفال أو تسميته أو عنونته أو تخصيص يوم معين له، وبغض النظر أيضًا عن المهاترات والنقاشات العقيمة التي تدور حول ما يطلق عليه “عيد الأم” من خلافات فكرية ودينية، فإننا كمسلمين يجب أن نكون على وعي تام بمكانة الأم وشأنها الرفيع، وتقدير الإسلام لها، وأن نتعلم كيف نحسن الاحتفال والاحتفاء بها، على الطريقة الإسلامية، التي لا يضاهيها فكر ولا تنافسها ثقافة أو تشريع.

وهنا سيدور حديثنا حول نقطة غاية في الأهمية وهي كيف نحتفل بالأم يوميًا، وكيف علمنا الإسلام طرق الاحتفال وأساليبه.

لا تقل لها أف

كفل الإسلام لكل أم حق الاحتفاء والاحتفال بها كل يوم وكل ساعة، فأمر بحسن التعامل معها والترفع عن الصغائر والترفع عن سوء الأدب بأي طريقة كانت، ولو كانت تلك الطريقة مجرد تأفف أو تعبير عن الغضب بالنظر، وجعل لها الحق أن تأمر فتُطاع، وتدع أبنائها إلى ما تحبه فلا يخالفون رغبتها ولا يقاومونها.

ولا تنهرها

احتفل بأمك بتجنب كل تجاوز أو سوء أدب، أو استخدام كلمة مسيئة أو جملة قاسية قد تجرح مشاعرها أو تزعجها أو تسبب لها ضيقًا، أو تترك في قلبها حزنًا أو وجعًا، واعلم أنك مأمور بذلك ومخاطب به دائما وفي كل وقت وحين.

لا يعلو صوتك على صوتها

إن من كمال الأدب وحسن التعامل مع الأم، ومن أدلة احترامها وتكريمها أن تخفض صوتك في حضرتها، ولا يرتفع صوتك فوق صوتها، ولا تبادر بفرض رأيك عليها، ولا تتسلط في قراراتك بما يتنافى مع رغبتها، ولا تنسى مكانتها ومنزلتها منك مهما اشتد عودك وزادت قدرتك، وتوهمت أنك تستطيع الاستغناء عنها، حتى لو بلغت من العمر أرذله أو قل إدراكها ونقصت معرفتها عن معرفتك.

لا تقيم الحجة عليه

يقول البعض إن من البر بالأم أن لا تحرص على إقامة الحجة عليها، وأن لا يغريك انتصار منطقك على منطقها ولا يثير عجبك بنفسك أن تظهر لها خطأها وضعف منطقها، لأن رعايتها لك وسهرها على راحتك، وقيامها على شأنك وحرمان نفسها من المتعة وادخارها لك غالبًا هو ما جعلك في تلك المكانة وأتاح لك هذه الفرصة.

قبل كل يوم يديها وقدميها

اهوي على يدي أمك وقبلها كل صباح ومساء، بل إن استطعت قبل قدميها، وابتغي مرضاتها، عاملها كأنها ملكة متوجة على عرش قلبك، احتفل بوجودها في حياتك كل يوم، واعلم مع كل ذلك أنك لن تستطيع الوفاء بما لها من فضل عليك.

اخفض لها جناح الذل

من طرق احتفال المسلم بأمه أن يتعامل معها تعاملًا استثنائيًا، فحين يقف بين يديها يخفض لها جناح الذل ويتجرد من جبروته وسلطاته أمامها، ويظهر احتياجه لها مهما بلغت من الضعف ومهما بلغ هو من القوة.

لا تمنن عليها بفضل

احتفل بأمك كل يوم بترك المن عليها، فمهما كان فضلك وخدمتك لها فهي لا تضاهي خدمتها لك وفضلها عليك، فأنت تستنزف فضلها وطاقتها وعمرها منذ كنت مضغة في رحمها، وحتى صرت إلى ما صرت إليه من النضج والاكتمال، فتذكر فضلها عليك ما حييت.

ولا تنصر عليها أحًدا

إذا أقحمك القدر في صراع بين أمك وبين غيرها، فلا تنتصرن لغيرها وإن كانت مخطئة، تعامل معها برحمة ولطف ولا تقسوا عليها ولا تعنفها بكلمات جارحات، وتفهم مكانتها.

يمكنك أن تهديها كل يوم هدية

اجمل احتفال بالأم في الإسلام أن تكون بارًا بها، رحيمًا بضعفها، وأن لا تكون مصدر ألم أو قلق لها، يمكنك أن تهدي أمك كل يوم هدية فقط بالتبسم في وجهها، وتقبيل رأسها، والاستقامة على ما يرضي الله ثم يرضيها، واعلم أن أغلى هدية تهدى بها الأم هي رؤية أبنائها الذين هم بعض روحها بخير وصلاح أمرهم وتقدمهم نحو الأفضل، فنجاح الابن هدية للأم وصلاح حاله جائزة من أغلى الجوائز عليها، واستقامته خير مكافأة على مجهودها!

فإن كانت أمك قد رحلت عن دنياك، فاهدها كل يوم بل كل صلاة دعوة صادقة من القلب، وتوسلٍ ملحٍ إلى الله عز جل أن يرحمها ويكرم نزلها.
الاحتفال بالأم ليس عيد وإنما أسلوب حياة.

أضف تعليق

error: