اضطرابات وظائف الغدة الدرقية

الغدة الدرقية،Thyroid
الغدة الدرقية

ما هي أسباب التهاب مرض الغدة الدرقية المزمنة (Hashimoto)؟
أوضح “بروفيسور د. توماس شتاينمولر” (خبير في أمراض الغدة الدرقية) أن هذا المرض هو أحد أنواع أمراض المناعة الذاتية، وفيه يُنتج الجسم أجساماً مضادةً غير مناسبة للغدة الدرقية مما يؤدي إلى حدوث التهاب، وبعد مرور عدة سنوات يحدث انهيار لخلايا الغدة الدرقية وبسبب عملية المناعة هذه تتدمر الغدة الدرقية.

هل يؤدي ذلك إلى زيادة نشاط الغدة الدرقية؟
أوضح “بروفيسور د. توماس شتاينمولر” أن غالباً ما يحدث ذلك في المرحلة الأولى من المرض، وبسبب هذا التحفيز والالتهاب تكون هناك زيادة قصيرة نسبياً في نشاط الغدة الدرقية، وعلى المدى الطويل يتحول الأمر إلى قصور في نشاط الغدة الدرقية ما يؤدي إلى تدميرها بالكامل.

ما هي أعراض مرض زيادة نشاط الغدة الدرقية أو ضعفه؟
أوضح “بروفيسور د. توماس” أنه في حال وجود فرط في نشاط الغدة الدرقية فإن عملية التمثيل الغذائي تزداد كلياً بدرجة كبيرة، فيشعر المرء بارتفاع درجة حرارة جسمه ويريد نزع ملابسه، كما أنه يتصرف بعصبية، ولا ينام بشكلٍ جيد، ويُصاب في كثير من الأحيان بالإسهال، وهذا ما يُسمى فرط نشاط التمثيل الغذائي. أما في حال ضعف نشاط الغدة الدرقية فإن عملية التمثيل الغذائي تتراجع بنسبة كبيرة وتصبح حركة الشخص المصاب بطيئة، ويشعر بالبرد، ويحدث تساقط للشعر، وغالباً ما يُصاب الشخص المريض بالاكتئاب.

هل لكل ذلك علاقة بحجم الغدة الدرقية؟
أوضح “بروفيسور د. توماس شتاينمولر” أن في الواقع ليس لذلك علاقة بحجم الغدة الدرقية، طبعاً هناك مرضى يعانون من المرض (Hashimoto) ولديهم تضخم في الغدة الدرقية وأحياناً تظهر عقد صغيرة، ولكن في الواقع فإن تضخم الغدة الدرقية والتهابها المزمن يعتبران مرضان مختلفان.

ماذا عن العلاج؟
أوضح “بروفيسور د. توماس” أن التهاب الغدة الدرقية المزمن (Hashimoto) لا يحتاج لإجراء عملية جراحية، فهو مرض قابل للعلاج فقط بالأدوية. وفرط نشاط الغدة الدرقية يجب علاجه طبعاً لأن تأثيره سيءٌ على الجسم، وتُعطى للمرضى أدوية تُعطل عمل الغدة الدرقية، وعندما يضعف نشاطها يحصل المريض على هرمونات جديدة كبديل مما يعني أن المصابين يجب عليهم أخذ جرعات من هرمون الغدة الدرقية طيلة حياتهم.

إلى جانب العلاج بالأدوية وإجراء عملية جراحية هناك إمكانية أخرى تعرف بـ (العلاج باليود المُشع)، فماذا عن هذا العلاج؟
أوضح “بروفيسور د. توماس شتاينمولر” أنه عند العلاج باليود المُشع يبتلع المريض حبوباً تحتوي على اليود المُشع 130 وهو أحد النظائر، يؤثر اليود المُشع على الغدة الدرقية فقط ما يعني أن تأثيره على بقية الجسم منخفض جداً، حيث يقوم اليود المُشع بتدمير خلايا الغدة الدرقية من خلال حرقها إن جاز هذا التعبير، وهذه طريقة علاج جيدة ومناسبة تماماً لمن يعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية. لكن في حال ضعف نشاط الغدة الدرقية فإن هذه الطريقة غير مناسبة لأن الخلايا لا تقبل اليود.

متى تستدعي الحالة المرضية وجوب إجراء عملية جراحية؟
أوضح “بروفيسور د. توماس” أن اللجوء للعملية الجراحية يكون في حال الشك بوجود مرض خبيث، وأيضاً عندما تكون الغدة الدرقية ضخمةً جداً وتؤثر ضخامتها على أعضاءٍ أخرى في الجسم مثل: حدوث ضغط على القصبة الهوائية وصعوبة في الأكل، كما أن العملية الجراحية تكون ضرورية في حال وجود فرط نشاط الغدة الدرقية عندما لا يفلح معها العلاج باليود المشع.

أحياناً لا يمكن الاستغناء عن العمليات الجراحية لعلاج الغدة الدرقية، فما حجم الخطر الناجم عن هذا النوع من العمليات؟
أوضح “بروفيسور د. توماس شتاينمولر” أن العمليات الجراحية بكافة أنواعها تنطوى على مخاطر لذا يجب التريث تماماً في اتخاذ قرار إجراء العملية الجراحية من عدمه. ولكن الآن تم الوصول إلى مرحلة آمنة من العلاج وتم السيطرة على المخاطر التي كانت تصاحب العملية ومنها إصابة العصب الحنجري، ثم إن المضاعفات الأخرى التي يولدها التخدير والنزيف بعد العملية باتت نادرة للغاية وأصبحت نسبتها دون ١٪.

هناك خطر إصابة العصب الحنجري لأنه قريب من الغدة الدرقية؟
أوضح “بروفيسور د. توماس” أن العصب الحنجري يقع في الغدة الدرقية مباشرةً، وهو شديد الحساسية فإذا ما تعرض للضرر بشكل ما سينتُج عن ذلك نوعٌ من بحة الصوت، ويتعافى هذا العصب في معظم الحالات لكن إذا ما تعرض للقطع فإنه لن يتعافى بالطبع حتى لو أصبح الصوت طبيعياً فيما بعد.

كيف ينجح الجراحون في حماية هذا العصب من القطع أو الإصابة؟
أوضح “بروفيسور د. توماس شتاينمولر” أن على الأطباء إجراء العملية الجراحية بتأنٍ وحرصٍ شديدين، ولابد من العثور على العصب حتى نقوم بعزله موضعياً ومحاولة حمايته بكل السبل. وتكفل الرقابة العصبية نجاح هذه العملية وهذا يعني ألا نحدد هذا العصب بصرياً فحسب أو عبر النظارة المكبرة بل نحدد وظيفته أيضاً وذلك عندما نتأكد من سلامتها كل مرة أثناء إجراء العملية.

إذا تكونت عقدٌ في الغدة الدرقية فإن المريض يُفكر فوراً في أنه أُصيب بالسرطان، لكن هناك عقداً لا علاقة لها بالسرطان أليس كذلك؟
أوضح “بروفيسور د. توماس” أن معظم عقد الغدة الدرقية حميدة لكن الكثير من المرضى قلقون بسبب شعورهم بهذه العقد التي يكون معظمها حميداً وليس خبيثاً، ولا تخضع الغدة للجراحة إلا في حالة أن يكون حجمها كبيراً أو أنها تنمو باستمرار أو أن هناك إشارةً إلى أن الإصابة خبيثة.

هل تؤخذ عينة من العقد التي تكونت بالغدة الدرقية لفحصها؟
أوضح “بروفيسور د. توماس شتاينمولر” أنه يتم تعليم المنطقة المعنية ثم تؤخذ منها عينة ولكن هناك وسائل أخرى كالتصوير بالأشعة وغيرها من التي تُشير إلى أن الإصابة خفيفة.

هل يمكن علاج عقد الغدة الدرقية دون اللجوء إلى إجراء عملية جراحية؟
أوضح “بروفيسور د. توماس” أن تلك العقد تتكون بسبب نقص اليود، وينشأ هذا النقص في مرحلة الطفولة قبل كل شيء، وإذا ما تناول الشخص البالغ أطعمةً تحتوي على اليود فإن العقد لا تختفي تلقائياً، ثم إن معالجة إصابة الغدد بالأدوية لا يكون فعالاً على نحو كافٍ مع لأسف الشديد.

هل يعتبر تناول اليود بإفراط له تأثير ضار على الصحة؟
أوضح “بروفيسور د. توماس شتاينمولر” أنه عادةً يتم إفراز اليود إذا كانت الغدة تعمل بشكلٍ طبيعي فيمكن تناول الكثير من اليود قدر المستطاع، وتكمن المشكلة في أن تكون الغدة مستقلة لدى البعض فيؤدي تناول المزيد من اليود إلى الإفراط في وظائف الغدد خاصةً عندما تكون هناك مشكلةٌ أصلاً في الغدة.

ماذا عن الأعراض والمضاعفات التي يشعر بها المريض نتيجة تناوله الأدوية الخاصة بعلاج الغدة الدرقية، فهل ستختفي هذه الأعراض؟
أوضح “بروفيسور د. توماس شتاينمولر” أنه إذا ما تناول المريض هرمونات خاصة بالغدة الدرقية فإنه سيُضاعف من حجم الهرمونات الموجودة أصلاً في الغدة نفسها، وإذا ما كان هناك الكثير من الهرمونات فإن هذه الأعراض ستبرز وكذلك عندما تكون الهرمونات قليلة ولابد من توفر حالة الاستقلاب الصحيحة في الهرمونات، وعلى هذا المريض أن يُراجع الطبيب ويفحص دمه لتحديد كمية الهرمونات في الغدة.

رأي واحد حول “اضطرابات وظائف الغدة الدرقية”

أضف تعليق

error: