أمراض الأذن وطرق الوقاية منها

صورة , أمراض الأذن , التهاب الأذن الوسطى
أمراض الأذن

إلتهابات الأذن من الأمراض الشائعة بين كثير من الناس وخصوصًا الأطفال، وهو أمر مزعج للطفل وذويه، وتختلف حدة الألم حسب نوع الإصابة فقد تكون الآلام خفيفة وقد تصل إلى درجة من الحدة لا تُحتمل.

ومن الأعراض الشائعة لإلتهابات الأذن الشعور بالدوار، وملاحظة سائل لزج أصفر اللون يخرج منها وذلك عندما يكون إلتهاب الأذن قد سبب تمزقًا في غشاء الطبلة. ومن الأسباب المؤدية أيضًا لإلتهابات الأذن الإصابة بالعدوى الفيروسية البكتيرية أو الفطرية.

لذلك يجب تجنب دخول الماء إلى الأذن أثناء الإستحمام، وكذلك تجنب العبث في الأذن بإستخدام الأدوات الحادة، كما ينبغي الحرص على تناول الأطفال السوائل بشكل رأسي وليس وهم مستلقون”.

ما هو الوصف التشريحي للأذن؟ وما أشهر أمراضها في فصل الصيف؟

قالت “د. مها السليطين” أخصائية السمع والتوازن بمؤسسة حمد الطبية. تنقسم الأذن إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي الأذن الخارجية والأذن الوسطى والأذن الداخلية، وكل قسم من هذه الأقسام له أمراضه الخاصة، ولكن في النهاية يؤثر المرض الواحد على الثلاثة أقسام لترابطهم معًا.

وأكثر أمراض الأذن شيوعًا في فصل الصيف هو الإلتهاب، وتختلف أعراضه وطرق علاجه بإختلاف قسم الأذن المصاب به.

ويتضح لنا بالتجربة العملية كثرة الإصابة بإلتهابات الأذن في فصل الصيف وبخاصة عند السباحة في حمامات السباحة نظرًا لأنها تحتوي على عدد كبير من البشر إلى جانب ركود الماء فيها وبالتالي تزيد فرص الإصابة بالعدوى البكتيرية حتى وإن طُهرت هذه الحمامات والبِرك بمادة الكلور، بل قد يعاني البعض من حساسية تجاه مطهرات حمامات السباحة بجانب الإصابة بالإلتهابات.

لهذا قد يكون من الأفضل قضاء العطلة الصيفية على البحر وممارسة رياضة السباحة فيه لأنه أنقى، وإن كان من الضروري السباحة في الحمامات والبِرك ذات الماء الراكد فلا مانع بشرط إتباع الإجراءات الوقائية لتقليل فرص الإصابة.

وأضافت “د. مها” إذا ما تحدثنا عن الأذن الخارجية فيتضح لنا أنها القسم الباديء من صوان الأذن ثم القناة الخارجية وينتهي عند طبلة الأذن، وتحتوي الأذن الخارجية على مواد صمغية (الشمع)، كما أنها حامضية الوسط لتقليل الإصابة بالبكتيريا حيث أنها تموت فور دخولها إلى الأذن بفعل الحمضية الزائدة.

وأكثر ما يُصيب الأذن الخارجية من أمراض هو الإلتهاب أو ما يُعرف بأذن السباحين، ويحدث هذا الإلتهاب بفعل دخول الماء إلى القناة الخارجية مما يتسبب في تغير الوسط الحامضي إلى وسط قلوي، بالإضافة إلى أن الماء يعمل على ترطيب الأذن الخارجية.

ويعتبر الوسط القلوي الرطب من أنسب البيئات لنمو وتكاثر البكتيريا والفطريات. وأعراض الإصابة بإلتهاب الأذن الخارجية هي:
الألم الشديد.
• إنتفاخ وتورم الأذن.
• قلة السمع.
• الإصابة بالطنين.

وتتضاعف هذه الأعراض في حدتها وشدتها إذا كان مريض الأذن من المصابين في الأصل بأحد الأمراض المزمنة المعروفة وبخاصةً السكري.

وبالحديث عن الأذن الوسطى نجد أن مرض وإلتهاب هذا القسم من الأذن هو أكثر ما يحدث مع الأطفال في الأعمار الأقل من الثلاث سنوات، وذلك لإتصال الأذن الوسطى بقناة ستاكيوس.

وهي القناة التي تربط بين سقف الحلق والأذن، لذلك فإن أية إصابة للأنف أو الحلق بالإلتهاب يمكن له الإنتقال عبر قناة ستاكيوس ليُصيب الأذن الوسطى، من هنا وجب التنبه الشديد لأي عرض صحي في الأذن عند الأطفال في كل الأعمار قبل السماح لهم بالسباحة وخصوصًا في حمامات السباحة ذات المياه الراكدة.

ما طرق الوقاية من أمراض الأذن؟

أشارت “د. مها” إلى تعدد طرق حماية الأذن من الإلتهابات وأهمها:
ممارسة السباحة في البحر وتجنبها في حمامات وبرك السباحة ذات المياه الراكدة قدر الإمكان، وإن كان لابد فيفضل التأكد من نظافة حمام السباحة، وقلة عدد السابحين فيه، مع وضع سدادات الأذن قبل النزول فيه، والإمتناع عن السباحة تمامًا حال إصابة الأذن مسبقًا بأية أمراض أو فتحة في الطبلة.

إستعمال الأنواع ذات الجودة العالية من سماعات الأذن، مع عدم التناوب على إستعمال سماعات الأذن مع الآخرين فهي للإستعمال الشخصي فقط لمنع إنتقال العدوى الفيروسية عن طريقها.

عند وضع سماعات الأذن يُراعى خفض الصوت وعدم إرتفاعه لتجنب فقدان السمع.

ونشير هنا إلى أن نقص السمع تراكمي أي بمرور الوقت، وهو الأمر الذي وجه منظمة الصحة العالمية وكذلك كل الجمعيات الطبية المهتمة بالسمع إلى وضع شروط ومعايير للمحافظة على السمع بالنسبة للوظائف التي تفرض على أصحابها العمل في الضجيج ووسط الصخب العالي مثل موظفي المطارات والمصانع وعمال الحفارات… إلخ.

ومن هذه المعايير وضع سدادات الأذن لتقليل نسب الصوت الداخل إلى الأذن عند الحدود المسموح بها، وعلى نفس الوتيرة يُشدد على ضبط الصوت عند المستويات الأقل عند وضع سماعات الأذن.

عدم تنظيف الأذن بأعواد القطن فهي أخطر وسيلة على الأذن وقد تضر الطبلة، كما أنها تساعد على إعادة دخول الشمع إلى الداخل مرة أخرى، وكثرة تراكمه داخل الأذن يؤدي إلى الإلتهاب لا محالة.

وبشكل عام لا يُطلب من الإنسان سوى تنظيف الشمع من الخارج فقط والأذن تنظف نفسها ذاتيًا من الداخل.

عند الشعور بأي ألم في الأذن يُرجى متابعة الطبيب بدون تأخير، فالكشف المبكر عن أمراض الأذن من الإجراءات الوقائية من المضاعفات الصحية الأخطر التي قد تحتاج إلى تدخلات جراحية، وكذلك يُساهم في تسهيل العلاج الدوائي.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن إهمال علاج إلتهابات الأذن قد يتطور – لا قدر الله – إلى أنواع من الأورام سواء الحميدة أو السرطانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top