أكثر دول العالم فساداً

صورة , الحرب , الفساد , الفوض السياسية
الحرب

لا يخفى على عاقل أن دول العالم تختلف من نواحي كثيرة، إلا أن الفساد يبقى العلة الأولى التي تدفع الشباب إلى الهجرة من الدول الغارقة في فساد أجهزتها إلى دولٍ أكثر تقدماً وإنسانية، لذلك في السطور القادمة سنستعرض عدداً من أكثر دول العالم فساداً.

ما هي أكثر الدول فساداً حول العالم؟

البداية من فنزويلا: فبحسب موقع فوربس الإلكتروني تُصنف دولة فنزويلا في المرتبة المائة وخمسة سبعين من أصل قائمة تضم مائة وتسعة وسبعين دولة في مؤشر الحريات الإقتصادية لمؤسسة التراث منذ العام 2011م، وذلك بفضل تقليص حرية العمل وانتشار الملكية الخاصة للشركات الكبرى، كما تمر فنزويلا بواحدة من أسوأ الأزمات المالية والإقتصادية في التاريخ البشري رغم امتلاك الدولة أفضل أنواع النفط على مستوى العالم أجمع.

أما الدولة الثانية – وللأسف – فهي دولة عربية، ألا وهي دولة العراق: فبحسب موقع فالي ووك الإلكتروني بعدما حلت الولايات المتحدة الأمريكية محل صدام حسين، ثم تركت فراغاً في السلطة في العراق فُتح الباب أمام الزعماء الفاسدين للإستيلاء على السلطة، كما سمح إخلاء القوات الأمريكية من العراق بنشوب صراع عنيف بين الأكراد والشيعة والسنة وأخيراً ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وهو الأمر الذي أدى إلى زعزعة استقرار البلاد بالكامل وتنامي الفساد المالي والإداري بالدولة، وذلك على الرغم من كون العراق ثاني أكبر المنتجين للنفط بمنظمة الأوبك، وهو ما يمكن القول معه بأن الحرب ضد الفساد أشرس وأعنف الحروب حتى مع مقارنتها بالحرب ضد الإرهاب، ففي العراق وبالرغم من العائدات المليارية للنفط إلا أن الدولة لا يمكنها تأمين الحد الأدنى من الخدمات الأساسية لمواطنيها، وكل ذلك مما يدعو إلى الأسف والأسى، خصوصاً مع النظر إلى العراق صاحبة التاريخ المشرف والعظيم، حيث أنها تعد أول حضارة بشرية متكاملة عرفها التاريخ الإنساني.

ويأتي ثالثاً في القائمة دولة أفريقية وهي غينيا: فهي دولة تقع في غرب القارة، وتعد مركزاً رئيسياً للإتجار غير الشرعي والجريمة، كما أن الفساد الحكومي يعد معياراً مقبولاً من الناحية العملية منذ تأسيس البلاد في سبعينات القرن العشرين، حيث أنه منذ تأسيس الدولة لم ينجح رئيس واحد في إنهاء وإكمال فترة رئاسته بسبب سيطرة الميليشيات على البلاد.

بعدها تأتي الدولة الغنية عن التعريف فيما يخص الفساد وهي كوريا الشمالية: فمن الغريب أن يكون أكثر ما تشتهر به دولة ما هو فسادها،
ولكن هذا حقيقة واقعة في كوريا الشمالية؛ فبحسب تقرير الأمم المتحدة تعد كوريا الشمالية واحدة من أكثر الأماكن فساداً على وجه الأرض في ظل الدكتاتورية الشيوعية، حيث لا يتمتع المواطنون الكوريون الشماليون فعلياً بأي حقوق أو حرية شخصية، حيث تنتشر معسكرات الإعتقال المليئة بالتعذيب، والتي تهدف إلى ترويع السكان لدفعهم إلى الإمتثال إلى النظام، في حين أن التجويع هو معيار الحياة والإلتزام في كل كوريا الشمالية.

وتالياً على القائمة الدولة الليبية: فبحسب موقع فالي ووك الإلكتروني فقد سمح الفراغ اللاحق بالسلطة بعد أشهر الشخصيات جنوناً (معمر القذافي) إلى الإستيلاء على المراكز العليا والإستفادة من الإضطرابات العنيفة من قِبل تجار الأسلحة والمسئولون العسكريون الفاسدون، خصوصاً مع تصاعد واستمرارية الحرب الأهلية الدائرة رحاها بعنف بين المتمردين من جهة وبين الموالين للنظام القديم من جهة أخرى.

وسجلت السودان اثنى عشر نقطة على مقياس الفساد العالمي: فبحسب موقع ترانسبنسي الإلكتروني يعد فساد السودان نتيجة حتمية للصراع العرقي طويل الأمد في البلاد، وقد تعظَّم ذاك الفساد بعد انقسام الدولة وأخذ دولة الجنوب معظم ثروات البلاد النفطية، وهو ما زاد الوضع سوءًا.

وفي ختام اللائحة تعد من الدول الأكثر فساداً الصومال: فالصومال لديها حكومة مركزية، إلا أنها واقعياً يُديرها أمراء حرب وعشائر متنافسة، كما أصبحت الصومال سيئة السمعة لتمركز القرصنة البحرية فيها، ولا يزال الوضع الإقتصادي فيها يتجه إلى مزيد من الإنهيار، في حين أن 29% فقط من الأطفال يذهبون إلى المدارس، كما يبلغ متوسط العمر المتوقع في الصومال 55 عاماً فقط.

من الملاحظ أن القواسم المشتركة بين كل تلك الدول المذكورة والمصنفة الأكثر فساداً على مستوى العالم هو الفوضى السياسية ونقص الوعي المجتمعي فيما يخص المحافظة على ثروات البلاد وحسن إدارتها وإدارة عائداتها المالية، وهي الأمور التي لا يدعم تفاديها سوى استيقاظ الشعوب ونماء وعيهم السياسي والإقتصادي.

أضف تعليق

error: