أفضل الأعمال في يوم الجمعة

يوم الجمعة ، جمعة مباركة ، صورة ، القرآن الكريم

الحديث عن الجمعة ويوم الجمعة طويل وثري، والكلام في فضلها لا ينتهي، فهو يوم تتجسد فيه معاني كرم الله وفضله على عباده، ورحمته بهم، وربما نعرف جميعًا ما ورد في فضل يوم الجمعة وعظمته، غير أن معظمنا -إلا ما رحم الله- يغفل عن الطرق أو الأفعال التي يمكن أن يحصل بها فضائل يوم الجمعة وثوابها، قد يضيع هذا اليوم المبارك في طقوس عبثية فيخصصه للخروج أو التنزه أو النوم والكسل، وينسى أو يتناسى ما يستحب فيه من الأعمال، فيضيع بحمقه فرصًا عظيمة وخيرات كثيرة تنطوي عليها ساعاته، ونفحات تجود بها أوقاته المباركة.

لذا فسيكون مقالنا اليوم بمثابة تذكير بالأعمال المستحبة في يوم الجمعة مبينين فضلها وعظيم أجرها، لعل قارئ تقع عليه عيناه فينتبه إلى فضل عظيم ويحرص عليه.

الاغتسال والتطهر

ورد الكثير من الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والتي تبين لنا فضل الاغتسال والتطهر يوم الجمعة، وما يتبع تلك الطهارة من فضائل وزينة مثل السواك ومس الطيب ولبس أحسن الثياب، ومن الأحاديث التي اكدت هذا المعنى وحثت على تلك السنن وبينت فضلها وعظيم ثوابها حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – حيث قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (مَن اغتسلَ يوم الجمعة واستاك، ومَسَّ من طِيبٍ – إن كان عنده – ولبسَ مِن أحسن ثيابه، ثم خرَجَ حتى يأتي المسجد، فلم يتخطَّ رقابَ الناس، حتى ركَعَ ما شاء الله أنْ يركعَ، ثم أنصتَ إذا خرجَ الإمام، فلم يتكلَّم حتى يفرغَ من صلاته، كانتْ كفَّارة لِمَا بينها وبين الجمعة التي قبْلَها)، ومنها حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (إذا جاء أحدُكم الجمعة، فليغتسلْ).

التزين والتطيب والاجتماع للصلاة ومراعاة آداب المسجد

لأن أصل الجمعة وتسميتها جاءت من اجتماع المسلمين للصلاة ولقائهم الإيماني المتجدد في بيوت الله، فكان من ضمن سننها ومستحبات العمل فيها ان يحرص المسلم على حسن المظهر وأن يمس رائحة طيبة، ويرتدى من الثياب احسنها، ويبادر للقاء اخوانه وهو في أبهى صوره، وإذا دخل المسجد يستحب في حقه أن يراعي آدابه فلا يتخطى رقاب اخوانه، ولا يهرول ولا يتسبب في ضجة ولا إزعاج لمن هم داخل المسجد، وأن يلتزم الخشوع والوقار في مشيته وجلسته وذكره.

التبكير إلى الصلاة

من أفضل الأعمال يوم الجمعة أن يبكر المسلم بالذهاب إلى الصلاة، فيبادر بالاغتسال والاستعداد ويذهب إلى الصلاة قبل أن يصعد الإمام على المنبر أو يبدأ في الخطبة، وليس هذا مستحبا فقط بل هو موضع للتنافس والتسابق والمفاضلة في الأجر، فلا يستوي من ينتظر الجمعة ويأتي إليها مبكرًا مع من يؤخر حضورها إلى آخر لحظة ممكنة، وقد بين لنا النبي ذلك التفاضل في السبق والأجر وضرب لنا مثالا يزيد المعلومة وضوحا وجلاءً، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((مَنِ اغتسلَ يوم الجمعة غُسل الجنابة، ثم راحَ – يعني: في الساعة الأولى – فكأنَّما قرَّب بَدَنة، ومَن راح في الساعة الثانية فكأنَّما قرَّب بَقَرة، ومَن راح في الساعة الثالثة فكأنَّما قرَّب كبشًا أقرن، ومَن راح في الساعة الرابعة فكأنَّما قرَّبَ دجاجة، ومَن راح في الساعة الخامسة فكأنَّما قرَّب بيضة، فإذا خرَجَ الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذِّكْر).

قراءة سورة الكهف

من الأعمال المستحبة والتي يجب أن يحرص عليها المسلم قدر الإمكان، ففيها الكثير من العظات والعبر والدروس، وفيها انشراح للصدر وتطيب للخاطر وتوكيد لمعاني التوكل على الله، والرضا بما قسمه الله واليقين في عدله وعلمه وحكمته عز وجل، وفيها معالجة لقضايا عقدية عظيمة وفوائد كبيرة وجليلة، أما عن فضلها في ميزان حسنات العبد والثواب المعد لقارئها من الجمعة إلى الجمعة فقد جاء في الحديث:” من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين” أخرجه الحاكم بسند صحيح.

الإكثار من الصلاة على النبي

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أحب الأعمال وأثقلها في الميزان، فضلها لا يحد ومنافعها لا تحصى ولا تعد، غير أن فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة أكبر من أي يوم وأفضل وأعظم بكثير، ومنها ما جاء في حديث أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أفضل أيامكم يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي، قالوا: يا رسول الله وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت ؟ يعني وقد بليت، فقال: إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء).

وختامًا: لا يليق بنا إلا أن نقول: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).

أضف تعليق

error: