أعراض وعلاج مرض التصلب المتعدد

صورة , مرض التصلب المتعدد
مرض التصلب المتعدد

ما أسباب مرض التصلب المتعدد؟ ولماذا يُصيب الفئات العمرية الأصغر؟

قال دكتور “هاني عارف” أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس. وجب التنويه أولًا بأن مرض التصلب المتعدد لا علاقة له بمرض تصلب الشرايين حيث أن الكثيرون يخلطون دائمًا بين المرضين رغم إختلافهما الكامل.

وتحدث الإصابة بمرض التصلب المتعدد عند إصابة المادة البيضاء، والمادة البيضاء هي الغلاف الذي يحيط بالخلايا العصبية، ونتيجة لخلل مناعي غير معروف الأسباب حتى الآن تُصاب المادة البيضاء بأنواع من الإلتهاب، حيث تخرج أجسام مناعية مضادة تحارب هذه المادة البيضاء وتؤدي إلى إلتهابها.

وإلتهاب هذه المادة البيضاء ومرضها ينتج عنه إصابات أو أعراض صحية متعددة لذلك سُمي المرض بالمتعدد، ويُشترط في تشخيصه
وضوح تكرار نقاط بيضاء في غلاف الخلايا العصبية، وأبرز طرق التشخيص هي الفحص بالرنين المعناطيسي.

والمرض بالفعل يُصيب الفئات العمرية المتوسطة من عمر الـ 20 إلى الـ 40 بشكل أكبر على عكس ما هو متوقع، ويرجع هذا إلى طبيعة المرض، ولكن لا يمكن الجزم بأسباب واضحة يمكن ذكرها لوصف هذه الطبيعة أو لتبرير إصابة الفئات العمرية الأقل به.

ومن حيث أسباب المرض لا يمكن إعتبار مرض التصلب المتعدد من الأمراض الوراثية رغم إشتراك العامل الوراثي في أسباب الإصابة به ولكن بنسبة ضئيلة.

وكل الأسباب أو العوامل التي أثبتتها الدراسات البحثية والتي من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالتصلب المتعدد لا تتجاوز كونها أسباب ظنية غير قطعية الثبوت مثل التدخين أو الإفراط في ملح الطعام أو بعض أنواع الفيروسات التي قد تسبب على المدى الطويل الإصابة بالتصلب المتعدد.

ما هي الأعراض الصحية لمرض التصلب المتعدد؟

تحدث الإصابة دائمًا في مناطق معينة من الجهاز العصبي المركزي مثل العصب البصري أو الحبل الشوكي أو في مراكز الإتزان في الجهاز العصبي، فتظهر الإصابة في أعراض مثل:
• ضعف مفاجيء في نظر إحدى العينين، حيث تشير الدراسات إلى إصابة 50% من مرضى التصلب المتعدد بضعف في النظر.
• ثِقل الحركة في الجزء الأيمن أو الأيسر من الجسم إذا كانت الإصابة في الحبل الشوكي.
• الشعور بتنميل شديد ومستمر في أجزاء من الجسم.
• عدم الإتزان.
• عدم التحكم في البول.

هل تتوفر الأدوية العلاجية لمرض التصلب المتعدد؟

أشار “د. هاني” إلى أنه يعتبر مرض التصلب المتعدد من أكثر الأمراض التي تهتم بها المراكز البحثية، وأول علاج فعلي للمرض تم طرحه بالأسواق في عام 1995م، والآن وصل عدد الأدوية العلاجية لهذا المرض إلى 15 صنف دوائي، وبالتالي أصبح من الممكن توفير العلاج المناسب لكل مرضى التصلب المتعدد.

وفي البداية أثبتت الأبحاث أن مداومة المريض على علاجات التصلب المتعدد تفرض عليه الإتكاء على عصا أثناء الحركة بعد عشرة سنوات، وتفرض تحركة على كرسي متنقل بعد عشرين سنة من العلاج، أما الآن وبعد تطور الأدوية يمكن القول أن المريض لا يحتاج لأي من هذا ويستطيع إستكمال حياته بصورة طبيعية طالما شُخص المرض مبكرًا وعُولج بالدواء الصحيح.

وعامةً اُضطر المريض سابقًا لتحمل الآثار الجانبية للأدوية لقلة الخيارات، أما الآن ومع تعدد الأصناف الدوائية يمكن اختيار الأصناف الأقل تأثيرًا على صحة الجسم، ويمكن التبديل بين الأنواع بحسب شدة أعراض التصلب المتعدد وإستقرار الحالة المرضية.

ولا ننكر وجود أصناف علاجية تُحدث بعض الآثار الجانبية التي تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة، لكن لا صحة للمغالطات المشاعة بأن بعض أدوية التصلب المتعدد تسبب الأورام السرطانية.

هل توجد وسائل وقائية لتفادي الإصابة بالتصلب المتعدد؟

مع الأصحاء لا يمكن القول بإتباع إجراءات معينة للوقاية من المرض، ولكن يعتبر التشخيص المبكر للتصلب المتعدد من أهم أسباب الحماية من مضاعفات المرض وإشتداده، وهذا الأمر يتطلب رفع الوعي الصحي عند الأفراد بحيث إذا ما ظهر واستمر عليهم أحد الأعراض المذكورة سابقًا يتوجهون فورًا إلى طبيب الأعصاب المتخصص.

إلى جانب رفع الوعي الصحي بالمرض عند الأطباء من التخصصات الأخرى، لأن المريض عادةً ما يتوجه إلى الطبيب المتخصص في العرض الصحي الظاهر عليه كضعف النظر المفاجيء يجعل المريض يتوجه إلى طبيب العيون، هذا الطبيب بدوره إذا ما زاد وعيه العلمي بمرض التصلب المتعدد يمكن له تحويل المريض إلى أخصائي المخ والأعصاب إذا ما شك أن العرض مقدمة للتصلب المتعدد. ويمكننا القول أن درجة الوعي بمرض التصلب عند الأطباء من التخصصات المختلفة في طريقها للتقدم تبعًا للقاءات الدورية بين هؤلاء الأطباء ومتخصصي المخ والأعصاب.

وفعليًا أصبح أطباء العيون وأطباء الأنف والأذن والحنجرة يطلبون من المريض إجراء فحص الرنين المغناطيسي وعرضه على طبيب أعصاب إذا ما اشتكى بفقدان في التوازن أو مرض العصب البصري كإجراء إحترازي للتأكد من كون العرض لا علاقة له بالتصلب المتعدد.

وبشكل عام تعتبر العادات الصحية الجيدة من عوامل الوقاية من التصلب المتعدد وغيره من الأمراض، مثل الغذاء الصحي وممارسة الرياضة وتجنب التدخين وتقليل إستهلاك ملح الطعام والنوم الجيد…. إلخ.

هل توجد علاقة بين التصلب المتعدد وبين الزهايمر؟

لا علاقة طبية بين المرضين، ولكن تطور وتقدم التصلب المتعدد مع التقدم في العمر يؤدي إلى ضعف في قدرات القشرة المُخية وبالتالي تظهر أعراض ضعف الذاكرة والتركيز.

وهذه من النقاط التي تعزز ضرورة الكشف المبكر عن التصلب المتعدد وعلاجه من البداية، مع إستمرار المتابعة لنتائج العلاج ودرجة تطور المرض بفحوصات الرنين المغناطيسي للحيلولة دون الوصول لهذه المراحل المتقدمة وما يتبعها من زيادة في أعراض ومضاعفات التصلب المتعدد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top