أصناف المسلمين كما ورد في سورة الحشر

أصناف المسلمين كما ورد في سورة الحشر

أتعلم أن الله ورسوله أوصانا بإيثار الغير على النفس فقد قال تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ | وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).

تلك الآيات من سورة الحشر، ولكن ما معنى الإيثار؟

ما معنى الإيثار؟

هو تفضيل الغير على النفس. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أتى رجل رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله أصابني الجهد، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا فقال رسول الله ﷺ ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فذهب إلى أهله فقال لامرأته: ضيف رسول الله ﷺ لا تدخريه شيئا، قالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية، قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي، فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة، ففعلت، ثم غدا الرجل على رسول الله ﷺ فقال: لقد عجب الله ﷻ أو ضحك من فلان وفلانة فأنزل الله ﷻ (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ).

معاني الكلمات

  • (تَبَوَّؤُوا): تعني سكنوا وتوطنوا.
  • (خَصَاصَةٌ): تعني حاجة.
  • (شُحَّ نَفْسِهِ): جاءت من الشح، وهو البخل مع الحرص الذي يحمل الإنسان على منع الحقوق الواجبة في المال.

شرح الآيات

  • في الآية الأولى (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ): أي سكنوا دار الهجرة، والمراد بهم الأنصار، (وَالإِيمَانَ): لزموا الإيمان.
  • (مِن قَبْلِهِمْ): من قبل قدوم المهاجرين إليهم.
  • (حِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً): أي حسدًا أو غيظاً.
  • (مِّمَّا أُوتُوا): أي مما أُعطى المهاجرون من مال الفيء وغيره، وذلك أن رسول الله قسم أموال بني النضير بين المهاجرين لفقرهم وحاجاتهم، ولم يُعطي الأنصار منها، فطابت أنفس الأنصار بذلك.
  • (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ): أي يقدمون إخوانهم المهاجرين بالمال على أنفسهم.
  • (وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ): يعني فاقة وحاجة إلى المال.
  • (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ): أي من حُفِظ من الحرص على المال الذي يحمل على منع الحقوق الواجبة في المال.
  • (فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ): أي الظافرون بمطلوبهم.
  • (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ): أي من بعد المهاجرين والأنصار، وهم التابعون لهم بإحسان إلى يوم القيامة.
  • (يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا): أي بغضًا وحقداً.
  • (لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ): أي ذو رأفة بخلقك، (رَّحِيمٌ): أي ذو رحمة لمن تاب واستغفر من ذنوبه.

 فوائد الآيات

  • بيان فضيلة الأنصار وإيمانهم بالله تعالى.
  • حث المسلم وترغيبه في حفظ نفسه من خلق الشح.
  •  بيان صفة عظيمة من صفات المؤمنين الصادقين، وهي الدعاء لإخوانهم المؤمنين بالمغفرة، وسلامة صدورهم من البغض والحقد عليهم.
  • أن الطعن في صحابة رسول الله ليس من صفات أهل الإيمان.

الخلاصة: تعرفنا في هذا الموضوع تفسير الآيات التاسعة والعاشرة من سورة الحشر، وقد تعرفنا على أنواع المسلمين من المهاجرين، والأنصار، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة، وتعرفنا على بعض معاني الكلمات.

أضف تعليق

error: