الحديث المسلسل بيوم العيد

الحديث المسلسل بيوم العيد

سنحدثكم بحديث (المسلسل بيوم العيد) وهذه هدية العيد ومِنحة العيد وحلية العيد؛ يقدمها لنا ولكم الشيخ حسن الحسيني -جزاه الله خيرا- عبر برنامجه “سبائك العيد”.

تعريف الحديث المسلسل

وقبل التحديث به أحب أن أوضح لكم معنى (الحديث المسلسل). الحديث المسلسل: هو عبارة عن تتابع رجال الإسناد وتواردهم فيه، واحدًا بعد واحد؛ على صفة واحدة أو حالة واحدة. أو رواية الحديث في زمان معين، أو مكان محدد. بمعنى: يتتابع الرواة في كل طبقة من طبقات الحديث، فيشتركون في صفةٍ أو حال.

مثلا: كل رواة الحديث يكونون من القراء، فيتسلسل الحديث من الراوي القارئ عن الراوي القارئ عن الراوي القارئ وهكذا، (قارئ عن قارئ عن قارئ) أو الراوي القاضي عن القاضي عن القاضي.. وهكذا.

أو يكون التسلسل في الحالة، إما (قولية) مثل: حديث معاذ ((إني أحبك فقل: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) هذه العبارة قالها النبي ﷺ لمعاذ. فمعاذ الراوي قالها للتابعي.. وهكذا يتسلسل.

أو يكون التسلسل في حالة (فعلية) كحديث التشبيك “شبك بين أصابعه”، هكذا شبك النبي ﷺ. فالصحابي أيضًا شبك والتابعي شبك.. وهكذا، كل راو يقوم بالتشبيك.

وقد يتسلسل الحديث من أوله إلى آخره؛ كله مسلسل، وقد ينقطع بعضه، من أوله أو آخره؛ يكون التسلسل جزئيا.

ثم ليست كل المسلسلات الحديثية صحيحة؛ بل منها الصحيح ومنها الضعيف، وهو الأكثر. أكثر المسلسلات لا تصح.

وأصح المسلسلات الحديثية: حديث (المسلسل بقراءة سورة الصف)، و (المسلسل بالحفاظ)، والحديث (المسلسل بأولية السماع) إلى سفيان بن عيينة.

ولقد اعتنى المحدثون بالمسلسلات الحديثية، عناية خاصة، حتى هذه المسلسلات تمت العناية بها. فتجد منهم من ألَّف في جزء خاص منه مثل (المسلسل بالأولية)، ومنهم من ألَّف في شرح المسلسلات الحديثية، ومنهم من اهتم بتخريج هذه الأحاديث، ومنهم من ألَّف فيه بصورة عامة بذكر أقسام المسلسلات الحديثية، والأنواع، وهكذا.

حديث المسلسل بيوم العيد

ومن ألطف أنواع المسلسلات الحديثية تسلسل الحديث على تحديد زمن الرواية؛ كأن يتفق الرواة على رواية الحديث في وقتٍ واحد أو يوم معين، ومنه حديث (المسلسل بيوم العيد).

بحيث اتفق الرواة على رواية هذا الحديث في يوم العيد. فيجيز الشيخ تلميذه بالحديث المسلسل بيوم العيد، كما سمعه عمَّن سبقه في يوم العيد. وذاك كما سمعه عمن فوقه أيضًا في يوم العيد، وتستمر السلسلة بالسماع لنفس الحديث من عالِم إلى عالِم كل واحد يقول: حدثني فلان في يوم عيد.

إلى التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح الذي قال: “أخبرنا ابن عباس في يوم عيد”.

وبعد هذا التفصيل حان الآن أوان الإجازة بحديث (المسلسل بيوم العيد)، فأقول: أخبرنا الفقيه السيد أحمد بن عبد الله الرقيمي -مفتي الشافعية بمكة المكرمة- في يوم عيد، أخبرنا محمد العربي التبّاني الجزائري في يوم عيد، أخبرنا المسند الفلكي خليفة بن حمد النبهاني البحريني ثم المكي في يوم عيد، قال: أخبرنا به فالح بن محمد الظاهـري في يوم عيد، قال: أخبرنا السيد محمد بن علي السنوسي الخطابي في يوم عيد.

يُكتَب في الإسناد (أخبرنا) ويُقرأ (قال: أخبرنا).

قال: أخبرنا أبو الفيض حمدون بن عبد الرحمن السلمي الفاسي في يوم عيد، قال: أخبرنا محمد التاودي بن الطالب المرّي في يوم عيد، قال: أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الهلالي في يوم عيد، قال: أنبأني العلامة محمد بن أبي البقاء في يوم عيد، قال: أخبرنا أبو مهدي عيسى بن محمد الثعالبي، قال: أخبرنا علي بن محمد الأجهوري، سماعا عليه وإجازة منه في يوم عيد أو بين العيدين، قال: أخبرنا سراج الدين عمر بن أُلجاي، قال: أخبرنا الحافظ جلال الدين السيوطي، قال: أخبرني تقي الدين أبو الفضل محمد بن فهد الهاشمي، سماعا عليه بالمسجد الحرام في يوم عيد الفطر، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن ظهيرة القُرشي، سماعا عليه في يوم عيد الفطر، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد المعطي الأنصاري في يوم عيد الفطر، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد الدمياطي، سماعا عليه في يوم عيد الفطر، قال: أنبأنا علي بن هبة الله الجميزي، سماعا عليه في يوم عيد الفطر، قال: أنبأنا أبو طاهر السلفي، سماعا عليه في يوم عيد الفطر، قال: أخبرني عبد الله بن علي الآبنوسي في يوم عيد، قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري في يوم عيد، قال: أنبأنا أبو أحمد بن الغطريف في يوم عيد، قال: أنبأنا علي بن ذاهب الوراق في يوم عيد، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أخت سليمان بن حرب في يوم عيد، قال: حدثنا بشر بن عبد الوهاب الأموي في يوم عيد، قال: حدثنا وكيع بن الجراح في يوم عيد، قال: حدثنا سفيان بن سعيد الثوري في يوم عيد، قال: حدثنا ابن جريج في يوم عيد، قال: أنبأنا عطاء بن أبي رباح في يوم عيد، قال: حدثنا عبد الله بن عباس في يوم عيد، قال: شهدت مع رسول الله ﷺ يوم عيد فطر أو أضحى، فلما فرغ من الصلاة، أقبل علينا بوجهه، فقال: ((أيها الناس قد أصبتم خيرا، فمن أحب أن ينصرف فلينصرف، ومن أحب أن يقيم حتى يسمع الخطبة فليقم)).

والحديث من حيث الصحة ففي إسناده مقال إلا أني -يقول الشيخ حسن الحسيني- أرويه لكم كما حدثت به عن مشايخي، وقد أجزتكم بهذا الحديث في يوم عيد، فقولوا: قبلنا!

وبالمناسبة؛ لدينا هنا أيضًا:

أفاض الله عليّ وعليكم من بركات هذا العيد السعيد، وجعلني وإياكم بفضله ورحمته، من أهل الفضل والخير المزيد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top