أسباب وعلاج الجوع الوهمي

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , الجوع الوهمي , تناول الطعام
تناول الطعام

هل يمكن أن يأكل الفرد دون الشعور بالجوع؟

يختلف الجوع الطبيعي عن الجوع الوهمي فالجوع الطبيعي هو عبارة عن منبه للإنسان يستحثه على تناول الطعام لحاجة الجسم الضرورية له في هذا التوقيت، وقد يُصاحب عملية التنبيه تلك بعض الأعراض الجسدية مثل وجع المعدة أو سماع أصوات صادرة منها أو الصداع والخمول أحيانًا.

ومنبه الجوع بهذه الكيفية والطريقة من الصفات الحميدة ودليل على الصحة، حيث يتنبه الجسم فورًا لاحتياجه لرفع مستويات الطاقة أو تعويض نقص معين داخله.

أما الجوع الوهمي أو الجوع العاطفي (Emotional eating) يكون بسبب خلل في الحالة النفسية للفرد، دون حاجة الجسم لتناول الطعام في هذا التوقيت. هذا الخلل النفسي قد يكون بفعل الشعور بالوحدة أو الملل أو بسبب الضغط العصبي أو الإنزعاج الزائد للفرد، فتصبح الوسيلة الوحيدة للهروب من كل هذه المشاعر النفسية السلبية هي الهروب إلى الأكل.

وهذا النوع من الجوع حقيقي وواقعي، ويُصاب به الكثير من البشر على اختلاف ثقافتهم وأعراقهم وأماكن معيشتهم، وهو سبب رئيسي في إصابة العديد من الناس بالبدانة وزيادة الوزن.

ومن خصائص الإصابة بالجوع العاطفي:
توجه المصاب إلى تناول الأغذية الغير صحية كالأغذية السريعة والدسمة، وتجنبهم للأغذية الصحية والمفيدة للجسم، ويرجع ذلك إلى الإحتياج الشديد للطعام وبشكل سريع.

اختيار الأطعمة الدسمة، كوسيلة لتفريغ طاقة الغِل والنهم أثناء الأكل.

عدم القدرة على الإنتظار حتى يتم تحضير الطعام، أو حتى رصه على المائدة.

وهي الخاصية الفارقة بين الجوع الحقيقي والجوع العاطفي، لأن الإنسان له قدرة على الإنتظار لفترة زمنية مع الشعور بالجوع الحقيقي، أما مصابي الجوع العاطفي فلا يقدرون على ذلك البتة.

تناول كميات كبيرة من الطعام، فهو بالأساس لا يحتاج لها، ولا يعنيه الإهتمام بالكمية والشعور بالشبع، فالأكل هنا ما هو إلا عبارة عن باب خلفي للهروب من مشكلة نفسية، ولن يحدث التوقف عن الأكل إلا بعد تحقق الهروب النفسي الشعوري فعليًا.

كيف يُعالج الجوع الوهمي ؟

أشارت أ/ هيا إلى أن أول خطوات العلاج هي الإعتراف بالإصابة. لتأتي بعدها الخطوات العلاجية تباعًا، ففي الحالات الشديدة يكون التوجه للطبيب النفسي أهم وأولى من إستشارة أخصائي التغذية، لأنه إذا كان الجوع الوهمي ناتج عن سبب نفسي، فبديهيًا يتوجب علاج الخلل النفسي الحاصل، للعلاج من الجوع الوهمي بالتبعية.

أما مع الحالات البسيطة الناتجة عن ضغط عصبي مؤقت وواضح بالعمل أو الدراسة يمكن للفرد نفسه أو بمساعدة الطبيب أو أخصائي التغذية السيطرة على المشكلة لوضوح الأسباب وعدم إستمراريتها.

وعمليًا لا يتخلص المصابون بالجوع العاطفي من آثاره السلبية بسهولة، لأنهم يدخلون في دوامة من المشاعر والأحاسيس السلبية، فهم يأكلون كثيرًا للهروب من شعور نفسي سيء، فيُصابون بزيادة الوزن والسمنة، فيزداد الألم النفسي سوءًا، فيعودون للهروب منه بالأكل، فيزيد الوزن.

وهكذا دواليك إلى ما لا نهاية. لذلك يتعين الإمساك بطرف الخيط المُسبب للجوع العاطفي ومعالجته للخروج النهائي من هذه الدائرة المفرغة.

ومن هنا يتوجب على المصاب العثور على السبب المباشر في إصابته بهذا النوع من الجوع، ثم العمل على علاجه والتخلص منه، مع تغيير النمط الحياتي واليومي كاملًا، لتفادي تكرار تنامي المسبب في حياته النفسية مرة أخرى.

وتتعدد الحلول العملية لعلاج الجوع الوهمي، وتغيير النمط الحياتي والنفسي للإنسان، ومن أبرزها ممارسة الرياضة، ومنها اليوجا وبخاصة للنساء،، لأنها تعمل على تفريغ الطاقة السلبية، كما ترفع من مستويات هرمونات السعادة بالجسم، إلى جانب أنها تساعد على إسترخاء الجسم.

كيف يُميز الفرد إصابته بالجوع العاطفي؟

يمكن للفرد ملاحظة مجموعة من الأعراض التي تمثل مؤشر على الإصابة بالجوع العاطفي، ومنها:
مباغتة شعور الجوع للمصاب في أي وقت من اليوم.

عدم الصبر والتريث حال إنتابه شعور الجوع.

عدم الإكتراث أو الإهتمام بنوع الطعام أو طريقة طهيه، فكل ما يشغل باله أن يأكل.

تناول كميات كبيرة من الطعام.

الشعور اللحظي بالسعادة بعد الفراغ من الأكل، ولكن سرعان ما يتملكه الشعور بالندم وتأنيب الضمير على تناول كل هذه الكمية.

هل يمكن أن يلجأ الشخص لأغذية صحية لسد الجوع الوهمي؟

أكدت أ/ هيا على أنه من أبرز تقنيات العلاج الغذائية لحالات الجوع العاطفي توجيه المريض لكتابة الأصناف التي يفضل تناولها وقت شعوره بالجوع الوهمي، ثم البدء في تحديد الكميات المتناوله من هذه الأصناف (والتركيز هنا على تحديد الكميات وليس الحرمان، لأن الحرمان ينعكس حتمًا برد فعل عكسي مقاوم لطريقة العلاج)، مع المراقبة والمتابعة.

ثم الحث والتوجيه على النهم من الأغذية ذات السعرات الحرارية المنخفضة، فيبدأ حث وتوجيه المريض لتناول الفاكهة الطازجة والمجففة بدلًا من الحلويات المصنعة.

كما يُنصح المرضى دائمًا بتناول كميات من الماء فور الشعور بالجوع، ثم شرب أي من الأعشاب الطبيعية التي تساعد في الإسترخاء مثل القرفة والينسون. وقد يشعر المريض بالشبع فعلًا بعد شرب هذه المشروبات.

وبالتالي تفادى تناول كميات كبيرة من الطعام دون حاجة لها. أما إذا استمر شعور الجوع، فيكون هنا شعور الجوع الحقيقي وليس الوهمي.

هل يمكن تصنيف إقبال المُقلعين عن التدخين على الطعام بالجوع الوهمي؟

الأمر جد مختلف، مع وجود تشابه بسيط جدًا، حيث كان المدخن يفرغ طاقاته السلبية كالغضب في التدخين، أما وإنه أقلع عنه فقد يستبدل وسيلة التفريغ تلك بوسيلة جديدة هي تناول الطعام، وهذا هو السبب الأوحد لإصابة تاركي التدخين بزيادة الوزن.

هل المعتادون على الأكل فوق قدرة المعدة الإستعابية من مصابي الجوع الوهمي؟

هؤلاء الأشخاص يتناولون الطعام لأسباب متعددة إلا الجوع، وبالتالي فهم لن يَصِلوا أبدًا إلى حد الشبع، وقد يكون العلاج الأمثل معهم هو تناولهم لعدد هائل من الوجبات الغذائية في اليوم، ولكن بكميات طعام قليلة جدًا في كل وجبة، لإشباع رغباتهم وشهوتهم النفسية بإستمرار تناول الطعام طوال اليوم.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: