أحاديث عن ظاهرة التسول

أحاديث عن ظاهرة التسول

إن مقالنا اليوم سيكون سردًا لما وقفنا عليه من أحاديث عن ظاهرة التسول. تلك الظاهرة التي بِتنا نراها في شوارعنا ومساجدنا، بل وفي إشارات المرور ومواقف السيارات؛ بل وصل الأمر إلى أن يصل المتسوّل إلى دارك يطرق عليك الباب لتفتح فإذا به شابًا أو امرأة يسألونك مالاً.

تعففوا عن سؤال الناس

إخواني؛ لقد أثنى الله ﷻ على قومٍ من الناس هم ذوو حاجة، ومع ذلك يتعففون عن سؤال الناس. إنما يتوجهون إلى الله وحده، لا إلى غيره. قال ﷻ في سورة البقرة (لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحْصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا).

نعم. الجاهل حينما يراهم لا يدقق النظر في رؤيته؛ يحسبه غنيا، لأنه لا يسأل أحدا. بل يحاول جاهدا أن يستر فاقته وأن يستر حاجته، وألا يبديها إلى أحد.

قال بعض أهل العلم (سِيمَاهُمْ) فُسِّرَت بما بعدها (لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا). وأيضًا تعرفهم إذا دقَّقت النظر؛ لا تراهم يتوجهون إلى أحدٍ بالطلب وإنما يستغنون بإغناء الله ﷻ لهم.

بعض الناس إذا رأيته لأول وهلة ظننت أنه من الأثرياء، وأنه من الأغنياء. فهو يحاول أن يلبس خير اللباس، وأن يأكل فيما يظهر للناس من أفضل الطعام ومن أفضل الأشربة. إلا أنَّه إذا دُقق النظر في أمره عُلِم أنه لا يجد ذلك في غالب حياته ولا في غالب وقته، لكنه يتعفف من سؤال الناس.

وفي قوله (لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا). قال كثير من المفسرين: لا يسألون الناس ولا يُلحفون أي لا يلحون في السؤال. وقال بعضهم: قد يسألون. لكنهم يعرضون بالسؤال، ثم لا يكررون؛ بل يتركون الأمر لمن سمع وعلم حالهم، لأنهم قد أنزلوا فاقتهم وحاجتهم بالله الذي خلقهم.

أحاديث عن ظاهرة التسول

  • وإليكم هنا حديث شريف عن التسول يقول فيه رسول الله ﷺ «ما يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم».
  • «ما أغناك الله فلا تسأل الناس شيئا فإن اليد العليا المعطية وإن اليد السفلى هي المعطاء».
  • «لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سويّ».
  • «من سأل وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته في وجهه خموش أو خدوش أو كدوح». قيل: يا رسول الله وما يغنيه؟ قال: «خمسون درهما أو قيمتها من الذهب».
  • «من سأل الناس ليثري به ماله كان خموشا في وجهه يوم القيامة، ورضفا يأكله من جهنم، فمن شاء فليقل ومن شاء فليكثر».
  • «من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شيئا في وجهه يوم القيامة».
  • «إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة، فحلت له المسألة حتى يصيبها، ثم يمسك. ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش. ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش. فما سواهن من المسألة سحتا، يأكلها صاحبها سحتا».
  • «مسألة الغني شين في وجهه يوم القيامة».
  • «من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا وأتكفل له بالجنة»
  • «لا يزال العبد يسأل وهو غني حتى يخلق وجهه فلا يكون له عند الله وجه».
  • ويقول عبيد الله بن عدي بن الخيار: أخبرني رجلان أنهما أتيا النبي ﷺ في حجة الوداع وهو يقسم الصدقة، فسألاه منها. فرفع فينا البصر، وخفضه. فرآنا جلدين. فقال «إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب».
  • «من سأل وله قيمة أوقية، فقد ألحف».
  • وقال النبي للصحابي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- «الثلث كثير، أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس».
  • «من سأل الناس أموالهم تكثرا، فإنما يسأل جمرا فليستقل، أو ليستكثر».
  • «من سأل وعنده ما يغنيه، فإنما يستكثر من النار». وفي رواية أخرى؛ قالوا: يا رسول الله! ما يغنيه؟ قال «ما يغديه أو يعشيه».
  • «من سأل الناس عن ظهر غنى فهو صداع، في الرأس، وداء في البطن».
  • وهنا حديث عن ظاهرة التسول والعفة وعزة النفس؛ يقول فيه المصطفى ﷺ «لو يعلم صاحب المسألة ماله فيها لم يسأل».
  • «استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك».
  • «لا تلحفوا في المسألة، فوالله، لا يسألني أحد منكم شيئا، فتخرج له مسألته مني شيئا، وأنا له كاره، فيبارك له فيما أعطيته».
  • وإليكم هنا حديث شريف عن التسول يقول فيه النبي ﷺ «يا أيها الناس، تعلموا فإنما الأيدي ثلاثة، فيد الله العليا، ويد المعطي الوسطى، ويد المعطى السفلى، فتعففوا ولو بحزم الحطب، ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت؟».
  • وهذا حديث نبوي شريف عن ظاهرة التسول؛ يقول فيه رسول الله ﷺ «والذي نفسي بيده، لأن يأخذ أحدكم حبله، فيحتطب على ظهره؛ خير له من أن يأتي رجلا، فيسأله، أعطاه أو منعه».
  • وقال حكيم بن حزام -رضي الله عنه- [في حديث نبوي عن ظاهرة التسول] سألت رسول الله ﷺ، فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني. ثم قال «يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع اليد العليا خير من اليد السفلى».

وختامًا، قدَّمنا لكم بعضًا مما وقفنا عليه من أحاديث عن ظاهرة التسول؛ يُمكنكم الاستعانة بها في الأبحاث وخطب الجمعة ودروس العلم ومضوعات التعبير وغيرها.

ولدينا أيضًا هنا: خطبة عن التسول.. مكتوبة ومعززة بالآيات والأحاديث والمواعظ الحسنة

أضف تعليق

error: