آيات وأحاديث عن الطلاق.. مع بيان اسم السورة ورقم الآية ودرجة الحديث ورواته

نعم؛ سوف نذكر لكم هنا آيات وأحاديث عن الطلاق. لكِن قبلها يجب أن نعلم جميعًا أن الزواج غايةٌ عظيمة ومقصدٌ رباني جليل. ولذلك قال الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾. ويقول الله -تبارك وتعالى- ﴿فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ﴾. كل هذا دليل على أن الزواج شيء عظيم في الإسلام.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- «من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج». وغيرها الكثير من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي تدل على أن الزواج غاية عظيمة في الإسلام.

آيات وأحاديث عن الطلاق

الشيطان لكم عدو

لما عَلِم الشيطان أن هذا الكيان العظيم الذي تتخرج منه الأجيال الطيبة والذرية المباركة التي تعمر الأرض بطاعة الله -عز وجل-، بدأ في محاربة هذا الكيان.

ويقول عن ذلك رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، كما في صحيح مسلم، «إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة». تخيَّل؛ أعظم جندي من جنوده منزلة لديه وأقربهم هو أعظمهم فتنة في الأرض. تصور الفِتَن التي تحصل في الأرض، من إراقة الدماء والقتل والفواحش وأمور عظيمة وكبيرة. إلا أنه إذا جاءه الشيطان وقال له «ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت». أي أنت أقربهم مني منزلة؛ أقرب من أولئك الذين يحثون على القتل ويحثون على الأفعال المحرمة ويحثون على الجرائم الكبيرة.

هذا الشيطان قربه لديه. لماذا؟ لأن الطلاق هدمٌ لكيان أُريد منه أن يتأسس وينهض وينتج ويخرج ذرية طيبة مباركة تعمر الأرض بما يحب الله ويرضى؛ وتجاهد أعداء الله وتنشر التوحيد في أرض الله، وتبث الخير بين يدي الناس. إلا أن الشيطان لا يرضيه ذلك. فيأبى إلا أن يفسد بين المرء وزوجه، ويوقع بينهم البغضاء، والكراهة حتى تنقسم هذه العصمة الزوجية المنعقدة بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

آيات عن الطلاق

بداية مع القرآن الكريم، فسيكون أدناه ذِكرٌ لما ورد في كتاب الله من آيات عن الطلاق، أو بالأحرى: التي ذُكِرَ فيها لفظ الطلاق. مع بيان اسم السورة ورقم الآية.

  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا﴾ – – [الآية ٤٩ من سورة الأحزاب].
  • ﴿الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ – [الآية ٢٢٩ من سورة البقرة].
  • ﴿عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا﴾ – [الآية ٥ من سورة التحريم].
  • ﴿فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ﴾ – [الآية ٢٣٠ من سورة البقرة].
  • ﴿لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ﴾ – [الآية ٢٣٦ من سورة البقرة].
  • ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ – [الآية ٢٣١ من سورة البقرة].
  • ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ﴾ – [الآية ٢٣٢ من سورة البقرة].
  • ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ – [الآية ٢٢٨ من سورة البقرة].
  • ﴿وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ – [الآية ٢٣٧ من سورة البقرة].
  • ﴿وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ – [الآية ٢٢٧ من سورة البقرة].
  • ﴿وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِين﴾ – [الآية ٢٤١ من سورة البقرة].
  • ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ﴾ – [الآية ١ من سورة الطلاق].

أحاديث عن الطلاق

وهنا سوف نسرِد لكم مجموعة أحاديث عن الطلاق، لكنها ليست عن أحكامه، بل هي عن مدى عِظَم شأنه وخطورته.

وسوف يكون مع كل حديث درجته، والراوي، ومن أخرجه من أهل الحديث.

  • «أيما امرأة سألت زوجها الطلاق، من غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة». هذا أول حديث عن الطلاق معنا، وهو من رواية ثوبان مولى رسول الله ﷺ، وهو وارِدٌ في صحيح أبي داود. وفيه مدى جُرم وبشاعة أن تطلب الزوجة الطلاق من زوجها بدون عذر أو سبب.
  • «إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها، كسرتها وكسرها طلاقها». وهنا أيضًا حديث عن كره الطلاق للمرأة. حيث يُبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث الذي نجِده في صحيح مسلم، من رواية أبو هريرة؛ مدى فظاعة الطلاق وانكسار المرأة به.
  • «لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها، لتستفرغ صحفتها، فإنما لها ما قدر لها». هل سمعت أو قرأت مسألة تقول: ما حكم تخيير المرأة زوجها بينها وبين ضرتها؟ نعم؛ هذا هو الذي نتحدث عنه. فهذا الحديث الوارد في صحيح البخاري، ومن رواية أبو هريرة. يُحذر الرسول المصطفى ﷺ أي امرأة تسعى في طلاق أختها -أي: ضرتها، وهي الزوجة الأخرى لزوجها-، لما فيه من الجور والظلم.
  • «ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: النكاح، والطلاق، والرجعة»، وهذا الحديث الذي أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه. ورواه أبو هريرة -رضي الله عنه- وهو يدل على مدى صرامة الدين الإسلامي تجاه ألفاظ النكاح والطلاق والرجعة. فهو توجيه صريح للمسلم أن يُمسك عليه لسانه وألا تكون كلمة الطلاق سهلة عليه، يعبث بها في كل حيث وفي كل حلف وفي كل لحظات غضب.
  • «لا يبع حاضر لباد، ولا تناجشوا، ولا يزيدن على بيع أخيه، ولا يخطبن على خطبته، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتستكفئ إناءها»، هناك أحاديث عن كراهية الطلاق، ومنها هذا الحديث الذي يرويه أبو هريرة ونجِده في كتاب صحيح البخاري؛ وفيه مزيد تفصيل حول أمور نهى عنها رسول الله ﷺ؛ ومنها أن تطلب المرأة طلاق ضرتها.

أضف تعليق

error: