مرض الربو والحساسية .. الأسباب، الأعراض، العلاج

مرض الربو ، صورة، طفلة، أمراض، حساسية

سنتناول اليوم موضوع ” مرض الربو والحساسية” وهو مرض له إنتشار واسع وتأثير سلبي وخطير على الحياة اليومية لكثير من الأشخاص في العالم، فما هو مرض الربو وهل هناك فرق بينه وبين الحساسية الصدرية، وما هي أسباب الإصابة به، وهل للوراثة أثر في ذلك، ولماذا تزايدت نسبة الإصابة به في العقود الحديثة، وهل هناك علاجات جديدة للربو؟ كل هذا يُجيب عنه الدكتور/ حسن رزين أخصائي أمراض الصدر والحساسية.

مقدمة عن مرض الربو

الربو عبارة عن حالة مرضية مُزمنة تُصيب المجال التنفسي أو الشُعب الهوائية التي تحمل الهواء من الرئتين وإليهما وتتسم الحالة بصعوبة التنفس بشكل مُستمر، كذلك الحساسية هي عبارة عن ضيق في التنفس بشكل مُتكرر ناتجاً عن التعرض للمُهيجات.
في حالات الربو تنقبض العضلة التي تُحيط بالشُعب الهوائية وتتراكم كمية كبيرة من البلغم في مجال الهواء وتؤدي إلى إنسدادها مما يؤدي إلى ألم أثناء السُعال والحشر والصفير الخفيفين عند التنفس، وغالباً ما تسوء الحالة في الليل أو قبل النوم، هناك مراحل مختلفة للربو والحساسية بين الخفيف والمتوسط والربو الحاد المُتقدم والحاد المُستمر الخطير، لم يتوصل الطب إلى الأن لعلاج ناجح للربو ولكن من الممكن السيطرة على أعراضه بإتباع طرق مختلفة كتناول الأدوية بشكل ثابت وتجنب العوامل المُحفزة كالغُبار والحيوانات الأليفة أو الطيور وفي كل الأحيان أنواعاً من الأطعمة والتوابل.
تعرفنا على طبيعة هذا المرض وأهمية العلاج.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو مرض الربو ؟

كما سبق أن ذكرنا بأن مرض الربو هو إلتهاب في مجرى التنفس يؤدي إلى ضيق وصعوبة في التنفس مصحوباً بأعراض مثل الكُحة أو السُعال وكمية من الإفرازات والبلغم وأحياناً يصدُر صوت مُزعج مثل الصفير في بعض المرضى ويدل ذلك على وجود ضيق في الشُعب الهوائية، كما قلنا مرض الربو هو ضيق في الشُعب الهوائية ولا يلزم أن تكون جميع الأعراض مُتشابهة في كل المرضى أو حتى في المريض نفسه لا يلزم أن تتوافر فيه جميع الأعراض في كل مرة يُصاب بنوبة الربو، كالكُحة بطريقة مُتكررة، أو صوت الصفير في بعض المرضى وبالتالي يعلم المريض في هذه الحالات أنه يُعاني من ضيق في الشُعب الهوائية وبالتالي عليه اللجوء إلى الطبيب لمُعالجة هذه الحالة، فلا يلزم أن تتكرر في كل المرضى كل الأعراض ولا حتى في كل مرة إصابة للمريض ذاته.

ما هي حساسية الصدر؟

يُمكن تعريف الحساسية بأنها شكل من أشكال الربو ومثل ما سبق تعريف مرض الربو بأنه ضيق في مجرى التنفس العلوي نتيجة حدوث إلتهاب في المجاري التنفسية، وسبب هذا الإلتهاب هو الذي يقود إلى القول بأن هذا المرض حساسية أم لا؟ فقد يكون هذا الإلتهاب نوع من أنواع تهيج الصدر نتيجة المُهيجات مثل الغبار والأتربة والروائح النفاذة ومساحيق التنظيف والكيماويات، فيُعتبر شكل من أشكال الحساسية، وقد لا يرتبط بالمُهيجات المعروفة وفي مثل هذه الحالات يُمكن إعتباره مجرد ربو أو ضيق في الشُعب الهوائية مجهول وليس حساسية، وقد يرتبط بمشكلة أخرى مثل إرتجاع المريء أو عامل وراثي فيؤدي إلى ضيق الشُعب الهوائية، وقد يكون في بعض الناس أحياناً هذا الإضطراب العصبي مرتبط بحدوث نوبات الربو فعندما يحدث له هذا الإضطراب العصبي يكون مؤشر واضح على حدوث مرض الربو، ويحدث هذا الربو في السن الأكبر، بينما الحساسية كسبب للربو تظهر في السن الأصغر وقد تتواجد في السن الأكبر، ولكن في ذوات السن الأكبر حينما يُشخص حالة شخص ما فوق ال 30 عاماً بهذه الأعراض السابقة تكون غالباً يكون حالته ربو وليس حساسية صدر.

• إذن الربو يكون عرض أو سبب من أسباب الحساسية بشكل عام مع وجود العديد من الأسباب الأخرى، أما إذا كان ناتج من نتائج الحساسية في هذه الحالة ينتج مرض الربو.

ولكن السؤال هنا للدكتور. حسن، هل الربو مرض مزمن أم أنه يُمكن أن يتلاشى مع مرور الوقت؟
أجاب دكتور حسن بأن الربو مرض مزمن، أما المُطمئن في الأمر أن أغلب الأطفال المُصابين بالربو ومع الكبر في السن وما بين سن 6-8 سنوات وأعلى من هذا العُمر يقل مُعدل الإصابة وقد تختفي الحساسية تماماً ويُمكن تكملة الحياة بشكل طبيعي، إلا أنه يظل عُرضة أكثر من غيره للإصابة بالحساسية ويُمكن الإصابة بها مرة أخرى.

هل تبدأ الحساسية من مرحلة الولادة إلى مراحل مُعينة؟
أجاب الدكتور/ حسن رزين بأن مرض الربو لا يُقسم بحسب الفئات العُمرية وإنما يُقسم على حسب شدة المرض، إلى خفيف أو متوسط أو شديد أو مُستمر أو إلى نوبات مُتكررة، أما بالنسبة للسن فمن المعروف أن الحساسية تظهر في سن مُبكر وتظهر في الأعمار ما قبل سنة ويحدث فيها إلتهاب أو ضيق في الشُعب الهوائية وقد يستمر ذلك أو لا يستمر على حسب العلاج المُتعاطى هل هو علاج جيد أم لا وكذلك يعتمد إستمراره على حسب المريض ذاته هل تتحسن حالته أم يظل مريض؟
• ومن المعلوم أن مرض الربو يُمكن أن يكون مؤرق بالنسبة لأولياء الأمور وخاصة عندما يعلم في المساء أن هناك ضيق في التنفس عند إبنه الصغير في العُمر، قد يُعاني الأطفال في الأعمار المُتقدمة من مشاكل أخرى في القصبة الهوائية بخلاف مرض الربو مما قد يُسبب أرق عند أولياء الأمور.

كيف نعلم أن الطفل مُصاب بالربو نتيجة نوع من حساسية مُعينة؟
أجاب الدكتور/ حسن رزين عندما يأتي الطفل للمرة الأولى مثلاً ويشتكي من ضيق في الشُعب الهوائية أو صعوبة في التنفس يكون أغلب الإلتهابات الفيروسية والتي تكون في مقدمات شهور الشتاء، يُمكن أن تؤدي دور إلتهاب الشُعب الحاد مما يكشف معه ضيق في الشُعب الهوائية، أي أنه نفس العّرض المعروف في مرض الربو أو الحساسية، ولكن يُشخص المرض على أنه ربو أو حساسية إذا كان يحدث بشكل مُتكرر، ومن المُمكن أن تكون هذه الأعراض نتيجة إلتهاب فيروس ولكن هذه الإلتهاب يأتي مرة واحدة ثم ينتهي ولكن لتشخيص المرض بأنه حساسية أو ربو يجب أن متكرر، وكذلك يوجد بعض الفحوصات التي يتم عملها لمعرفة الحساسية من عدمه، مثال وظائف التنفس ولكن هذا الفحص يتم عمله في السن الأكبر من سن الأطفال ولا يتثنى عمل هذا الفحص على الأطفال حيث أن الطفل لا يستطيع معرفة ضيق التنفس من عدمه حتى يُمكن التشخيص السليم، وبعد إجراء هذا الإختبار ويكون هناك بالفعل ضيق في الشُعب الهوائية يُعطى المريض مادة موسعة للشُعب الهوائية وإعادة الفحص مرة أخرى في نفس الجلسة، إذا حدث تحسن حوالي 15% في الحالة يكون المريض يُعاني بالفعل من الحساسية لأن حالته تتحسن ولأن من مميزات الحساسية أنها تأتي ويتعافى منها المريض وذلك على حد تعبير الدكتور/ حسن رزين.

ولكن أي نوع من الحساسية يُمكن أن تُسبب مرض الربو ؟ وهل إلتهاب الجيوب الأنفية له علاقة بالربو؟
قال الدكتور حسن الحساسية يُعاني منها الإنسان بأشكال وأنواع مثال حساسية العين بالدموع المُستمرة وكذلك إحمرار العين وكذلك حساسية الأنف بنزول الإفرازات والشعور بالضيق في الأنف وقد تأتي الحساسية في الصدر وحساسية الجلد، فمن يُعاني نوع مُعين من الحساسية يكون أكثر عُرضة للإصابة بحساسية الصدر فمن يُعاني من حساسية الأنف يكون أكثر عُرضة للإصابة بحساسية الصدر لأن الأنف والصدر متصلان بأول الجهاز التنفسي، فالعبرة بأن الجسم واحد فمن لديه القابلية للتحسس من نوع مُعين يكون عُرضة للإصابة بالأنواع الأخرى، فما دام هناك قابلية للتحسس قد يُصاب بالحساسية من أي نوع العيون أو الجلد أو الصدر.

ما هي أسباب الربو ؟

للحديث عن أسباب الإصابة بالربو قال الدكتور/ حسن رزين بأن للربو العديد من الأسباب ولكن المشهور منها المُهيجات مثل الإلتهابات الفيروسية وكذلك التراب وأيضاً الروائح النفاذة والمواد الكيميائية التي تُستخدم في المصانع وكذلك المُنظفات مثل الكلورين، ولكن ليس كل شخص يتعرض لهذه المُهيجات يُصاب بالحساسية فيجدر الإشارة هنا للعامل الوراثي وهو قابلية الشخص للتحسس من نوع مُعين من المُهيجات، فالحساسية تفاعل فوق المطلوب فمن الطبيعي عندما يتعرض الإنسان للكثير من الكيماويات من خلال الجو فيحاول الجسد الدفاع عن نفسه فتضيق الشُعب الهوائية حتى لا يتعرض الصدر للمُهيجات، ولكن عندما يكون هناك رد فعل زيادة عن المطلوب حتى لا يسمح رد الفعل بدخول الهواء أو إذا كان مُتكرر بشدة يُعتبر في هذه الحالة رد الفعل هذا حالة مرضية.

من المعلوم وجود بعض العادات في دول الخليج خصوصاً بأنهم يستخدمون البخور والطيب والعطور وهذا بشكل عام منتشر فهل هذه العادات والمواد تُسبب الحساسية؟
أشار الدكتور/ حسن رزين بأنه وللأسف بأن العديد من المرضى يُعانون من الحساسية من خلال شم العطور أو البخور أو الروائح النفاذة فجميع الروائح النفاذة قد تكون سبب في الحساسية، فلأبد لكل شخص أن يكون لديه الإستعداد أنه قد يُعاني من الحساسية بسبب هذه المواد.

أما عن الاستعدادات فهي إستعدادات لطرد الأجسام الغريبة من الجسم فيكون لهذه الإستعدادات علاقة وطيدة بالعوامل الوراثية والمناعة في الجسم وكذلك النشأة الصحية فما هي العلاقة بين العوامل الوراثية والإصابة بالحساسية؟
يُمكن القول بأن نشأة الإنسان منذ الطفولة مهم لتحديد ما إذا كان الإنسان أكثر عُرضة للإصابة بالحساسية من عدمه فالطفل الذي يولد بوزن أقل من الطبيعي يكون أكثر عُرضة للإصابة بالحساسية من غيره، من الطريف القول بأن البشر الذين نشأوا في بيئة لينة ومرفهة للغاية من عدم التعرض للأتربة والفيروسات يكونوا أكثر عُرضة للإصابة بالحساسية أكثر، ولكن النشأة في بيئة صعبة إلى حد ما بحيث تعرض جسمه للعديد من المُهيجات والفيروسات يكون أفضل من ناحية عدم قابليته للإصابة بالحساسية بشكل أفضل، ومثال ذلك أيضاً شرب المياه المعدنية وشرب المياه العادية يكون الشخص الذي يشرب المياه العادية أفضل من نظيره، فالجسم ذاته يكّون وسائل دفاعية ضد الفيروسات أو غيرها من السموم والمُهيجات في حالة التعرف عليها فهذه الوسائل تتواجد دائماً في الجسم ويكون لها وللخلايا قدرة على التصرف عند الإصابة بمرض، على عكس الشخص الذي لم يتعرض لهذه المُهيجات البتة يكون جسمه أرض خصبة للإصابة بسهولة بأي من الأمراض لأن خلاياه لم تتعود الدفاع المُسبق ضد المُهيجات المُختلفة التي تعتري الجسد على حد تعبير الدكتور/ حسن رزين.

نتحدث عن علاقة الطبيعة الجغرافية للبلدان وكذلك المناخ أو الفصول الأربعة بالربو ومدى زيادة التحسس والهيجان بالنسبة لذلك، فهل هناك علاقة بين الطبيعة المُناخية والفصول الأربعة بالإصابة بالربو والحساسية؟
• أشار الدكتور حسن أن المناخ بالطبع له تأثير واضح على الإصابة بالتحسس فالمناخ الأكثر نقاءاً كالمناطق الجبلية مثلاً يكون التحسس فيها أقل من غيرها من المناطق الأخرى، فكلما زاد مُعدل التحضر بزيادة عوامل الحضارة الحديثة من أدخنة مصانع وعوادم سيارات وخلافه أدى ذلك إلى زيادة في التحسس أكثر، ومثال ذلك المواطن القاهري والسكندري مثلاً عندما يُعاني من مشاكل مُستمرة من ربو وحساسية يُشير إليه الأطباء بضرورة الإنتقال فترة مُعينة لطبيعة أكثر جفافاً ونقاءاً كالصعيد والأرياف على حد تعبير دكتور حسن، وبالفعل يتم التحسن وبدون تعاطي علاج، فالمُهيجات عموماً تكون أقل في المناطق الجبلية والأرياف هذا بالنسبة لطبيعة البلاد الجغرافية وعلاقتها بالربو والتحسس.
• أما عن علاقة الفصول الأربعة بالربو فمن المعلوم أن الربو المُرتبط بالحساسية يزيد في فصلي الربيع والخريف عندما تنتشر حبوب اللقاح والتي يزيد معها الحساسية؛ وليس فقط حساسية الصدر وإنما كذلك حساسية الأنف والجيوب الأنفية، فحالات المرضى تزيد في هذا التوقيت وبالتالي يكون موسم عمل أطباء الصدر.

هل أعراض الربو تختلف بشكل عام بين الفئات العمرية أم لا؟

أجاب الدكتور رزين بأن الأعراض كجملة تكون الكُحة وصعوبة التنفس وضيق التنفس وكمية قليلة من البلغم وكذلك الإفرازات وصوت الصفير، كل مريض له أعراض مُعينة قد تكون سبب من أسباب وعرض من أعراض مرض الربو فمنهم من يُعاني فقط من الكُحة ولا يُعاني من سواها ويُطلق على حالته ” الحساسية التي تظهر فقط بالكُحة”، وفيها يبدو المريض يُعاني فقط من نوبات الكُحة والتي يكون لها علاقة بالمُهيجات كالأتربة وخلافه، ومن الجدير بالذكر والمُزعج في حد ذاته أنه بالنسبة للأطفال الصغار حين يحدث لهم شيء هام جداً وهي الحساسية المُرتبطة ببذل مجهود أثناء اللعب مثلاً مما يؤثر على نفسية الطفل من حيث حدوث إضطراب نفسي للطفل في بعض الأحيان، وكذلك تكون مُزعجة للأسرة بشكل عام، ولكن من الجيد في هذا الشيء أنه يتم التعامل طبياً مع هذه الحالة بإعطاء الطفل البخاخة قبل بذل مجهود في اللعب بـ 30 دقيقة تقريباً ويوصى الطفل بعمل إحماء قبل اللعب حتى يكون قادر على الجري هذا بالنسبة للحساسية المُرتبطة ببذل المجهود وهو ما يُصاب به الأطفال وليس الكبار.

هل يوجد من المُهيجات ما يؤدي إلى فقد السيطرة الربو والحساسية؟
نوه الدكتور/ حسن الرزين على أنه من الأشياء الرئيسية التي قد تؤدي إلى ذلك والتي تكون موجودة:
• داخل المنزل منها الكائنات الدقيقة الموجودة في الفراش مثلاً والمعروفة بحشرة الفراش، والتي لا ترتبط بكون المنزل نظيف من عدمه قديؤدي وجود هذه الحشرات إلى تهيج الصدر وهو ما حدى بنبينا محمد ” صلى الله عليه وسلم” بأن أوصانا بنفض الفراش ثلاث مرات قبل النوم، وكذلك إستعمال المُنظفات الكيميائية عموما تؤدي إلى أزمات وحساسية شديدة نتيجة التعرض للمُهيجات، ومن الأسباب المُنتشرة أيضاً حشرات الصراصير والتي ترتبط إرتباط وثيق بالإصابة بالحساسية وعدم تحسن حالة المريض حتى مع تعاطي الأدوية.
والجدير بالذكر أنه وأثناء القضاء على هذه المُهيجات مثال الحشرات والتي يتم التعامل معها والقضاء عليها عن طريق رش المُبيدات الكيميائية قد تكون بحد ذاتها سبباً في إنتشار الحساسية والإصابة بها وفي هذه الحالة يُنصح المريض بالإبتعاد عن المنزل يوم أو يومين حتى يتم تطهير المنزل بالكامل على حد تعبير الدكتور رزين.
• أما عن المُهيجات الخارجية التي تؤدي إلى الإصابة بالحساسية كعودام السيارات وأدخنة المصانع وخلافه يجب التحكم في هذه المُهيجات عن طريق إصدار القوانين التي تحد من إنتشار هذه المُسبباب كقانون المرور مثلاً المسئول عن منع السيارات التي تُطلق الكثير من العوادم عن طريق الفحص الدوري للسيارات، وكذلك يجب إعمال القوانين الخاصة بالمصانع كمصانع الأسمنت مثلاً والتي يُعاني الكثير ممن يسكنون بجوارها ليس فقط من حساسية الصدر وإنما من حالة تُعرف بـ ” تحجر الرئة” وهذه من جراء نواتج الأدخنة والملوثات الخارجة المُنطلقة من مداخن المصانع بحيث يتم تركيب الفلاتر التي تمنع خروج هذه المخلفات للحد من الإصابة بالحساسية وخلافه من الأمراض المُرتبطة بهذه المُهيجات على حد تعبير الدكتور حسن.

فرض أن طفل يبلغ من العمر 6 أعوام والذي أُصيب بالحساسية في الصدر والربو وهو في عمر سنة، وبفضل الله ثم الإستمرار في تناول الأدوية تحسنت حالته منذ 6 أشهر من حيث أنه يستعمل البخاخ الخاص بالربو فقط، فهل سيستمر الطفل في تناول الأدوية أم يُمكن أن يأتي الوقت الذي يُشفى فيه الطفل تماماً بدون تعاطي أي أدوية؟
رد الدكتور حسن على هذا الفرض قائلاً من الجيد أنه ومنذ 6 أشهر ليس هناك تهيجات ويتعاطى العلاج فقط، فيُمكن في هذه الحالة وبُمتابعة من طبيب يُمكن تخفيض الجرعة عموماً فمثلاً لو الطفل يستعمل البخار مرتين في اليوم يُخفض إلى مرة في اليوم ثم يوم بعد يوم ومن ثم يُمكن إنهاء العلاج ما دام المُهيجات قليلة والأمور على ما يُرام، أما إذا كانت الأتربة والحشرات والحيوانات الأليفة متواجدة في المنزل فلا يجوز توقف العلاج بسببها وكذلك من الهام معرفة متى يجب إيقاف العلاج، فلا يُفضل إيقاف العلاج عند دخول فصل الربيع إذا كانت الحساسية بسبب فصل الربيع وكذلك فصل الشتاء، فإختيار التوقيت الجيد لإيقاف العلاج يكون على حسب كل حالة على حد وصف الدكتور حسن.

فرض عن طفل أخر يستيقظ كل يوم من النوم ويُعاني من كُحة مُستمرة في الصباح ولا يُعطى أي أدوية للحساسية أو للربو، فهل يُعتبر ذلك من قبيل الحساسية وكيف يُمكن التعامل مع الحالة؟
أجاب الدكتور حسن قائلاً بأن الكُحة الصباحية عّرض مُنتشر جداً لأن الكُحة الصباحية تكون مُرتبطة بحساسية الأنف حيث يكون هناك إفرازات مُتراكمة في الأنف من الخلف على الحلق وتُسبب تهيج، فيعمل الجسم على إخراج هذه الإفرازات فيكون هناك كُحة، وأيضاً الحُكة المُرتبطة بالهواء البارد حيث يحدث تهيج في الأغشية المُخاطية تُسبب الكُحة، وكذلك قد يكون الكُحة بسبب أزمة ولا يتثنى معرفته إلا بفحص الطفل، أما من حيث الكُحة الصباحية فهي مُرتبطة أكثر بالإفرازات والهواء البارد كما سبق وأن ذكرنا.

من العادات الموجودة في البلاد العربية إستعمال بعض أوراق الأشجار عن طريق غليها في الماء ويتم إستنشاقها هل هذه التقاليد طبية؟
قال الدكتور حسن بأنه ليس كل ما في التقاليد خطأ فورق الجوافة مثلاً له علاقة كبيرة بالكُحة فلا يُمكن إنكار هذه المُستحضرات حيث أنها تدخل في المُستحضرات الطبية وليس لها أعراض جانبية مثل غيرها من الأدوية الكيميائية، ولكن في حالة الحساسية فالأعشاب ليس لها دور كبير في علاج الحساسية فلا يُنصح بمثل هذه المُمارسات والعادات، فغلي هذه الأعشاب وإستنشاقها قد تُهيج الصدر زيادة أكثر وبالتالي تُصعب العلاج ولا تُساعد فيه.

بالحديث عن العوامل الوراثية وعلاقتها بالحساسية والربو هل بالضرورة إذا كان هناك عوامل وراثية حيث الأب والأم يُعاني أحدهما أو كلاهما من الحساسية فهل يجب أن تنتقل الحساسية بالتالي للأبناء؟
أشار الدكتور حسن بأن من لديه أبُ يُعاني من الحساسية أو أم تُعاني منها فيكون هناك زيادة في الإحتمالية من إصابة الأبن بالربو وإذا كان الأب والأم مُصابين بالربو تزيد الإحتمالية أكثر فأكثر، ولكن ليس من الضرورة أن يتم ذلك في كل الحالات ولكنه يكون أكثر عُرضة من غيره للإصابة بالحساسية أكثر من الناس التي ليس لها عامل وراثي للإصابة بالحساسية.

ماذا عن أحدث التقنيات في العلاجات الخاصة بأمراض الربو؟

الجهاز التنفسي هو أكثر جزء مُعرض للمؤثرات الخارجية لذلك غالباً ما يُصاب البعض بالحساسية نتيجة الأتربة المُختلطة في الجو، وفي التقرير الحالي سنتعرف على أحدث الأجهزة في تشخيص أمراض الجهاز التنفسي، وفي عيادة أمراض الجهاز التنفسي والتي تهتم بإستقبال المرضى الذين يُعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي وتقديم أفضل طرق للتشخيص والعلاج، فمن أهم طرق التشخيص هنا:
• إختبارات الوظيفة التنفسية والتي تكون متنوعة والتي تُستعمل بشكل تقليدي وهو جهاز ” بيروميتر” والذي يقيس وظائف الرئة عن طريق الأنف ويكون ذلك لتشخيص أمراض الربو وإلتهاب الأنف والحساسية وأمراض الجيوب الأنفية.
• أما عن الأجهزة الأحدث في هذا المجال فجهاز ” الأيمبس أوسيلوميتر” وهو عبارة عن جهاز يقوم بقياس المقاومة التنفسية ولا يحتاج إلى تعاون المريض فهو جهاز دقيق جداً حتى أنه يقوم بتشخيص حالات الربو والحساسية عند أطفال لا يتجاوز أعمارهم العامين، فهذه الأجهزة تُساعد كثير على إكتشاف حالات الإصابة بالربو والحساسية بشكل دقيق جداً.
• بالإضافة إلى الفحوصات التنفسية التي تُجرى بالعيادة الصدرية أو عيادة أمراض التنفس والحساسية توجد بعض الفحوصات الإستقصائية الإضافية والتي قد تُطلب من المريض وهي عادة تكون إستقصاءات شعاعية وإستقصاءات مخبرية، فالإستقصاءات الشُعاعية عبارة عن صور شُعاعية بسيطة للصدر والجيوب الأنفية، وبعض الإستقصاءات المتقدمة أكثر وهي صورة مقطعية أو الصورة التطبيقية المحورية إذا كان المريض بحاجة إلى إجراؤها وبعض التحاليل المخبرية التي تُساعد على التشخيص.
• يوجد العديد من المؤثرات الخارجية التي قد تزيد من أعراض الربو والحساسية لذلك التشخيص المُبكر هو خطوة أولى لعلاج الأمراض التنفسية.

ما هي التقنيات المُستخدمة في تشخيص مرض الربو والحساسية؟

رد الدكتور حسن قائلاً أنه من المعلوم أن تشخيص الحساسية غالباً ما يكون عن طريق التشخيص الإكلينيكي أي عن طريق الفحص نفسه وخاصة في الأطفال، ولكن في حالات أخرى يكون هناك إشتباه من حيث هل المرض حساسية أم إلتهاب شُعبي، ففي هذه الحالة يجب عمل إجراءات تُبين هل هُناك ضيق في الشُعب الهوائية أم لا وذلك عن طريق جهاز بيروميتر الذي تقدم عرضه، وهل هناك تحسن مع تعاطي جرعات العلاج حيث يُعطى المريض جرعة من العلاج ومن ثم إعادة الفحص لمعرفة التحسن من عدمه، والكثير من المرضى ينزعج بشدة عند طلب العديد من الفحوصات منه، حيث يعتقد أنه في نهاية المطاف سيكون العلاج عن طريق البخاخة، نقول له الكشف المُبكر هام جداً لأنه كلما يتعاطى المريض العلاج مُبكراً كلما تم التحكم أكثر في المرض، ومن الهام أيضاً معرفة أنه إذا لم يتم علاج مريض الربو بطريقة صحيحة فيكون هناك إحتمالية إستمرار التعب والألم، ولا يعود للحالة الطبيعية حتى بعيداً عن أزمة الربو، ولذلك فالتشخيص الدقيق هام جداً من أجل العلاج المُبكر ولمنع التعقيدات التي قد تتم من جراء عدم العلاج الصحيح.

يُمكن القول بأنه وبالرغم من أن مرض الربو مرض مُزمن ولكن يُمكن التحكم فيه، فالشخص المُصاب بالربو يستطيع مُمارسة حياته بشكل طبيعي حتى ممارسة الرياضة، ولكن في أحيان أخرى قد تمر عليه أوقات أكثر سوءاً قد يكون لها علاقة بنزلات البرد أو المواسم أو التعرض للمُهيجات ومنها الشد العصبي، فطالما يتعاطى المريض العلاج الصحيح ويتجنب المريض المُهيجات في أكثر الحالات يُمكن التحكم في مرض الربو والسيطرة عليه، لأن من الهام أن يكون للمريض شكل حياة مُنضبط من تعاطي للعلاج الصحيح وأن يكون أيضاً بعيداً عن المُهيجات، ومن الأفضل أيضاً أن يعيش الطفل خصوصاً حياة طبيعية مثل أقرانه وبالتالي سرعة التشخيص المُبكر والعلاج الصحيح في الأوقات المُحددة قد يكون سبباً في الحياة الطبيعية والإستمتاع بها بالنسبة للأطفال خصوصاً.

من المعلوم أن بذل الجهد قد يكون سبباً في نوبات الربو.. ولكن إذا كان الجهد لا يؤدي إلى مُشكلة فلا بأس منه ففي بعض الحالات قد يكون الجهد من المُهيجات للربو وعندئذ يجب على المريض أن يستعمل المريض البخاخ قبل اللعب مثلاً بـ 20 دقيقة ومن ثم الإحماء قبل مُمارسة الجهد، ومن الجيد أنه حتى المُصابين بحساسية مُرتبطة ببذل المجهود عندما يُكمل الجهد وبممارسة الرياضة ينتهي ضيق الشُعب الهوائية بالفعل كما وضح الدكتور حسن الرزين.

هل الحساسية والربو له علاقة بالعُمر؟

• من الجدير بالذكر أن الشخص الذي يكون لديه قابلية للتحسس غالباً ما تظهر الحساسية في سن مُبكر، وعندما يُشخص حالة شخص بالربو ويكون هذه الشخص بالغ من العُمر 40 سنة مثلاً فيستبعد أن يكون مرض الربو هذا نتيجة الحساسية وإنما يُرجح أن يكون سببه إرتجاع في المريء، حيث جزء من عُصارة المعدة يرجع ويُسبب تهيج الصدر، وكذلك يُمكن أن يكون هناك تشخيص أخر فأحياناً تكون الحساسية ناتجة من طبيعة الجسم وليس بسبب مُهيجات خارجية وفي هذه الحالة يكون العلاج فيها أصعب حيث لا يستجيب المريض لبخاخ الكورتيزون والذي يُعتبر الحجر الرئيسي في العلاج.

إهمال مرض الربو والحساسية.. ففي بعض الأحيان يعتقد الناس أنها كُحة عادية فيتم إهمالها، ما هي الخطورة التي يُشكلها هذا الأمر؟
أشار الدكتور حسن رزين والذي عّرف الحساسية بأنها إلتهاب في مجرى التنفس وهذا الإلتهاب إذا عُولج جيداً وفي بدايته نستيطيع السيطرة عليه ويعود مجرى التنفس لشكله الطبيعي، ومع الإستمرار لسنوات في عدم علاج هذا الإلتهاب بالشكل وبالتوقيت الجيد في بدايته، يتحول إلى إلتهاب مُزمن لا يُمكن العودة منه للوضع الطبيعي، ويتغير شكل مجرى التنفس نفسه ولا يستطيع المريض الرجوع للوضع الطبيعي حتى بين حدوث النوبات، فالوضع العادي مع نوبات الحساسية أن يشعر المريض خلال النوبة بالتعب والكُحة ثم يعود للوضع الطبيعي بعد إنتهاء نوبة الحساسية، ولكن مع عدم العلاج بالشكل وبالتوقيت الجيد والصحيح لا يستطيع المريض الرجوع بين النوبات للوضع الطبيعي، وعندها يُصبح أقل من أقرانه ويتعب أثناء المشي ويحدث له العديد من المشاكل، وبالتالي تغير في تركيبة الغشاء المُبطن للجهاز التنفسي، حيث أن لهذا الغشاء شكل مُعين مع إستمرار وجود خلايا الإلتهاب بداخل هذا المجرى تُغير في هذا التركيب وتصنع مشكلة مُزمنة، أو حالة غير قابلة للوضع الطبيعي، أما عن الأولاد الذين يُعانون من حساسية مُستمرة وغير مُتحكم فيها يتم مُلاحظة غيابه للمدرسة كثيراً فيؤدي إلى نوع من التخلف الدراسي وأيضاً لو شخص يعمل في عمل ويتخلف بسبب الحساسية دائماً يؤدي إلى مشاكل في عمله، وكذلك مع إستمرار الحساسية لفترات طويلة يؤثر على أجهزة الجسم عموماً ونمو الأطفال، فلو أن الطفل دائماً يذهب للمُستشفى وتعاطي الكورتيزون لفترات طويلة خصوصاً إذا تم إعطائه عن طريق الفم أو الحقن يكون له العديد من الأعراض الجانبية، فالتشخيص المُبكر والعلاج والتوقيت الصحيح يؤدي إلى تحسن ويُمكن للمريض العودة إلى الوضع الطبيعي.

هل الحالة النفسية للمريض مثل الضغط النفسي يُعتبر من المُهيجات للربو؟
قال الدكتور رزين بأنه في المواقف الصعبة وعند الضغط النفسي قد يُعاني المريض من نوبة الربو فيكون الضغط النفسي في هذه الحالة من المُهيجات التي تؤدي إلى إستنفار حالة الربو.

ما هي التغذية الصحية والسليمة في المُساعدة في علاج الربو والحساسية مع العلاجات الأساسية بالنسبة للفئات العمرية المُختلفة؟
لا يجب إغفال دور التغذية السليمة والغذاء الصحي لمرضى الربو لأنهم يفقدون الكثير من العناصر والفيتامينات، والتغذية السليمة تُعدل كثيراً من أعراض مرضى الربو فمن الهام جداً أنهم يشربون كميات كافية من المياة لكي يتم تعويض الكمية المفقودة بسبب التنفس، ولابد من تناول الأطعمة التي تُعزز مناعة الجسم وكذلك تُعزز كفاءة الجهاز التنفسي لديهم.

فمن هذه الأطعمة الخضروات الطازجة بشكل عام وخاصة الخضروات الخضراء وكذلك الفواكه لإحتوائها على مضادات أكسدة لتقوية مناعة الجسم، ولا يجب إغفال البقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات بشكل عام لإحتوائها على أحماض الأوميجا ولكي يتم محاربة إضطرابات الجسم، ومن الهام أيضاً تناول الوجبات السليمة الصحية على خمس وجبات في اليوم للمحافظة على الوزن المثالي، ولتنوع الفواكه بشكل عام دور كبير في المساعدة على تقوية الجسم، ولا يجب إستبعاد البروتين في شكل السمك لإحتوائها على الأحماض الدهنية وعلى الأوميجا 3 ولأنها غنية بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف، وكذلك يجب التنويع بين اللحوم والأسماك وكذلك التركيز على الألبان والأسماك القليلة الدسم، ويجب على الأشخاص ذوات الوزن العالي أو المُصابين بالسُمنة يُفضل لديهم المُحافظة على تقليل الوزن لكي يتم الحصول على الوزن المثالي.

ما هي طريقة إحتواء هذه الأمراض من ربو وحساسية في المنزل حيث تكييف الجو العام في المنزل من غذاء وخلافه للتحكم في مرض الربو والحساسية؟
قال الدكتور حسن الواقع أن بعض الناس كما يُعاني من حساسية صدر أو أنف أو عيون يكون لديه حساسية لبعض الأطعمة. في مرضى الربو حساسية الأطعمة ليست مُرتبطة كثيراً بحساسية الصدر إلا في نسبة قليلة من الناس الذين قد يتناولون الفراولة مثلاً أو المانجو أو البيض أو السمك وتُسبب لديهم ضيق في الشُعب الهوائية فمن الهام معرفة الأطعمة التي تُسبب تهيج للحساسية، فلابد للمريض بنفسه أن يربط الحساسية بنوع مُعين من الأطعمة التي يتناولها وتُسبب له حساسية، ويُمكن القول بأن الأغذية الصحية الغير مرشوشة بالكيماويات مفيدة جداً لمرضى الربو، وكذلك من الهام معرفة أن مُعدل الحساسية أو الربو في ذوات الأوزان العالية تكون أكثر من غيرهم من ذوات الوزن الخفيف أو المثالي، فلذلك يجب التحكم في الأغذية بالنسبة لمرضى الربو ومحاولة الوصول للوزن المثالي عن طريق تناول الأغذية الصحية، فالوزن له علاقة بكل أمور حياتنا. لما له من علاقة بالقلب والضغط والتنفس أيضاً، حيث أنه وعند زيادة الوزن يشتكي مرضى التنفس من مشاكل إضافية وإضطرابات أثناء النوم وكذلك العديد من التعقيدات، فالوزن المثالي مفتاح لكل خير وسلامة على حد تعبير دكتور حسن.

ما هي الأدوية الخاصة بعلاج الربو وتطوراتها؟

قبل ظهور البخاخ وإنتشاره كان علاج مرض الربو عن طريق الحقن أو عن طريق تناول الأقراص بالفم وكانت هذه الأدوية تدخل الجسم كله وتُسبب الأعراض الجانبية لها وكذلك تأخذ وقت أطول لظهور مفعولها، ولكن البخاخ أفضل من حيث سرعة دخول الدواء على مكان الإصابة مباشرة في الرئة فلا يدخل الدواء للجسم كله وإن كان يحدث له إمتصاص ولكن بنسبة قليلة جداً لا تؤثر في ظهور أعراض جانبية بشكل ملحوظ كما كان التأثير في السابق عن طريق الحقن أو التناول بالفم عن طريق الأقراص، وكذلك أعراض جانبية أقل بالنسبة للبخاخ وخاصة بخاخ الكورتيزون فلو أن المريض يستخدم البخاخ عن طريق الفم يتناول المريض حوالي ميكروجرام واحد وهي كمية ضئيلة جداً فلو أن مريض الربو هو في نفس الوقت مريض سُكري أيضاً وتناول الكورتيزون بالبخاخ فلن يتأثر السُكري لديه، وكذلك إذا كان يُعاني من الضغط فلن يتأثر أيضاً، على العكس من ذلك إذا كان مريض الربو مريض سُكري وتناول الكورتيزون لعلاج مرض الربو عن طريق الحقن فإن التأثير يكون أكبر بكثير حيث يدخل مفعول الحقن أو الأقراص على الجسم كله فيكون هناك أعراض جانبية أكثر من حيث إرتفاع السُكري أو الضغط، فالبخاخ يُعتبر الوسيلة المثالية لتعاطي الدواء لدخوله على الجزء المُصاب مُباشرة.

• ومن حيث أنواع البخاخات يوجد بخاخة عادية وقد طرأ عليها العديد من التطورات منذ إخترعها وإستحداثها، حيث بدأ العلاج بالبخاخة التي يجب على المريض كتم نفسه لـ 10 ثوانِ ومن ثم يأخذ الجرعة، ولذلك كانت قليلاً ما تُعطى للأطفال أو للمرضى من كبار السن حيث كان يوجد فيها صعوبة كبيرة، ومن ثم تم إستحداث نوع أخر من البخاخات التي بمجرد الضغط عليها يخرج الهواء وعلى المريض فقط إستنشاقه، فكما قلنا في كل فترة يوجد تطور في الطريقة التي يتم فيها إستخدام البخاخة، ومن الجدير بالذكر أن البخاخات القديمة ما زالت موجودة حتى اليوم، أما من حيث تركيز الكورتيزون وطريقة الإستعمال فقد إختلفت بالتطور بحسب شدة المرض وقابليته للتحسن، كما يوجد بروتوكول موجود في العالم كله حيث مرضى الحساسية يجب البدء معهم بأقل جرعة مُمكنة فإن لم يحدث إستجابة يتم زيادة الجرعة حتى تتم الإستجابة حتى الوصول للجرعة القصوى، فأي مادة يكون لها حد أقصى في التعاطي والحد الأقصى مثلاً للكورتيزون في اليوم الواحد 800 ميكروجرام.

هل يوجد حد أقصى من المولات في اليوم الواحد التي تُستخدم كجرعات من الكورتيزون مثلاً وعندما لا يحدث تحسن بعدها يفقد المريض الأمل في حدوث العلاج والشفاء؟
أجاب الدكتور حسن قائلاً لا يفقد المريض الأمل في العلاج ككل، ولكن يفقد الأمل في حدوث العلاج بهذا الدواء بمفرده، فمثلاً إذا تعاطى المريض الكورتيزون البخاخ لفترات طويلة بالحد الأقصى ولم يحدث العلاج، عندئذ يتم إضافة علاجات أخرى أو تعاطي الكورتيزون عن طريق الحقن أو عن طريق الأقراص بالفم لأن الكورتيزون يصل بجرعات أكبر من الجرعة التي يتم تعاطيها عن طريق البخاخ، فالعلاج بالبخاخات يجب أن يوجود من خلاله التحكم في المرض وكذلك التحسن للمريض في وقت الألم، والتحكم في المرض يتم بتقليل الإلتهاب الذي يؤدي إلى الحساسية تماماً كالمريض الذي يتعاطى البانادول عند إرتفاع السخونة أو الحرارة لديه فلم يتم علاج السخونة وإنما تم التعامل مع حالة إرتفاع الحرارة الحالي بإنخفاضها، ولكن يتم الرجوع للسبب الرئيسي في المرض، فيتم تعاطي البخاخة الشهيرة التي تقوم بتوسيع الشُعب الهوائية، ولكن لا يتم معها التوسيع الدائم للشُعب الهوائية بعلاجها تماماً وإنما وكما سبق أن ذكرنا علاج مؤقت لحل أزمة طارئة، ولكي يتم العلاج يجب تعاطي الكورتيزون لأنه العنصر الرئيسي في العلاج.

بعض الدعايا في الإنترنت تتحدث عن علاج الربو في خلال 5 دقائق، فهل هذه الدعاية حقيقية أم لا؟
علق الدكتور حسن رزين بطريقة كوميدية أنه لو هذه الدعايا صحيحة لأغلق الأطباء عياداتهم، وأضاف أنه وللأسف يوجد إستغلال كبير للمرضى وكذلك لعب بأحلامهم في علاج مرض الربو، حتى مهما بلغت درجة ثقافة المريض بوصله لدرجة من اليأس في الشفاء يضطر إلى تصديق مثل هذه الدعايا الخادعة حيث يُمكن أن يلجأ المريض لأساليب علاجية غير صحيحة وغير منطقية أيضاً، فيوماً بعد يوم تُكتشف علاجات جديدة بواسطة مراكز الأبحاث وشركات الأدوية التي تعمل على تحديث العلاج يوماً بعد يوم، فيُمكن تخفيض الجرعات وكذلك عدد مرات التعاطي فبدلاً من أخذ جرعتين في اليوم يُمكن تخفيضها إلى جرعة واحدة في اليوم وكذلك يُمكن تخطي 24 ساعة بدون تعاطي، وأيضاً من المُستحدثات وصول المادة الفعالة إلى الرئة مُباشرة، بالإضافة إلى تحديث الأدوية التي يتم تعاطيها عن طريق الفم بحسب نوع الخلية التي تُخرج المادة التي تُغلق الشُعب الهوائية، ومن المستجدات في عالم الطب أيضاً أدوية تُثبط الحساسية نفسها بحيث تجعل الشخص الذي يُعاني من حساسية الأتربة لا يتفاعل جسمه مع الأتربة بشكل مُبالغ فيه، وعلى حسب كل مريض له التشخيص المُعين والعلاج الذي يتناسب مع حالته، أما بخصوص الحبة السحرية التي تقضي على المرض في 5 دقائق فإنها لم توجد بعد على حد تعبير الدكتور رزين.

نصيحة أخيرة من الدكتور حسن: ” الشخص الذي يُعاني من أي أعراض تنفسية يجب عليه اللجوء للطبيب المُختص، حتى يتم تشخيص الحالة بشكل سليم فقد يكون الأمر بعيداً عن الحساسية وقد يكون هناك مجرد إفرازات من الأنف أو شيء له علاقة بميكروب مؤقت فيجب أخذ العلاج السليم ويتم الشفاء بإذن الله، أما الأشخاص الذين يُعانون من أعراض مزمنة مثل الحساسية لابد من اللجوء للطبيب المُختص وتعاطي العلاج كما هو موصى به وكذلك يجب عمل مُتابعة دورية وأخذ العلاج بإستمرار، وعلى الطبيب عمل خطة للعلاج على حسب كل مريض من حيث تخفيض الجرعات في حالة التحسن حتى يتم التوقف عن العلاج في وقت مُعين مع التحسن، وليس كل مريض له نفس النمط من العلاج، فما يُجدي من علاج بالنسبة لشخص قد لا يكون المُناسب بالنسبة لأخر”.
وكذلك ننصح الجميع بالإهتمام وعدم الإستهانة بأعراض أي مرض خصوصاً عند بداية الأعراض، فمكافحة الأعراض منذ البداية يوفر على الشخص مشوار طويل من المرض داخل المُستشفيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top